الأسهم السعودية: 64% من شركات السوق تنعتق من «النطاق السعري الأول» قبل إجازة عيد الفطر

آخر أسبوع في تداولات رمضان يشهد متغيرات نقطية ويضع المؤشر العام في مناطق فنية آمنة

تصدر قطاع الصناعات البتروكيماوية قائمة الأكثر نشاطا من حيث القيمة بنسبة 33% («الشرق الأوسط»)
TT

انعتقت معظم الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودي من النطاق السعري الأول في آخر أسبوع من تداولات شهر رمضان المبارك وعطلة الإجازة التي تستمر لـ10 أيام، في تطور يكشف عن تفاعل السوق مع معطيات الأداء الإيجابي في آخر أسبوع تداول.

واستطاعت 64 في المائة من الأسهم المتداولة في السوق أن تخرج من الناطق السعري الأول وهي الأسهم التي تتداول دون نطاق سعري 25 ريالا حيث ارتفع 59 سهما إلى النطاق السعري الثاني وهو بين 25.10 و50 ريال، فيما بقيت 27 شركة النطاق السعري الثالث الذي يعد فوق 50 ريالا للسهم الواحد.

ولعبت بعض المتغيرات في تحريك السوق نحو الايجابية وذلك بعد أن استعاد قطاع الصناعات والبتروكيماويات قيادة السوق بدعم من سهم «سابك» الذي استحوذ لوحده على ما يزيد على 3.7 مليار ريال (986 مليون دولار) بنسبة 21.6 في المائة من قيم تداولات السوق والتي بلغت 17.5 مليار ريال (4.6 مليار دولار).

وتولى سهم «سابك» قيادة المؤشر العام منذ مطلع الأسبوع الراهن محققا ارتفاعا بنسبة 8.2 في المائة، ليحتل بذلك قطاع الصناعات المرتبة الأولى في قائمة أكثر قطاعات السوق استحوذا لقيم التداول بنسبة 33 في المائة.

فيما قفز قطاع الطاقة والمرافق الخدمية إلى المرتبة 11 في سلم الترتيب لقطاعات السوق من حيث القيمة بعدما كان يتسيد المرتبة الأخيرة، بدعم من سهم «الكهرباء» الذي شهد تحركات إيجابية نتيجة إعلان الحكومة السعودية تنازلها عن نصيبها في أرباح الشركة لعشر سنوات مقبلة مما ساهم في رفع مؤشر القطاع وتحقيق المرتبة الأولى بنسبة ارتفاع بلغت 7.2 في المائة.

وعن أداء القطاعات فقد تصدر قطاع الصناعات البتروكيماوية قائمة الأكثر نشاطا من حيث القيمة بنسبة 33 في المائة، تلاه التأمين بنسبة 19 في المائة، ثم المصارف والخدمات المالية بنسبة 16 في المائة، تلاه التجزئة بنسبة 6 في المائة، تلاه الاستثمار الصناعي والزراعة والصناعات الغذائية بنسبة 5 في المائة، ثم شركات الاستثمار المتعدد والاتصالات وتقنية المعلومات والتشييد والبناء بنسبة 3 في المائة، تلاه التطوير العقاري والطاقة والمرافق الخدمية بنسبة 2 في المائة، ثم النقل والاسمنت والفنادق والسياحة بنسبة واحد في المائة، وفي المرتبة الأخيرة قطاع الإعلام والنشر دون تغير يذكر.

إلى ذلك، شهدت قائمة كبار الملاك تغيرات مختلفة حيث أظهرت البيانات اليومية التي تصدرها «تداول» اختفاء اسم رجل الأعمال معن الصانع من قائمة الملاك الكبار في مجموعة سامبا المالية متزامنا مع ما أعلنته المجموعة أن سعود بن عبد العزيز القصيبي لم يعد رئيسا ولا عضوا في مجلس إدارة المجموعة والذي كان يمتلك 7.8 في المائة قبل يوم أمس الأول.

الجدير بالذكر أن قائمة كبار ملاك شركة «بتروكيم» شهدت تراجعا في ملكية المؤسسة العامة للتقاعد بعد يوم واحد من شرائها في مجموعة سامبا المالية، فيما تواصل شركة أديار القابضة عمليات البيع في أسهم التعمير حيث تراجعت نسبة ملكيتها من 6.4 في المائة إلى 6 في المائة خلال أول من أمس.

وفي حديثه لــ«الشرق الأوسط» ذكر عبد الله الغامدي الخبير الاقتصادي أن تمديد تنازل الحكومة عن أرباح العشر سنوات القادمة لشركة الكهرباء أمر يدعم خطط الشركة المستقبلة وخاصة في مجال الطاقة والنقل وفي نفس الوقت يعطي مؤشرا سلبيا على عدم قدرة الشركة من الخروج من دوامة الخسائر الربعية التي تحققها في السنين الماضية.

وأشار الغامدي إلى أنه لا توجد أي معطيات إيجابية حقيقية تساعد الأسواق المالية في الصعود سوى بعض الأخبار الإعلامية والتي ساهمت في نشر التحركات المتوقع حدوثها في المستقبل إذا نجت تحركات الحكومات بشكل صحيح، مبينا أن بعض الشركات العملاقة تعاني من أزمة مالية وتراجع في النتائج المالية وبالتالي تعتبر أسعارها الحالية مبالغة فيها.

وستخلد سوق الأسهم السعودي والسوق المالية الثانوية لتداول الصكوك والسندات إلى إجازة تمتد لـ10 أيام حيث حدد هيئة السوق المالية نهاية الأسبوع الحالي آخر تداول على أن يتم بدء العمل في السوق ابتداء من 26 سبتمبر (أيلول) الجاري.

وحول السوق المالية الثانوية لتداول الصكوك والسندات، انتهت تعاملاتها طوال جلسات شهر رمضان المبارك بتنفيذ صفقتين فقط بينما اكتفت بتقديم العروض والطلبات على الإصدارات الخمس المطروحة في السوق. وعن أداء سوق الأسهم من الناحية الفنية فإلى توقعات «الشرق الأوسط» حولها:

* المصارف والخدمات المالية: حقق القطاع العديد من النقاط الايجابية وخاصة بعد الإغلاق فوق مستويات 15190 نقطة وتحقيقه أرباحا بنسبة 7.2 في المائة وبقيم تداول تجاوزت 241 مليون ريال ومن المتوقع إن يواصل القطاع التحركات الإيجابية ولكن بوتيرة جانبية. ولا تزال 15440 نقطة مستويات، و14095 نقطة مستوى دعم مهم على المدى القريب والمتوسط والذي بكسر يعطي إشارة سلبية على المدى البعيد.

* الصناعات البتروكيماوية: شهد القطاع اختراقات إيجابية لمستويات مقاومة مهمة على المدى القريب والمتوسط وذلك بعد التحرك القوي لسهم «سابك» الذي سجل تحسنا في مستوياته السعرية واستعادة مكانه كأكبر شركة من حيث القيمة السوقية، بينما من المتوقع أن يواصل القطاع ارتفاعاته ما لم يحدث أي متغيرات في الاقتصاديات العالمية.

* الأسمنت: واصل القطاع ارتفاعاته الايجابية على المدى القريب والمتوسط بعد أن حقق مكاسب نقطية بنسبة 3.3 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 42 مليون ريال، وتبقي مستويات 4024 نقطة من أهم مستويات المقاومة على المدى القريب والمتوسط.

* التجزئة: لم يشهد القطاع أي تحركات إيجابية رغم تحقيق المؤشر العام ارتفاعات ايجابية، مما ادخل القطاع في منطق حيرة على المدى القريب.

* الطاقة والمرافق الخدمية: حقق القطاع العديد من النقاط الايجابية وخاصة تحقيقه أرباحا بنسبة 7.2 في المائة وبقيم تداول تجاوزت 241 مليون ريال خلال تعاملاته الأسبوع الماضي. ومن المتوقع أن يواصل القطاع التحركات الايجابية ولكن بوتيرة جانبية.

* الزراعة والصناعات الغذائية: حقق القطاع العديد من النقاط الايجابية وخاصة بعد اختراقه للقمة السابقة عند مستويات 4644 نقطة على المدى الأسبوعي وبقيم تداول 414 مليون ريال محققا مكاسب بنسبة 3.8 في المائة. ومن المنتظر أن يواصل القطاع صعوده قبل النتائج المالية للربع الثالث من العام الحالي.

* الاتصالات وتقنية المعلومات: شهد القطاع تحركات ايجابية نوعا ما بعد أن حقق مكاسب بنسبة 2 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 577 مليون ريال، كما تشير بعض المؤشرات الفنية إلى دخول القطاع مرحلة ايجابية على المدى المتوسط.

* التأمين: شهد القطاع العديد من التذبذبات السعرية العنيفة محققا في نهاية المطاف مكاسب أسبوعية نسبتها 3.3 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 214 مليون ريال محتلا بذلك المرتبة الثانية من قيم إجمالي السوق، ورغم المكاسب الايجابية التي شهدها القطاع إلا أن بعض المؤشرات الفنية بدأت تأخذ الاتجاه السلبية ولكن بشكل بطيء.

* الاستثمار الصناعي: مازال القطاع يواصل تحقيق المكاسب على المدى القريب وذلك بعد أن سجل ارتفاعات نقطية بنسبة 3.5 في المائة وسط قيم تداول تجاوزت 846 مليون ريال والمتزامنة مع تحسن المؤشرات الفنية على المدى القريب.

* الاستثمار المتعدد: عاد القطاع المناطق الإيجابية على المدى القريب بعد أن حقق مكاسب نقطية بنسبة ارتفاع 3.1 في المائة وسط قيم تداول بلغت 658 مليون ريال، فيما لا تزال المؤشرات الفنية عن مستويات سلبية ما لم يخترق القطاع مستويات المقاومة عند 2879 نقطة على المدى المتوسط.

* التشييد والبناء: رغم أن القطاع واصل تحقق المكاسب نقطية إلا أن القطاع لا يزال تحت رحمة المسار الهابط على المدى القريب والمتوسط ما لم يخترق مستويات 4383 نقطة.

* التطوير العقاري: لم يشهد القطاع أي تحركات ايجابية رغم تحقيق المؤشر العام ارتفاعات ايجابية، مما ادخل القطاع في منطق حيرة على المدى القريب.

* النقل: تشير بعض المؤشرات الفنية إلى دخول القطاع في منطقة الحيرة على المدى المتوسط، في وقت لم تبرز فيه تطورات فنية ملموسة على تداولات مكونات القطاع.

* الإعلام والنشر: رغم القفزة النقطية التي شهدها القطاع خلال تعاملات الأسبوع الحالي وتحقيقه المرتبة الثانية في قائمة أكثر القطاعات ربحية بنسبة 7 في المائة إلا أن القطاع يحتاج آلة إغلاق أسبوعية باللون الأخضر ليغير من المسارات السلبية للمؤشرات الفنية.

* الفنادق والسياحة: حقق القطاع خلال تعاملاته الأسبوع الراهن ارتفاعات نقطية بنسبة 1.6 في المائة مواصلا بذلك تقليص الخسائر التي مني بها الأسبوع قبل الماضي فيما تجاوزت قيم تداولات مستويات 95 مليون ريال وتبقى مستويات 4556 نقطة من أهم نقاط الدعم الرئيسية.