«ديلويت» تتوقع تراجع أسعار الشركات في الشرق الأوسط وتتمسك بالتفاؤل

الانكماش العالمي يضغط على تسعيرها في مختلف مناطق العالم

TT

توقعت شركة «ديلويت» تراجع أسعار الشركات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام الحالي، معتبرة أن هذا التراجع هو إشارة لأوقات مقبلة أفضل.

واعتبرت في دراسة أجرتها مع شركة «آربور سكوير آسوسييشن»، ووزعتها في بيروت، «أن ثمة مشاعر متباينة حيال حركة المساهمات الخاصة خلال الأشهر المقبلة في كل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي العالم كله. وأشارت الدراسة التي استطلعت ما يزيد على مائتي شريك من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند والصين وجنوب شرق آسيا ودول أميركا اللاتينية وروسيا وأوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية وتركيا وجنوب أفريقيا، أنه في حين ألحق الركود الاقتصادي أضرارا كبيرة بالقطاع، إلا انه لم يقوض الشعور بالثقة في السوق المالي على الأمد الطويل. ورأت «أن الانكماش العالمي يضغط على تسعير الشركات في مختلف مناطق العالم؛ ويتوقع معظم الشركاء المستطلعين 83 في المائة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تتراجع الأسعار خلال عام 2009؛ ويعزى الأمر إلى ثلاثة أسباب رئيسة هي هبوط حركة التقييم للأسواق العامة، والركود الاقتصادي العالمي وتراجع عدد الصفقات المبرمة. وأوضح كريس وارد، الرئيس العالمي للاستشارات المالية والرئيس التنفيذي لقسم خدمات الاستشارات المالية في «ديلويت الشرق الأوسط»: «أن تراجع أسعار الشركات يعتبر إشارة إلى أن هناك أوقاتا أفضل مقبلة، والدليل هو الشعور بالثقة على الأمد الطويل الذي تعكسه الأسواق الناشئة كلها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على الرغم من النتائج الحاصلة». ويمكن تقييم مقياس الثقة في تلك الأسواق بـ 8.2 من 10 مما يدل على تفاؤل المساهمين في المدى البعيد.

أضاف: «نظرا إلى الارتباك المالي والرقابي المحيط بالقطاعات الاقتصادية، من المطمئن معرفة أن الأسواق الناشئة تنظر بإيجابية إلى أداء تلك القطاعات على الأمد الطويل. في الواقع، تتمتع شركات الاستثمارات الخاصة بنموذج عمل متين قادر على التأقلم مع وضع السوق، وعلى الرغم من صعوبة السنة المقبلة سوف تتخطى تلك الشركات الوضع الحالي وتمتلك آليات فعالة لتطوير اقتصاديات الدول الناشئة».

يتوقع ما يزيد على 47 في المائة من الشركاء المستطلعين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ازديادا في حركة الاستثمار، وهم يعيدون الأمر إلى ثلاثة أسباب أساسية تشمل سهولة الحصول على رأس المال وتراجع أسعار الشركات ونمو الشركات المتوسطة الحجم، بينما 40 في المائة منهم يتوقعون تراجعا، ويعزونه إلى ثلاثة أسباب أساسية هي حال عدم الاستقرار الاقتصادي وتوقعات عروض التقييم والسيولة المتدنية. وفي ما يتعلق بنمو الفرص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال: «يعتبر الموقع الجغرافي عاملا أساسيا، إذ يقع في قلب الحدث». وشرح انه على الرغم من مخاطر التراجع في المنطقة، على غرار تراجع سعر النفط، من المهم جدا الاستمرار بالتفاؤل. وهناك العديد من الإيجابيات تتمتع بها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فدبي وأبوظبي تنموان بوتيرة أسرع من تلك التي تنمو بها مناطق مثل موسكو. بالإضافة إلى سهولة تنفيذ الأعمال فيهما».

وجاء في خاتمة الدراسة أن صفقات المساهمات الخاصة العالمية تتراجع من 1407 صفقات في الربع الثالث من 2007 إلى 655 صفقة في الربع الأول من 2009، كما تتراجع صفقات المساهمات الخاصة في الأسواق الناشئة من 128 صفقة في الربع الثالث من 2007 إلى 51 صفقة في الربع الأول من 2009، ويتوقع 73 في المائة من المستجيبين تراجع حركة سحب الاستثمارات في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و83 في المائة منهم يتوقعون تراجع أسعار الشركات في المنطقة أيضا؛ ويتوقع 60 في المائة من المستطلعين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن يكون مصدر الصفقات الأساسية عقاريا.