خبير: بات لزاما على المصارف أن تبادر إلى رصد مخاطر هشاشتها المالية

كبير الاقتصاديين في «دبي المالي العالمي»: مؤشرات قياس الخطر لم تنبئ بمفاجأة الأزمة العالمية

TT

أكد كبير الاقتصاديين في مركز دبي المالي العالمي أن الأزمة المالية العالمية أظهرت للجميع أن آليات ونماذج إدارة المخاطر المستعملة في كل أنحاء العالم لم تكن تعطي المؤشرات الدقيقة عن حدوث «المفاجأة» في إشارة إلى الأزمة المالية العالمية.

وعزا ناصر السعيدي، الذي كان يتحدث في ندوة اقتصادية حول مؤشرات الضعف المالي نظمها مركز دبي المالي العالمي أمس، ضعف المؤشرات في قياس المخاطر إلى طبيعة نماذج القياس الموجودة عالميا والتي «لم تأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المتبادلة بين المؤسسات والأسواق على اعتبار أن نسبة الارتباط بينهما كانت أعلى بكثير من النماذج التي كانت موجودة عالميا «واستطرد السعيدي بالقول إن هذا المستوى المرتفع من الارتباط بين السوق والمؤسسات الذي لم تأخذه مؤشرات قياس الضغط بعين الاعتبار بالإضافة إلى تأثر المؤسسات بالأزمة في نفس الوقت الأمر الذي لم تأخذه المؤسسات أو الجهات الرقابية مرة ثانية بعين الاعتبار، كل هذه الأمور مجتمعة أدت إلى أن تنتشر الأزمة بهذه السرعة.

وأضاف السعيدي سببا آخر لأسباب عدم كفاءة مؤشرات إدارة المخاطر في الشركات يتمثل في عدم الفصل بين تقييم بعض المنتجات المالية التي تتولاه شركة معينة وعملها كمستشار لشركة أخرى بحيث كانت بعض الشركات تأخذ الدورين معا ما أخل بآلية قياس المخاطر واختبارات الضغط في كثير من الأحيان.

وشدد السعيدي على أنه بات لزاما على المصارف والمؤسسات المالية أن تبادر إلى تحديد وقياس ورصد هشاشتها إزاء مجموعة من العوامل التي تنطوي عليها عوامل المخاطرة وذلك بعد أن تفاقمت حالة عدم اليقين الناجمة عن الأزمة الاقتصادية.

وفيما إذا كانت المصارف الإماراتية تطبق اختبارات الضغط وإدارة المخاطر أشار السعيدي إلى أن الجهات الرقابية عادة تطلب من المصارف أن تقوم باختبارات الضغط ولكن «إذا نظرنا إلى المنطقة ككل من دون تحديد الخليج فالجهات الرقابية في المنطقة العربية اتخذت هذه الخطوات مؤخرا فالقرارات من جهة اللجان الرقابية فيما يتعلق بإدارة المخاطر واختبارات الضغط وغيره تتخذ حاليا وهي ضرورية لاستشعار أي أزمة مستقبلية» مؤكدا انه إن لم تكن الكفاءات المطلوبة لعمليات إدارة المخاطر واختبارات الضغط متوفرة في الإمارات يجب أن تتوفر.

من جهته اعتبر براين ستايروولت مدير قسم الرقابة في سلطة دبي للخدمات المالية أن الاقتصاد العالمي «أثبت لنا في الاثني عشر شهرا الأخيرة أن ما دأبت المؤسسات المالية على اعتباره أسوأ سيناريو في تخطيطها الاستراتيجي قد أصبح حقيقتهم الواقعية» مشيرا إلى أن نماذج اختبارات الملاءة المالية للعديد من الشركات خلال فترة طويلة من الاستقرار الاقتصادي «مجرد جدل بين أفضل السيناريوهات من دون الاهتمام بشكل كاف بمؤشرات الضعف أو الصعوبات المحتملة فكانت النتائج التي يعيشها العالم اليوم».