«بي بي» تحقق كشفا نفطيا هائلا في خليج المكسيك

على عمق يصل إلى 30 ألف قدم

TT

أعلنت شركة «بي بي» البريطانية يوم الأربعاء، أنها حققت كشفا بتروليا «ضخما» في خليج المكسيك، ويقول محللون إن الكشف البحري عزز من التطلعات في أن تساعد المزيد من عمليات الاستكشاف داخل المنطقة على المحافظة على مستوى إنتاج النفط البحري الأميركي. ويقع الكشف، المعروف باسم «تايبر»، على بعد 250 ميلا جنوب شرق هيوستن، وكان ضمن نطاق الحقول الكبرى الأخرى نفسها، التي اكتشفتها شركة «بي بي» في خليج المكسيك، حسب ما أفاد به دارن بيودو، المتحدث باسم الشركة. ولم تذكر الشركة أي تقديرات بخصوص كمية النفط التي يتوقع إنتاجها من كشفها النفطي الأخير، ولكن المنصة الأكبر في الحقول الأخرى، وهي منصة «ثاندر هورس» تنتج ما يصل إلى 300 ألف برميلا يوميا.

وكان البئر الاستكشافي، الذي استخدم للوصول إلى حقل «تايبر» البئر الرأسي الأعمق، حسب ما يفيد به غاي كونتويل، مدير الاتصالات في شركة «ترانس أوشين» التي تملك منصة الحفر. وقال كونتويل إن ظروف العمل كانت مثيرة للتحدي، حيث ضخ الحفار «ديب ووتر هوريزن» ما يقرب من نحو مليون رطل من الغلاف الحامي في الوقت الذي كانت تطفو داخل 4132 قدما من المياه، وبعد ذلك حفرت لمسافة 30,923 قدما تحت قاع الخليج. وكانت درجات الحرارة داخل قاع البحر حوالي 35 درجة، فيما كانت درجات الحرارة للسوائل داخل البئر الذي يقع على بعد أميال لأسفل تبلغ حوالي 250 درجة. وحذر بوب ماك نيت، وهو مستشار بارز في شركة الاستشارات «بي إف سي إنيرغي» بواشنطن، من أنه على الرغم من أن الاكتشافات الكبرى الجديدة تعد خبرا سارا، فإنها يمكن ألا تكن عنصر دعم للإنتاجية النفطية الأميركية في المجمل، لأنه من المتوقع حدوث تراجع في الحقول الأخرى بخليج المكسيك. وقال: «نحتاج إلى ذلك، فبعد 2010 وعلى ضوء التطورات الحالية، سوف نرى أن الإنتاج يأخذ في التراجع ودون العثور على اكتشافات بصورة مستمرة...يمكن أن يكون هذا التراجع حادا».

ويمثل الإنتاج في خليج المكسيك نحو ربع الإنتاج النفطي الأميركي في المجمل حيث يبلغ 1.2 مليون برميل في اليوم. ووصل الإنتاج الأميركي في الخليج إلى الذروة عام 2003 حيث كان يتم إنتاج 1.56 مليون برميل في اليوم، حسب ما تفيد به إدارة معلومات الطاقة. ويقول ماك نيت: «تعد المحافظة على ذلك التقدم شيئا هاما من وجهة نظر تعتمد على استقلالية الطاقة». وأشار إلى أن معظم الآبار الإنتاجية بخليج المكسيك تميل إلى أن تصل إلى ذروتها خلال عام أو عامين وبعد ذلك تبدأ في التراجع بصورة حادة بعد 3 ـ 5 أعوام. وتستغرق عمليات التنمية في المكتشفات التي تقع في المياه العميقة بعض الوقت. وتم اكتشاف «ثاندر هورس» في عام 1999، ولكن لم تبدأ المنصة التي كانت تعاني من مشكلات فنية وعواصف في الإنتاج حتى يونيو (حزيران) 2008. ويقول دانيال يرجين، رئيس «كامبريدج إنيرغي ريسرتش أسوشيتس» إن الاكتشاف «يبرهن على أي مدى توسع التقنية من آفاق خليج المكسيك». وقالت شركة «بي بي» إن البئر دفع النفط إلى «مخازن متعددة» في المنطقة الجيولوجية الثالثة المنخفضة، وهي طبقة قشرة الكرة الأرضية التي تعود إلى 38 مليون ـ 68 مليون عاما. وتم تحقيق أكثر من 10 اكتشافات في هذا المستوى من الخليج، ومن بينها كشف «كاسكيا» التابع لشركة «بي بي» الذي يبلغ الاحتياطي المقدر له ثلث أو أقل يمكن استعادته من 4 مليارات إلى 6 مليارات برميل. ويقول بيودو: «ننظر إلى الطبقة الثالثة السفلى على أنها أحد الموجات الكبرى المقبلة للتنمية في خليج المكسيك.» ويعد الكشف الجديد خبرا سارا بالنسبة لشركة «بي بي»، التي تملك 62 في المائة من المشروع. وفي الأعوام الأخيرة، كانت شركة «بي بي» تعاني بسبب خلاف مع شركاء في مشروع روسي مشترك وبسبب التأخير في منصة «ثاندر هورس» وتسريبات من أنبوبة تابعة لها في ألاسكا وتراجع نجم عن انفجار في مصفاة تكرير في تكساس. ولكن مضت الشركة البريطانية في طريقها وركزت على الفرص من أجل التوصل إلى مستودعات نفطية ضخمة سواء في خليج المكسيك أم العراق أم روسيا. وتمتلك «كونوكو فيليبس» 18 في المائة من مشروع «تايبر»، فيما تمتلك الشركة البرازيلية المملوكة للدولة «بتروبراس» 20 في المائة. وتعهد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، خلال الأسبوع الحالي بأن يعطي «بتروبراس» حقوق تشغيل في حقوق ضخمة اكتشفت أخيرا أمام ساحل البرازيل بدلا من استخدام نظام الامتياز. وعندما تكون هناك حاجة إلى الشركات الأجنبية كي تقوم بتغطية النفقات، سوف تحتفظ «بتروبراس» بحصة نسبتها 30 في المائة، حسب ما قالته وكالات إخبارية. وقال يرجين إن كشف «بي بي» الأخير «يظهر أيضا قيمة أن تكون هناك شركات متنوعة لها رؤى واتجاهات مختلفة تعمل في منطقة مثل خليج المكسيك.»

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»