انضمام فرنسا إلى «ساوث ستريم» يضعف خط «نابوكو» لنقل الغاز

روسيا مصدر 25% من الغاز المستهلك في أوروبا

TT

يرى خبراء أن إعلان فرنسا انضمامها المقبل إلى مشروع خط أنابيب الغاز «ساوث ستريم» الذي تقوده روسيا سيؤدي إلى «إضعاف» مشروع «نابوكو» الأوروبي وبالتالي سياسة بروكسل في موضوع الطاقة، وسط صعوبات تواجهها أوروبا لإثبات حضورها في المجال الاستراتيجي.

وأكدت مجموعة «أو دي إف» الفرنسية العامة نيتها الانضمام إلى مشروع «ساوث ستريم» إلى جانب مجموعة «أو إن آي» الإيطالية ومجموعة «غازبروم» الروسية بهدف نقل الغاز الروسي وغاز آسيا الوسطى إلى أوروبا. وهو مشروع ينافس نظيره «نابوكو» الأوروبي والتركي لنقل الغاز والهادف إلى تقليص الارتهان الأوروبي لروسيا على صعيد الغاز.

وقال رئيس مجلس إدارة «أو دي إف» بيار غادوني الأربعاء إن «فكرة أن نكون إلى جانب الإيطاليين مع غازبروم خبر سار جدا على صعيد تنويع مصادر الإمداد»، مؤكدا بذلك معلومة أعلنتها موسكو الثلاثاء.

وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الدول الأوروبية، في سباق لارتفاع كبير للطلب العالمي على الطاقة، تنوي تنويع مصادر إمدادها بالغاز. وتعززت هذه النية في ضوء أزمة الشتاء الفائت بين روسيا وأوكرانيا التي تسببت في أزمة غاز أرخت بتأثيرها على العديد من الدول الأوروبية.

وتشكل روسيا مصدرا لربع الغاز الذي تستهلكه أوروبا، ويمر ثمانون في المائة من هذه الكمية عبر أوكرانيا.

وتريد المفوضية الأوروبية أن تتبنى الدول الأعضاء موقفا مشتركا لإرساء استقرار في سوق متقلبة والوقوف في وجه روسيا. لكن المفوضية تصطدم بمصالح الصناعيين والدول.

وفي هذا السياق، شدد جان ارنولد فانوي المتحدث باسم المفوض الأوروبي للطاقة اندريس بيبالغز خلال مؤتمر الغاز في ليون على أن «نابوكو مختبر استثنائي» للسياسة الأوروبية في مجال الطاقة.

لكنه تدارك «ما دام البعض يعطون الأولوية لمصالحهم الخاصة، ليس ثمة فرصة للتحدث إلى شركائنا الخارجيين، وتاليا روسيا، بلهجة واحدة».

بدورها، أكدت كلود فيشر رئيسة مركز «مواجهات أوروبا» للأبحاث أن «المنافسات تسلك منحى تصاعديا وتهدد نابوكو. إنها معركة ضد كارتلات».

واعتبرت كوليت ليوينر من مجلس إدارة «كاب غيميني» أن إعلان انضمام مجموعة فرنسية عامة إلى مشروع «ساوث ستريم» «يضعف نابوكو بالنسبة إلى المفوضية الأوروبية، حتى لو كان صحيحا أن تركيا أبعدت مجموعة الغاز الفرنسية (جي دي إف) من نابوكو» على خلفية معارضة فرنسا لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

كذلك، أقر مسؤول رفيع في قطاع الغاز في فرنسا رافضا كشف هويته بأن ما حصل يشكل «ضربة للسياسة الأوروبية لأنه يظهر أن الفرنسيين يحتذون بالألمان والإيطاليين الذين يجرون مفاوضات مباشرة مع روسيا من دون المرور بالاتحاد الأوروبي»، وخصوصا أن هذا المشروع «تتبناه الحكومة الفرنسية». وقال مصدر أوروبي قريب من الملف إن «هذا الإعلان الذي مصدره موسكو يهدف بوضوح إلى إحداث ضرر، وخصوصا أنه لم يأت نتيجة تشاور ويحرج الأوروبيين».

وأضاف أن «الروس ينظرون بريبة إلى منافسة أوروبا (لهم) في الجمهوريات السوفياتية السابقة». ويشكل مشروع «نابوكو» الذي يستهدف موارد الغاز في كل من أذربيجان وتركمانستان وصولا إلى العراق وإيران، عنصرا أساسيا في تأمين حاجات الاتحاد الأوروبي من طريق الجنوب.

ويتفاوض الاتحاد الأوروبي حاليا مع أذربيجان التي ستؤمن كمية كبيرة من الغاز عبر «نابوكو» المقرر إنجازه عام 2014. أما مشروع «ساوث ستريم» فيتوقع إنجازه عام 2013.