بايدن: حققنا أهداف الـ100 يوم الثانية ونتوجه للخروج من الركود

إدارة أوباما تسلط الضوء على إنجازاتها الاقتصادية لدعم ثقة المستهلكين

TT

مع تصاعد الانتقادات لسياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما الاقتصادية وعلى رأسها جهود إصلاح نظام الرعاية الصحية وتكلفته المرتقبة، شنت الإدارة الأميركية حملة أمس لتغيير التصور العام في الولايات المتحدة حول الاقتصاد. وأعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سلمه أوباما ملف متابعة نتائج قانون استعادة الاقتصاد، أن قانون تحفيز الاقتصاد الأميركي، الذي كلف 787 مليار دولار بدأ ينجح ويجلب النتائج المرجوة. وفي خطاب مطول في معهد «بروكينغز» أمس، صرح بايدن بأن الأهداف التي وضعتها الإدارة لفترة الـ100 يوم الثانية من تسلم الإدارة مهامها قد تحققت، بل إن حتى بعضها قد فاق التوقعات، بما فيها خلق أكثر من 600 ألف وظيفة جديدة في الولايات المتحدة. وتزامنا مع خطاب بايدن، نشر البيت الأبيض معلومات حول التطور الاقتصادي في البلاد منذ تولي أوباما الرئاسة في يناير (كانون الثاني) الماضي. وأفاد البيت الأبيض بأنه كان الهدف هو بدء تصليح 98 مطارا في الولايات المتحدة و1500 طريق سريع، والنتيجة أن وزارة النقل فاقت هذا الهدف وبدأت مشروعات إعمار في 192 مطارا وفي أكثر من 2200 طريق سريع. وأضاف البيت الأبيض أن هناك نحو 1.4 مليون أميركي يحصلون على مساعدة في البحث عن وظيفة حاليا، بينما قبل 100 يوم لم يكن هناك مشروع مثل هذا موجود.

وبدأ بايدن خطابه بالتذكير أن أوباما ورث اقتصاد على شفة الكساد من الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، قائلا إنه «بدلا من الحديث اليوم عن دخول حالة كساد؛ نحن نتحدث عن الخروج من الركود بعد 8 أشهر من تنصيب الإدارة» الجديدة في البيت الأبيض. وأقر بايدن بوجود بعض الأخطاء في تنفيذ مشروعات ضخمة. وقال: «علينا أن نعترف عندما نخطئ»، لكنه في الوقت نفسه قال: «إنني أشعر بفخر لعمل الوكالات الحكومية وسرعة عمل الوزارات» المختلفة.

ورد بايدن على انتقادات بأن إدارة أوباما خاضت في سياسات مختلفة، على رأسها إصلاح نظام الرعاية الصحية ومكافحة التغيير المناخي، قائلا: «طبيعة اقتصادنا المعقد لا تسمح لنا بالتركيز على سياسة واحدة أو مجال واحد». وأضاف: «نحن نعلم أن علينا وضع أرضية لاقتصاد في القرن الـ21 بينما نعمل على استعادة الاقتصاد عافيته». وتزامن خطاب بايدن مع نشر نتائج استطلاع رأي نشرته مؤسسة «غالوب» تشير إلى ارتفاع ثقة المستهلكين الأميركيين لأعلى نسبة منذ يناير (كانون الثاني) عام 2008، إذ نسبة الأميركيين الذين يعتبرون أن الاقتصاد يتحسن وصلت إلى 39 في المائة. وكانت نسبة الأميركيين الذين يعتبرون أن الاقتصاد يتحسن فقط 16 في المائة. وتركز إدارة أوباما على أهمية دعم ثقة المستهلك لزيادة الاستهلاك في البلاد ودفع الاقتصاد إلى الإمام. وكرر وزراء أميركيون التقييم الإيجابي للاقتصاد الذي قدمه بايدن في مدن أميركية مختلفة، فقد توجه وزير الداخلية الأميركي كين سالزار إلى مدينة ليتل روك في ولاية آركنساس، بينما كان وزير الزراعة توم فيلساك في مدينة لويزا في فيرجينيا، ووزير النقل راي لحود في مدينة شيكاغو في ولاية ايلاوي. إلا أن نتائج «غالوب» تثير تساؤلات حول نسبة خلق فرص العمل الأميركية والوظائف الجديدة في البلاد، إذ تشير نتائج الإحصاء إلى أنه «لا يوجد خلق وظائف»، فبينما 24 في المائة من الموظفين الأميركيين يعملون في شركات بدأت توظف موظفين جددا، فإن 25 في المائة من المشاركين في الاستطلاع قالوا إن شركاتهم تسرح موظفين. واعتبر المعهد أن الاقتصاد الأميركي ما زال لم يدخل مرحلة فعلية من خلق الوظائف الجديدة بسبب مواصلة الشركات سياسات تسريح موظفين. ولكن قال بايدن: «إنني واثق من أن الإحصاءات الرسمية ستظهر أننا حققنا هدف خلق 600 ألف وظيفة خلال فترة الـ100 يوم الثانية أو حتى تعدي الهدف». وأنهى بايدن خطابه بالقول: «سنخرج من هذا الركود، ولكن علينا أن نخرج في وضع أفضل لقيادة العالم بشكل أفضل في القرن الـ21 بعدما قدنا العالم في القرن الـ20». وجاء خطاب بايدن في وقت ينهي الرئيس الأميركي إجازته الصيفية في منتجع كامب ديفيد. ومن المتوقع أن يعود أوباما إلى واشنطن بداية الأسبوع المقبل ويكثف العمل على دفع مشروع إصلاح الرعاية الصحية الأميركية في الكونغرس، أملا في أن تكون النتائج الأولية لتوجه الولايات المتحدة للخروج من الركود عاملا مساعدا لجهوده.