أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس طرح أصول حكومية بقيمة 16 مليار جنيه إسترليني (25.4 مليار دولار) للبيع بما فيها خط القطارات الواصل بين بريطانيا وفرنسا، وذلك بهدف خفض الديون الناجمة عن الأزمة الاقتصادية.
ويرغب براون، الذي يواجه هزيمة محتملة أمام زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون في الانتخابات التي ستجري العام المقبل، في خفض العجز الذي تعاني منه بريطانيا إلى النصف خلال أربع سنوات بعد أن تضاعف وسط ركود اقتصادي عميق.
وستحصل بريطانيا من خلال بيع تلك الأصول التي تضم كذلك حصة 33 في المائة في شركة «يورينكو»، وهي «كونسورسيوم» من شركات أوروبية، وشركة قروض الطلاب «ستيودانت لون كومباني» وشركات أخرى. وصرح براون في كلمة أمام خبراء اقتصاديين في وسط لندن: «نعتزم بيع أصول لمعالجة مسألة الدين، وسيتم بيع أصول بقيمة 16 مليار جنيه إسترليني خلال العامين المقبلين»، في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى الخروج من حالة الانكماش الاقتصادي.
وأضاف: «لقد وضعنا قائمة بعدد من الأصول التي قررنا طرحها في السوق خلال الفترة المقبلة».
وقال إن تلك الأصول «تشمل شركة القروض الطلابية، وخط سكة (تشانل تانل)، وكذلك (يورينكو)، اعتمادا على مسائل أمنية تجري معالجتها حاليا، ويشمل ذلك أيضا شركة (توت للمراهنات) وغيرها من المرافق والعقارات».
وارتفعت ديون بريطانيا بعد خطة إنقاذ واسعة للقطاع المصرفي المتعثر.
ويُتوقع أن يصل العجز العام إلى 175 مليار جنيه إسترليني هذا العام في الوقت الذي يواجه فيه الوضع المالي في البلاد ضغوطا نتيجة الانكماش الذي أدى إلى انخفاض كبير في العائدات الضريبية.
وفي محاولة للتغلب على الانكماش في بريطانيا، عمد البنك المركزي البريطاني إلى خفض أسعار الفائدة إلى نسبة قياسية بلغت 0.5 في المائة، وأطلق برنامج شامل لخفض الضغط على الاقتصاد وتعزيز سياسة الإقراض.
وواصل سعر الجنيه الإسترليني هبوطه أمس مسجلا أدنى مستوياته في خمسة أشهر أمام الدولار وسط اعتقاد بأن أسعار الفائدة البريطانية ستبقى منخفضة وأن توقعات المالية العامة البريطانية ما زالت قاتمة.
وفي التعاملات المبكرة في لندن سجل الإسترليني 1.573 دولار وهو أدنى مستوياته منذ مايو (أيار)، ونزل 0.6 في المائة خلال تداولات أمس.
وكان قد انخفض في وقت سابق اليوم إلى ما يقرب من أدنى مستوياته في ستة أشهر أمام اليورو البالغ 93.35 بنس وإلى أدنى مستوياته منذ أبريل (نيسان) الماضي أمام سلة عملات مسجلا 77.6.