«سابك» تصل بمكاسبها في 9 أشهر إلى 1.2 مليار دولار

الرئيس التنفيذي: واثقون من نتائج إيجابية حتى نهاية العام.. و«المبتكرة» تسجل تحسنا في أدائها

المهندس محمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» خلال مؤتمر صحافي تزامن مع إعلان النتائج المالية أمس (تصوير: فواز المطيري)
TT

نجحت الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» إحدى أكبر شركات تصنيع وتسويق المنتجات البتروكيماوية في العالم في مضاعفة نتائجها المالية الربعية، وإعطاء إشارة إيجابية واضحة لمستقبل نتائج الشركة حتى نهاية العام، وفقا لتصريحات مسؤول رفيع في الشركة.

وأعلنت أمس «سابك» عن تحقيقها قفزة مهولة لنتائج الربع الثالث مقابل نتائجها في الربع الثاني، حيث صعدت بواقع 100 في المائة، ليبلغ صافي الربح خلال الربع الثالث 3.6 مليار ريال (960 مليون دولار)، مقابل 1.8 مليار ريال للربع الثاني، بينما يمثل هذا الربح تراجعا قدره 50 في المائة عن 7.2 مليار ريال عن الربع الثالث من العام الماضي.

ووفقا لما كشفت عنه «سابك»، فقد بلغ صافي الربح خلال 9 أشهر 4.5 مليار ريال (1.2 مليار دولار)، مقابل 21.7 مليار ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 79 في المائة، لتبلغ ربحية السهم خلال 9 أشهر 1.49 ريال، في وقت بلغ فيه إجمالي الربح خلال تسعة أشهر 18.4 مليار ريال.

وكانت النتائج التي آلت إليها أعمال «سابك» قد فاقت توقعات المحللين بإيجابيتها، إذ لم تتجاوز أقصى توقعات المختصين أن تسجل «سابك» بين 2 و3 مليارات ريال، إلا أن النتيجة الحالية انتهت إلى أكثر من ذلك، وسط تبريرات الشركة بأنه من الصعب تحقيق مستوى ربحي كما في العام المنصرم.

وتزامنت هذه النتائج مع توقعات أبداها المهندس محمد بن حمد الماضي، نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي، أمس، حينما أكد ثقته في القدرة على مواصلة النتائج الإيجابية حتى نهاية العام على الرغم من صعوبة التنبؤ بوضع الأسعار العالمية في السوق البتروكيماوية على المستوى الدولي على حد تعبيره.

وشدد الماضي أنه سيكون من الصعب هذا العام تحقيق مستوى الأرباح الذي تحقق في 2008، مفيدا أن الانخفاض في صافي الربح خلال الربع الثالث مقارنة بالربع المماثل من العام السابق جاء نتيجة التراجع الحاد في الأسعار العالمية للمنتجات البتروكيماوية، والبلاستيكيات، والمعادن، نتيجة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.

وقال المهندس الماضي: «صافي الربح خلال الربع الثالث قد ارتفع بمقدار الضعف، مقارنة بالربع السابق من هذا العام، بسبب الارتفاع التدريجي في أسعار القسم الأكبر من المنتجات البتروكيماوية، والبلاستيكيات، والمعادن، نتيجة تحسن الطلب على هذه المنتجات».

وأفاد الماضي في مؤتمر صحافي تزامن مع إعلان النتائج المالية عبر موقع «تداول» الإلكتروني، بأن «سابك للصناعات البلاستكية المبتكرة» التي اشترتها من «جنرال إلكتريك» قبل عامين، قد تحسنت نتائجها المالية مع تحسن الطلب على صناعة السيارات في الولايات المتحدة بشكل ملموس، من دون الإفصاح عن أرقام أو بيانات محاسبية، مكتفيا بالتأكيد على أن الحرص يأتي للمحافظة على المركز التنافسي، إضافة إلى أن كل النتائج تنصب في قوائم الشركة الأم «سابك».

وأفصح الماضي عن نظر الشركة للاستفادة من منشآت ومصانع خارجية تعمل في المطاط وأنشطة مثيلة لمجالات الشركة، مفيدا بأنه تتم دراستها بجدية في وقت ربما تستغرق فيه فترة لن تقل عن 3 سنوات.

وتوقع الماضي في الصعيد ذاته أن تصدر قريبا نتائج إيجابية فيما يخص قضايا الإغراق المرفوعة ضد الشركة في الصين والهند، مفيدا بأنه تم استكمال كل الإجراءات القانونية اللازمة وتوفير جميع المعلومات والبيانات المطلوبة، مضيفا أن العلاقات الثنائية التي تربط السعودية بالبلدين ستدعم الموقف.

ولم يخف المهندس الماضي أن زيادة استهلاك الإلكترونيات في الصين ومبيعات السيارات في الولايات المتحدة يساعد الطلب على بعض المنتجات البلاستيكية، إضافة إلى أن تحسن الطلب في منطقة الشرق الأوسط دفع بدورها جميعا إلى النتائج الإيجابية الحالية، معترفا بأن تدشين خطوط إنتاج جديدة يؤثر على الطلب، في حين يساعد تحسن أسعار النفط على زيادته، ملمحا إلى صعوبة التكهن باتجاه أسعار منتجات البتروكيماويات.

ولفت الماضي إلى أنه على الرغم من الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، فقد حافظت «سابك» على مستوياتها التشغيلية المتميزة نفسها، حيث بلغ إجمالي الإنتاج خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2009 نحو 44 مليون طن، بزيادة نسبتها 4 في المائة، بينما بلغت الكميات المباعة نحو 34.5 مليون طن، بزيادة قوامها 3 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

وأوضح الرئيس التنفيذي أن شركة «سابك» حققت نجاحا بما لديها من مركز مالي متين، وقدرة على توفير التدفقات النقدية اللازمة، إلى جانب برامجها وخططها المتواصلة لخفض التكاليف، وزيادة معدلات الطاقة الإنتاجية من خلال توسعاتها الحالية في كل من شركة «ينساب» التي بدأ الإنتاج في مجمعها في مدينة ينبع الصناعية، وكذلك توسعة شركة «شرق»، وشركة «كيان السعودية»، والمشروع المشترك مع شركة «ساينوبك» في الصين، متوقعا أن تكون لها آثار إيجابية على أداء ونتائج الشركة في المستقبل القريب.

وعلى صعيد متصل، أكد المهندس الماضي استمرار الشركة في عمليات التنمية والتطوير، من بينها عمليات الاندماجات التي تقيمها في شركاتها الخارجية، لا سيما في الولايات المتحدة ودول أوروبا، حيث تسعى هذه الدول حاليا لتوحيد جهود التسويق في المنتجات وصولا إلى انصهارها تحت وحدة تسويقية واحدة.

وعرج الماضي على قوة شركته نتيجة ما لديها من طاقات جيدة وكفاءة تشغيلية عالية ومصانع ذات قدرات إنتاجية ضخمة، مفيدا بأن الشركة في وضع مالي جيد، بل تعزز من موقفها عبر تركيزها على مراكز البحوث التابعة لها، حيث يوجد لديها حاليا 10 مراكز حول العالم، إضافة إلى مركز عملاق «سابك التقني» في وادي التقنية بجامعة الملك سعود بالرياض.