الضغط يزداد على الاسترليني.. ومخاوف من معادلته مع اليورو مرة أخرى

الأسهم الأوروبية تفشل في الحفاظ على مستوى الـ1000 نقطة

أشارت تقارير إلى أن الاقتصاد العالمي في طريقه نحو الانتعاش ولكن الطريق سيكون وعرا («الشرق الأوسط»)
TT

فشلت الأسهم الأوروبية، في جلسة أمس، في الحفاظ على مستوى الـ1000 نقطة، ونزل مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي عن مستواه القياسي الأسبوع الماضي وواصل تراجعه عن أعلى مستوى في 11 شهرا وسط مخاوف من أن مكاسب السوق ربما تكون قد تجاوزت أساسيات الاقتصاد.

وكانت أسهم شركات التعدين والبنوك من أكبر الخاسرين صباحا ولكن الطلب كان قويا على الأسهم الآمنة مثل أسهم شركات الأدوية مما منح السوق دعما.

وانخفض مؤشر يوروفرست لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.8 في المائة إلى 998.07 نقطة. وقد ارتفع المؤشر متجاوزا مستوى 1000 نقطة يوم الأربعاء الماضي وبلغ أعلى مستوى في عام عند 1013.63 نقطة في اليوم التالي. لكن المؤشر أغلق يوم الجمعة منخفضا 0.5 في المائة.

وقال نيك نيلسون، المحلل الاستراتيجي لشؤون الأسهم الأوروبية في بنك «يو.بي.إس» «قد تبدو السوق مرتفعة أكثر من اللازم بعض الشيء على المدى القصير ولكن من المؤكد أن الاقتصاد يتحسن وأرباح الشركات تتحسن وأسعار الفائدة منخفضة كما أن أسعار الأسهم ليست باهظة، ما زلنا نتوقع صعود السوق».

وانخفضت أسهم شركات التعدين «رينو تينتو» و«انجلو أميركان» و«اكستراتا» و«فيدانتا ريسورسز» و«كازاخميس» ما بين 1.7 و2.9 في المائة. وهبط سهم «بي اتش بي بيليتون» 2.4 في المائة. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الشركة تعتزم استخدام جزء من فائض السيولة المالية البالغ نحو 18 مليار دولار في تمويل جولة من عملية الاستحواذ ربما تشمل بعض كبار المنافسين.

كما تراجع قطاع أسهم البنوك الذي ارتفع 172 في المائة منذ مارس (آذار) الماضي. وهبطت أسهم بنوك «اتش اس بي سي» و«بانكو سانتاندر» و«يو بي اس» و«لويدز بانكنغ غروب» و«بي بي في ايه» ما بين واحد و1.8 في المائة.

وفي قطاع شركات الأدوية ارتفعت أسهم «نوفارتس» و«ايلان» و«لونزا غروب» و«يو سي بي» ما بين 0.4 و4.1 في المائة. وظل الجنيه الاسترليني يتعرض لضغوط بيع فبلغ أدنى مستوياته في خمسة أشهر أمام اليورو، بعد أن قال بنك إنجلترا المركزي إن سعر الصرف القابل للاستمرار في الأجل الطويل للجنيه الاسترليني قد يكون انخفض بسبب زيادة التركيز على الاختلالات في الاقتصاد البريطاني في أعقاب الأزمة المالية العالمية. وازدادت المخاوف من مواصلة العملة البريطانية في الانخفاض ليتعادل سعر الصرف مع العملة الأوروبية الموحدة كما حدث في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وارتفع سعر الدولار على نطاق واسع أمس مواصلا صعوده عن أدنى مستوياته في عام أمام اليورو مع استمرار المتعاملين في خفض مراكزهم المكشوفة بالعملة الأميركية في أعقاب خسائر كبيرة حتى الآن هذا الشهر.

وأمام الين ارتفع سعر الدولار بنحو نقطة مئوية كاملة خلال أمس بعد أن دفعت المضاربات الدولار للارتفاع في تعاملات اتسمت بالهدوء في آسيا حيث كانت أسواق اليابان وسنغافورة مغلقة لعطلة.

وتراجع اليورو 0.3 في المائة إلى 1.466 دولار متراجعا من 1.467 دولار في أواخر الأسبوع الماضي وهو أعلى مستوياته منذ سبتمبر (أيلول) عام 2008.

وارتفع الدولار 0.8 في المائة إلى 92 ينا مقتربا من أعلى مستوياته خلال جلسة أمس البالغ 92.20 ين الذي سجله في التعاملات الأوروبية المبكرة. وتعرض الاسترليني لضغوط بيع مما دفع اليورو للارتفاع 0.2 في المائة إلى 90.97 بنس وهو أعلى مستوياته منذ أبريل (نيسان) الماضي. وأمام الدولار نزل سعر صرف الاسترليني 0.6 في المائة إلى 1.617 دولار مقتربا من 1.613 دولار الذي سجله في وقت مبكر أمس وهو أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع. وقال اكسل ويبر، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، في مقابلة نشرت أمس، إن فترة الهبوط الاقتصادي الحاد قد انتهت ولكن الطريق نحو الانتعاش سيكون وعرا. وقال ويبر لصحيفة «فرانكفورتر روندشاو» «لقد توقفت فترة الهبوط الحاد. نحن الآن في مرحلة تثبيت، وفي بعض الأسواق تميل الأسعار للتحرك صعودا بشكل طفيف».

وأضاف قائلا «سيستغرق الانتعاش الاقتصادي فترة طويلة وسيعود الاقتصاد الألماني إلى مستوى الرخاء الذي كان عليه في عام 2008 ولكن ذلك قد لا يحدث قبل عام 2013. سيكون الطريق نحو الانتعاش وعرا». وذكر ويبر أنه يعتقد أن البطالة ستزيد نظرا لأن الإجراءات المؤقتة لدعم الوظائف أبقت على البطالة عند مستويات منخفضة بشكل مصطنع.

وقال «يتوقع البنك المركزي الألماني وصول عدد العاطلين عن العمل إلى نحو 4.3 مليون عاطل في العام المقبل. وقد يرتفع هذا الرقم ثانية في عام 2011 وإن كنت لا أعتقد أننا سنصل إلى مستوى خمسة ملايين».