«أوبك» سترفع سقف الإنتاج إذا وصلت الأسعار إلى 100 دولار للبرميل

تراجع النفط لنحو 80 دولارا بسبب مخاوف بشأن الانتعاش وبيانات صينية

انخفاض الدولار أمام سلة عملات رئيسية دعم ارتفاع النفط (إ.ب.أ)
TT

أفاد رئيس أوبك أن وزراء الدول الأعضاء في المنظمة سيرفعون الإنتاج لحماية الانتعاش الاقتصادي العالمي في اجتماع ديسمبر (كانون الأول) إذا بلغت أسعار النفط 100 دولار للبرميل.

وبحسب وكالة رويترز قال رئيس أوبك ووزير النفط الانجولي خوسيه بوتيلو دي فاسكونسيلوس أن كلا من المنتجين والمستهلكين يشعرون بالارتياح لتحرك الأسعار بين 75 و80 دولارا للبرميل وان ارتفاع الأسعار عن ذلك قد يعوق نمو الاقتصاد العالمي.

وأضاف بوتيلو دي فاسكونسيلوس قبل أن يتوجه إلى البرازيل «أعتقد أن السعر المتوازن يكون أفضل دائما».

وتابع «تعلمون أنه في حالة الضرورة يمكن لبعض البلدان زيادة إنتاج النفط في السوق وسوف يحدث ذلك».

وأضاف ردا على سؤال إذا كان ارتفاع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل سيدفع أوبك إلى زيادة الإنتاج في اجتماع 22 ديسمبر (كانون الأول) في لواندا قال رئيس المنظمة «أعتقد ذلك. علينا الحفاظ على التوازن».

وخفضت أوبك التي تسيطر على نحو ثلث إنتاج العالم من الخام إنتاجها منذ سبتمبر (أيلول) 2008 مع تضرر الطلب والأسعار من جراء الأزمة المالية.

وأضاف بوتيلو دي فاسكونسيلوس أنه قبل زيادة الإنتاج سيكون على المنظمة التأكد أولا من استقرار العوامل الأساسية بسوق النفط فيما يتعلق بالعرض والطلب وأشار إلى أن مخزونات النفط لا تزال مرتفعة مع ضعف الدولار.

وقال «نعرف أن الدولار انخفض وأن أوبك لعبت دورا مهما للغاية في الانتعاش الاقتصادي العالمي».

وتابع «نحن على دراية بأنه على الرغم من انخفاض المخزونات النفطية فإنها لا تزال مرتفعة عند مستوى معين». وبلغت أسعار النفط مستوى 82 دولارا الأسبوع الماضي لتسجل أعلى مستوياتها خلال العام وذلك في انتعاش يقول كثيرون انه حدث نتيجة تراجع الدولار والتوقعات بانتعاش اقتصادي وليس نتيجة التوازن بين العرض والطلب.

وقال عبد الله البدري الأمين العام لأوبك الأسبوع الماضي انه برغم أن العوامل الأساسية في السوق لم تدعم الأسعار الحالية فإن أوبك التي تضم 12 عضوا مرتاحة لمستويات الأسعار الحالية خاصة عند مقارنتها بانخفاض الأسعار قرب 30 دولارا أواخر العام الماضي.

وأضاف بوتيلو دي فاسكونسيلوس «تصريحات الأمين العام محل ترحيب وأعتقد أنها تعكس جيدا وجهات نظر الدول المنتجة والمستهلكة». وبلغ سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف نحو 80 دولارا اليوم الاثنين.

وقال وزير النفط الإماراتي محمد الهاملي أمس إن أوبك ترى أن أسواق النفط تحظى بإمدادات كافية وذلك رغم مؤشرات على انتعاش اقتصادي وارتفاع الأسعار. وقال الهاملي في مؤتمر في موسكو «السوق تحظى بإمدادات كافية. هناك الكثير من النفط في السوق. وإذا كانت الأسواق تريد مزيدا من النفط فلدينا مزيد». وامتنع عن التكهن بما ستقرره أوبك عندما تجتمع في ديسمبر (كانون الأول).

وقال «علينا الانتظار لنرى أولا كيف ينتعش الاقتصاد العالمي. وهناك الآن بوادر انتعاش». وأضاف أن المضاربين والآمال بانتعاش اقتصادي هم العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أسعار النفط خلال الشهرين الماضيين. وذكر الهاملي أن أوبك تتوقع انخفاض الطلب العالمي على النفط بواقع 1.4 مليون برميل يوميا هذا العام. وهذا هو أحدث تقدير من أوبك للطلب على النفط. وفي وقت سابق اليوم قال رئيس وكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا أمام المؤتمر نفسه إنه يعتقد أن أسعار الطاقة العالمية قد تقفز خلال عدة سنوات مقبلة بسبب ضعف الاستثمارات وهو ما قد يؤدي إلى نقص المعروض في 2014-2015.

وانخفضت أسعار النفط لليوم الثالث ليصل إلى نحو 80 دولارا للبرميل أمس مواصلا تراجعه عن أعلى مستوى له في عام الذي سجله الأسبوع الماضي بعد تجدد المخاوف حول قوة الاقتصاد العالمي.

ودفع ضعف نتائج القطاع الاقتصادي الأميركي الأسبوع الماضي أسواق الأسهم للانخفاض وأبرز المخاوف بشأن مسار الانتعاش الاقتصادي العالمي وتأثيره على الطلب على الطاقة.

وقال ريويتشي ساتو المحلل لدى ميزوهو كوربوريت بنك «السوق حذرة حيال دفع أسعار النفط للارتفاع لأن العوامل الأساسية للطلب لا تزال ضعيفة والاقتصاد العالمي لا يزال هشا».

وانخفض سعر عقود الخام الأميركي تسليم ديسمبر (كانون الأول) 47 سنتا إلى 80.03 دولار للبرميل وكان قد انخفض في وقت سابق إلى 79.57 دولار.

وسجل الخام الأميركي أعلى مستوى له عام 2009 يوم 21 أكتوبر (تشرين الأول) عند 82 دولارا. ونزل خام برنت 38 سنتا إلى 78.54 دولار.

وانخفض الدولار أمام سلة من العملات مما قدم بعض الدعم للنفط. وكان تقرير صيني قال إنه يتعين على بكين زيادة أرصدتها من اليورو والين في احتياطياتها الأجنبية قد أثر على العملة الأميركية.