تحسن أسعار المساكن في أميركا

خطة التحفيز الاقتصادي شجعت الآلاف على شراء المنازل

أحد المنازل المعروضة للبيع في لوس أنجليس (أ.ف.ب)
TT

أشارت البيانات، التي أعلنت يوم أول من أمس، إلى حدوث انتعاش في أسعار المنازل في الولايات المتحدة، التي شهدت ثباتا هشا في فصل الربيع، حيث باتت أكثر ثباتا في فصل الصيف.

وقد راقب مؤشر ستاندارد آند بورز/ كيس تشيلر عن قرب أسعار المنازل في 20 منطقة شهدت ارتفاعا فصليا بنسبة 1.2 في المائة في يوليو (تموز) عن الشهر قبل الماضي. فقد ارتفعت أسعار المنازل في 17 مدينة أي بفارق مدينة واحدة عن شهر يونيو (حزيران)، على عكس مارس (آذار) الذي شهدت فيه كل المدن انخفاضا في الأسعار.

وقالت مورين ميتلاند، نائب رئيس خدمات مؤشر ستاندارد آند بورز: «هناك الآن عدد من الشهور من البيانات التي شهدنا فيها تحسنا، حيث أظهرت كاليفورنيا على وجه التحديد تحسنا ملحوظا».

تأتي تلك الأنباء أفضل كثيرا مما توقعه المحللون فيقول إيان شيبردسون، خبير اقتصادات التردد السريع «لم نتوقع حدوث مثل هذه المكاسب الكبيرة بسرعة».

بيد أن أي شعور بالارتياح يجب أن ينظر إليه على أنه مؤقت، فقوة انتعاشة أسواق المنازل ستمر باختبار حرج هذا الخريف.

وقد أقر الكونغرس الائتمان الضريبي ذا الـ 8,000 دولار لمشتري المنازل للمرة الأولى كجزء من خطة التحفيز الاقتصادي الذي أقرها في فبراير (شباط)، وهو ما شجع مئات الآلاف من الأفراد على شراء المنازل بأسرع وقت ممكن بدلا من الانتظار لوقت آخر. ومن المتوقع أن ينتهي هذا الائتمان في 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، وإذا ما تم تجديده فسوف يضطر المشترون المحتملون إلى الانتظار حتى وقت أفضل.

وأبدى المحللون انزعاجهم من التوقعات بشأن إطلاق البنوك موجة أخرى ضخمة من حبس الرهن العقاري. فقد شكلت المبيعات المضطربة سببا رئيسا في هبوط الأسعار العام الماضي. على الجانب الآخر لا تزال معدلات البطالة تشهد ارتفاعا وهو ما يزيد عمليات حبس الرهن مما يثبط حتى من يحتفظون بوظائفهم عن الشراء.

وقالت ميتلاند: «إن السوق بحاجة إلى التعامل مع هذه الأمور قبل إعلان النصر النهائي».

ويعتقد بعض المحللين أن هذا الانتعاش مجرد سراب، فيشير جوشوا شابيرو خبير متطلبات التمويل إلى اعتقاده أن الارتفاع الأخير كان تصويبا بعد تراجعات ضخمة حدثت خلال الشتاء في الوقت الذي كان الاقتصاد يشهد فيه تدهورا سريعا.

وقال شابيرو في بحث أعده «نحن نعتقد أنه من غير المحتمل أن يكون انضباط الأسعار الكلية بالنظر إلى البيانات كافيا لموازنة العرض (الكبير جدا) مع الطلب». وأضاف «في المدى الأوسط والأعلى في السوق يبدو أن هناك العديد من المصاعب التي سنشهدها فيما بعد».

أما إحصاءات كيس تشيلر التي جاءت متأخرة بشهر كامل فتشير إلى أن عدد المساكن الجديدة التي بيعت والمعروضة للبيع لشهر أغسطس (آب). لم تكن الأنباء جيدة على نحو خاص، فقد انخفضت المبيعات القائمة بنسبة 2.7 في المائة بعد أشهر من تحقيق أرباح في الوقت الذي ارتفعت فيه مبيعات المنازل الجديدة بصورة هامشية بعد تحقيق مكاسب قوية خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز).

وحتى إن شهدت هذه الارتفاعات ثباتا فلا يزال أمام الأسعار طريق طويل قبل أن تستعيد مكانتها التي فقدتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وتضم إحصاءات كيس تشيلر مؤشرا وطنيا يعود إلى مستواه في عام 2003.

وبناء على الأسس المنضبطة موسميا ارتفعت أسعار المنازل في سان دييغو بنسبة 2 في المائة في يوليو (تموز) وفي لوس أنجليس ارتفعت بنسبة 2.1 في المائة وفي سان فرانسيسكو بنسبة 2.9 في المائة وفي نيويورك 0.9 في المائة بينما كانت مينابوليس المدينة الأفضل أداء حيث ارتفعت أسعار العقارات بنسبة 3.1 في المائة. وبدون التعديلات التي على أساسها تم الإعلان عن أرقام مؤشر كيس تشيلر كانت الزيادات كلها كبيرة إلى حد ما.

كانت أكثر المدن تراجعا سياتل التي انخفضت بنسبة 0.3 في المائة وديترويت 0.4 في المائة ولاس فيغاس التي انخفضت بنسبة 1.9 في المائة. وكانت أسعار المنازل التي شهدت انتعاشة في لاس فيغاس خلال فترة الازدهار الاقتصادي قد انخفضت بصورة كبيرة في فترة الركود وصلت إلى الثلث العام الماضي.

وقال تقرير «كونفرانس بورد»، مجموعة بحثية خاصة، الذي صدر يوم الثلاثاء إن مؤشر ثقة عملائها انخفضت إلى 53.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) من 54.5 في أغسطس (آب).

* خدمة «نيويورك تايمز»