دول الخليج تلمح إلى إمكانية إعادة مفاوضات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي

العطية خلال ندوة التعاون الاقتصادي مع إيطاليا يكشف عن مشاورات قائمة ربما تسفر عن نتائج إيجابية

TT

لمحت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي إلى إمكانية إعادة مفاوضات التجارة الحرة مع كتلة الاتحاد الأوروبي مجددا، بعد أن كانت توقفت خلال العام المنصرم نتيجة الاختلاف على بعض التفاصيل. وكشف عبد الرحمن بن حمد العطية، الأمين العام لدول مجلس التعاون، عن وجود إمكانية متاحة لإعادة المفاوضات من دون تحديد مدة زمنية، بيد أنه كشف عن اجتماع موسع سينعقد خلال عام 2010 في شهر فبراير (شباط) بمقر الأمانة العامة بالعاصمة السعودية الرياض يشارك فيه مختصون من الكتلتين. وأوضح العطية أنه تم الاتفاق أخيرا على وضع خطة عمل وفق براج زمنية محددة بهدف تعزيز وبرمجة التعاون في جميع المجالات ذات الأولوية، مشيرا إلى أن المشاورات لا تزال قائمة بين الجانبين حول القضايا التي لم يتم التوصل فيها إلى اتفاق، متطلعا أن تسفر هذه المشاورات عن نتائج إيجابية.

وتتزامن هذه التصريحات مع انعقاد ندوة التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول الخليج وإيطاليا المنعقدة حاليا بمقر الاتحاد العام للصناعة الإيطالية، وقال العطية إن دول المجلس تولي اهتماما بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي منذ توقيع الاتفاقية في عام 1988، لافتا إلى أن تجربة التكامل الأوروبي لا تزال ملهمة لكثير من برامج التكامل الاقتصادي في منطقة الخليج.

واتجهت دول الخليج العربي أواخر العام المنصرم (2008) إلى تعليق المفاوضات بشأن التجارة الحرة بين الكتلتين، وسط استياء خليجي من عملية المباحثات والمفاوضات التي تمت بلا نتائج لفترة تلامس العقدين من الزمن حول بعض التفاصيل، مما حدا بالأمين العام للإعلان الرسمي عن تعليق المفاوضات بين الطرفين. وكان الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية في السعودية ـ أكبر اقتصاد في منطقة الخليج ـ تطرق قبيل أيام إلى الصعوبات التي تعترض مفاوضات إقامة منطقة التجارة الحرة بين دول المجلس والاتحاد الأوروبي، خلال لقاء جمعه مع وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، ضمن اجتماعات الدورة العاشرة للجنة السعودية الإيطالية المشتركة. وأكد العساف أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يصر على مواقفه غير المبررة في بعض النقاط المتبقية، مضيفا أن دول مجلس التعاون لا تزال تأمل في إعادة الجانب الأوروبي النظر في مواقفه بغية الوصول إلى نهاية إيجابية لهذه المفاوضات «التي طال أمدها» على حد وصفه.

من ناحيتهم، أبدى الإيطاليون تفاعلا ملحوظا بهذا الملف، بل أكدوا، على لسان كلاوديو سكايولا وزير التنمية الاقتصادية بإيطاليا، حرصهم والتزامهم ببذل مزيد من الجهود داخل الاتحاد الأوروبي لتجاوز آخر العقبات والمضي بعد 18 عاما من توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى الأهمية الكبيرة لتطوير العلاقات. وذكر سكايولا أن منطقة الخليج تعتبر ذات أهمية استراتيجية لما تحويه من موارد، وتعد جسرا بين الغرف والشرق، مفيدا بأن حجم التبادل التجاري سجل قفزة حقيقة خلال العام المنصرم، حيث سجل أكثر من 16 مليار يورو، وسط رغبة أكيدة لمشاركة الإيطاليين في مشروعات البنى التحتية في دول الخليج.