قطاع السيارات الفارهة يواصل معاناته جراء الأزمة المالية العالمية

«أوبل» و«ماغنا» متفائلتان بشأن إتمام بيع الشركة الألمانية > ارتفاع فرص شركة «جيلي» الصينية للفوز بصفقة «فولفو» السويدية

ضربت الأزمة المالية العالمية بقوة قطاع السيارات
TT

عبر مسؤولون كبار بشركتي «ماغنا» و«أوبل» أمس عن ثقتهم في أن «جنرال موتورز» ستمضي قدما في بيع وحدتها الأوروبية «أوبل» لـ «ماغنا» الكندية رغم أن أمامها فرصة ثانية لمراجعة الاتفاق.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس إدارة «جنرال موتورز» يوم الثلاثاء المقبل لإعادة بحث قرارها في ضوء تأكيدات من ألمانيا بأن مساعدات حكومية بقيمة 4.5 مليار يورو (6.68 مليار دولار) ستكون متاحة لأي مشتر لـ«أوبل» وليس فقط لـ«ماغنا» صاحبة العرض الذي تفضله برلين.

وردا على سؤال بشأن احتمالات انتهاز «جنرال موتورز» فرصة مخاوف سلطات حماية المنافسة بالاتحاد الأوروبي بشأن المساعدات الحكومية للعودة في قرارها، قال كارل بيتر فوستر رئيس مجلس إدارة «أوبل» لـ«رويترز» «أراها بوضوح أقل من 50 في المائة». وتبنى سيجفريد فولف، الرئيس التنفيذي المشارك لـ«ماغنا»، نهجا متفائلا أيضا خلال مؤتمر بشأن صناعة السيارات في جراتس.

وقال «إنني مقتنع بأننا سنوقع العقد قريبا إذا وافق الاتحاد الأوروبي. نحن متفائلون بشدة». وأبلغ فوستر المؤتمر بأن عقود البيع جاهزة عمليا للتوقيع وعبر عن أمله في توقيعها سريعا بمجرد أن تعطي «جنرال موتورز» الضوء الأخضر.

وكان مصدر قد أبلغ «رويترز» الأسبوع الماضي بأنه لا يزال هناك احتمال أن يعدل مجلس إدارة «جنرال موتورز» عن خيار بيع «أوبل» ويفضل الاحتفاظ بالوحدة الأوروبية.

وتراقب المفوضية الأوروبية عن كثب هذه الصفقة لضمان عدم استخدام المساعدات الحكومية لأغراض سياسية.

ومن المنتظر أن تشتري «ماغنا» وشريكها الروسي «سبير بنك» 55 في المائة في «أوبل» بموجب الاتفاق. وستحتفظ «جنرال موتورز» بحصة تبلغ 35 في المائة بينما سيحصل موظفو «أوبل» على عشرة في المائة مقابل تنازلات مرتبطة بتكاليف العمالة.

وحصل عرض «ماغنا» على تأييد برلين باقتراحه الإبقاء على مصانع الشركة الأربعة في ألمانيا مفتوحة. ونحو نصف عمال «أوبل» البالغ عددهم نحو 50 ألفا يوجدون في ألمانيا.

وكانت شركة الاستثمار المالي «ار.اتش.جي إنترناشونال» وشركة صناعة السيارات «فيات» وشركة «بي.ايه.اي.سي» تنافس على «أوبل» أيضا غير أن «ار.اتش.جي» قالت بعد ذلك إنها لم تعد مهتمة بالصفقة.

من جهة أخرى ارتفعت فرص شركة «جيلي» الصينية للسيارات للفوز بصفقة شراء «فولفو» السويدية لسيارات الركوب.

يرجع السبب في ذلك إلى تفضيل فورد الأميركية المالكة لشركة «فولفو» عرض «جيلي» الصينية الذي تدور المفاوضات حوله في وقت لاحق.

وذكرت مصادر فورد أمس أنها لم تحسم أمر الصفقة حتى الآن وأشارت إلى إجراء مفاوضات تفصيلية حول بنود الصفقة دون أخذ عامل الوقت في الاعتبار.

وترفض النقابات العمالية في السويد بيع «فولفو» إلى شركة «جيلي» الصينية، فيما تحاول «فورد» الأميركية منذ عام التخلص من «فولفو» وعرضها للبيع للحد من الخسائر.

وقد ارتفعت مبيعات شركة «أودي» الألمانية للسيارات الفارهة في الصين خلال العام الجاري لدرجة تتجاوز معها في نهاية الشهر الجاري إجمالي المبيعات خلال العام الماضي بأكمله.

وذكرت مصادر «أودي» المملوكة لمجموعة «فولكسفاغن» الألمانية أنها باعت منذ بداية العام وحتى الآن في الصين نحو 118 ألف سيارة وأنها ترغب في أن تزيد مبيعات سياراتها في السوق الصيني خلال العام الجاري بأكمله على 130 ألف سيارة وهي نسبة تزيد بـ 22% على مبيعات العام الماضي.

وقالت متحدثة باسم الشركة، أمس، إن «أودي» تهدف إلى بيع 250 ألف سيارة سنويا في الصين حتى عام 2011 لتتجاوز مبيعات أودي في الصين اعتبارا من عام 2013 مبيعاتها في السوق المحلي بألمانيا.

الجدير بالذكر أن مبيعات «أودي» في أنحاء العالم خلال العام الماضي تجاوزت لأول مرة حاجز المليون سيارة من بينها 280 ألف سيارة في ألمانيا مقابل 120 ألف سيارة في الصين.

وذكرت تقارير صحافية أمس أن شركة «مان» الألمانية المتخصصة في صناعة الشاحنات والحافلات تعتزم تجميع شاحناتها في روسيا.

ونقلت صحيفة «سويدويتشه تسايتونج» الألمانية عن هاكان صامويلسون الرئيس التنفيذي للشركة الألمانية القول إن المحادثات مع مجموعة شركاء محتملين في روسيا بشأن هذه الخطط وصلت إلى مرحلة متقدمة.

وأضاف صامويلسون في تصريحاته للصحيفة، على هامش معرض السيارات التجارية في مدينة ساوباولو البرازيلية، أنه إذا سارت الأمور وفقا للمخطط فإنه يمكن البدء في إنتاج شاحنات «مان» في روسيا خلال عامين.

تورد «مان» شاحناتها إلى روسيا في الوقت الراهن من مصنعها في بولندا.

وذكر صامويلسون أن التصميم الأساسي للمصنع الجديد قد يعتمد على تصميم مصنعها في مدينة ريسيندي بالبرازيل والذي استحوذت عليه «مان» في وقت سابق من العام الحالي من «فولكسفاغن».

ورغم أن مصنع ريسيندي أقيم في منتصف التسعينات فإنه ما زال يعد واحدا من أحدث المصانع وأكثرها ربحية في العالم.

وأشارت الصحيفة إلى أن إنتاج الشاحنات الثقيلة في هذا المصنع يتكلف نصف تكاليف إنتاجها في المصانع الأخرى.

كانت سيارات «أستون مارتن» و«مازيراتي» و«لامبورجيني غالاردو» و«بنتلي» فيما سبق من بين المقتنيات الطبيعية لأي تاجر ناجح في لندن أو نيويورك، إلا أن الأزمة المالية العالمية ألقت بظلالها على هذه الماركات الفاخرة وخيمت سحابة من الغموض على مستقبل هذه الشركات في ظل الانخفاض الحاد في مبيعات السيارات الرياضية الفارهة.

ومثلت التغييرات المتكررة للملكية ونقص أموال الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة والديون عوامل خطر دائمة بالنسبة لشركات تصنيع لسيارات الرياضية الشهيرة والتي يصل ثمن الواحدة منها إلى 150 ألف يورو (225 ألف دولار).

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية فنظرا لأن من يقومون بشراء هذه السيارات الفارهة ينتمون في الأساس إلى القطاع المالي حيث يحظون بثقافة المكافأة، فقد كان هذا القطاع هو الأكثر تأثرا وتضررا جراء الأزمة الاقتصادية العالمية. وانخفضت مبيعات «بنتلي» بنسبة 53 في المائة خلال النصف الأول من هذا العام مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، أما «مازيراتي» فقد انخفضت مبيعاتها بنسبة 49 في المائة و«لامبورجيني» بنسبة 37 في المائة.

وتواجه شركة «أستون مارتن» أوقاتا عصيبة. ويتعرض المستثمر الكويتي، الذي اشترى حصة الأغلبية من شركة «فورد» في عام 2007 لمتاعب مالية. وأفادت عدة تقارير إلى أن «بي إم دبليو» و«دايملر» تجاهلتا أسطورة السيارات الرياضية البريطانية بعد دراسة حساباتهما جيدا. فقد انخفضت مبيعات «أستون مارتن» بنسبة الثلث تقريبا مقارنة بالعام الماضي عندما تم بيع 6200 سيارة.

وأعلنت شركة «تاتا» الهندية التي تمتلك «جاجوار» في سبتمبر (أيلول) الماضي خطة عمل جديدة لإنقاذ «جاجوار» و«لاند روفر» المتعثرتين بعد الاعتراف في بيان صحافي أن قدرة الإنتاج أقل من 60 في المائة، حيث كشفت الأزمة المالية عن «نقاط ضعف أساسية في هيكل الأعمال». وقالت «تاتا» إنها تستثمر 800 مليون جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار) بدعم من بنك الاستثمار الأوروبي، من أجل بناء «جيل جديد من السيارات السيدان والسيارات الرياضية وسيارات الدفع الرباعي والسيارات الهجين خفيفة الوزن بالإضافة إلى التكنولوجيا الكهربائية». وستضطر الشركة إلى الاكتفاء بإنتاج سياراتها الحالية إلى أن يتم إنتاج السيارات الجديد في السنوات القليلة المقبلة.

كما تعاني شركة «لوتس»، وهي أيضا شركة بريطانية شهيرة في ظل الأزمة المالية. وبعد أن حققت أرباحا العام الماضي بقيمة 2.18 مليون يورو (3.25 مليون دولار)، تكبدت خسائر في العام الجاري حتى شهر مارس (آذار) بقيمة 15.91 مليون يورو (23.76 مليون دولار). ولم يتم تصنيع سوى 2202 سيارة لوتس هذا العام مقارنة بـ 2649 سيارة في العام الماضي. ومع المساعدة التي تبقيها على قيد الحياة من شركة «بروتون» الماليزية لصناعة السيارات، تبحث لوتس الآن عن أسواق جديدة في إندونيسيا وتايوان والمملكة العربية السعودية.

وعلى صعيد متصل بدأت «تويوتا موتور كوريا» في بيع أربعة موديلات رئيسية من سياراتها في كوريا الجنوبية بهدف دخول سوق تسيطر عليه شركتان محليتان لتصنيع السيارات هما «هيونداي» و«كيا».

يذكر أن الطرز المطروحة هي بريوس سيدان (صالون) وكامري سيدان وكامري هجين سيدان وسيارة الدفع الرباعي الرياضية «آر إيه في 4». ويبلغ سعر السيارات 34.9 مليون وون (نحو 30 ألف دولار) للكامري و45.9 مليون وون للكامري الهجين و37.9 مليون وون للسيارة من طراز بريوس و32.1 مليون وون للسيارة «آر إيه في 4».

ولا يزال ينتظر معرفة ما إذا ما كانت تويوتا كامري يمكن أن تعيد نجاحها في كوريا الجنوبية عقب بيع 12 مليون سيارة في أنحاء العالم. ويعد المنافس الرئيسي لها في كوريا الجنوبية سيارة «هيونداي سوناتا»، التي يتراوح سعرها بين 32 مليون وون و36 مليون وون.

وتقول تويوتا كوريا إن لديها أهدافا متواضعة في بيع نحو 500 سيارة شهريا من هذه النماذج الأربعة في كوريا الجنوبية هذا العام و700 سيارة شهريا في عام 2010. ومع هذا، نقلت صحيفة كورية جنوبية عن موزع سيارات قوله إن ما لا يقل عن 15 ألف سيارة حجزت بالفعل في الأشهر القليلة الماضية.

ويتفق مراقبو السوق بوجه عام على أن عمليات الإطلاق لهذه السيارات لن تؤثر بصورة كبيرة على «هيونداي» وشركة «كيا موتورز» التابعة لها. حيث تستحوذ هاتان الشركتان على 70% على الأقل من سوق السيارات في كوريا الجنوبية والذي يسجل بيع مليون سيارة. وكانت تويوتا كوريا تبيع فقط في الماضي سيارتها الفارهة «لكزس» حيث باعت نحو ستة آلاف سيارة منها العام الماضي.

من ناحية أخرى ذكرت مجلة «أوتو بيلد» الألمانية في عددها الأخير أن شركة «فولكسفاغن» تخطط لسيارة أكثر كفاءة وأكثر جاذبية للجيل السابع من سيارتها «غولف» المتوقع طرحها في الأسواق في وقت متأخر من عام 2012 مع إمكانية الاختيار بين محركات هجينية وكهربائية.

وتظهر الصور التي نشرتها المجلة بعض اللمحات المأخوذة من الجيل الأول من «غولف»، بالإضافة إلى الدعامة الثالثة العريضة في هيكل السيارة المقتبسة من الجيل الرابع لـ«غولف». ونجح فريق التصميم في الوقت نفسه في خفض تصميمات السيارة من ثلاثة تصميمات إلى تصميمين.

وقالت «أوتو بيلد» إنه كان من المقرر طرح الجيل السابع من «غولف» في يناير (كانون الثاني) 2012 إلا أنه تم تأجيل طرح السيارة إلى سبتمبر (أيلول) 2012 بسبب المناخ الاقتصادي والنجاح الذي يحققه الجيل السادس الحالي من «غولف».

وسيتوفر الجيل السابع من «غولف» كسيارة هجين بالكامل ومزودة بمحرك كهربائي بقوة 25 حصانا أو كسيارة هجين تعمل بالطاقة الكهربية بقوة 70 حصانا.

ويتوقع أن يتراوح مدى الرحلة التي تقطعها السيارة بالمحرك الكهربائي بين 50 و150 كيلومترا. ويعكف مهندسو «فولكسفاغن» على المدى المتوسط على توفير 70 في المائة من طاقة وحدة بطارية الليثيوم أيون خلال فترة شحن تتراوح بين خمس وعشر دقائق.