«سابك»: دخول السوق الصينية بالشراكة مع «ساينوبك» خطوة في تنفيذ استراتيجية 2020

الجانب الصيني يأمل زيادة التعاون مع الشركة السعودية

الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان والفريق التنفيذي في «سابك» خلال جولة في مصنع «ساينوبك ـ سابك» في مدينة تيانجين الصينية («الشرق الأوسط»)
TT

أكد مسؤولون في الشركة السعودية للصناعات الأساسية السعودية «سابك» أن دخول السوق الصينية من خلال الشراكة مع العملاق الصيني شركة «ساينوبك» يشكل أحد أهم الأهداف المحددة في استراتيجية «سابك 2020»، وذلك لكون أسواق بكين تمثل إحدى أهم الأسواق المستهدفة.

وقال الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس مجلس إدارة شركة سابك، إن توقيع الشراكة مع «ساينوبك» يمثل خطوة هامة في تاريخ شركة «سابك» لدخول السوق الصينية، وهو ما يؤكد الخطط العالمية التي تنتهجها «سابك» في تنفيذ استراتيجيتها الكبرى.

من جهته بين قال محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» أن شركته اختارت أسلوب الشراكة العالمية لعدة أسباب، تتمثل في أن كل شركة لا تملك كل المقومات الفنية والإدارية والمالية للقيام بكل مشروعاتها وحدها، مما تطلب أن تدخل «سابك» في شراكات بشكل حذر، مما توجب على الشركة أن تدخل مع كبرى الشركات في العالم والمتميزة في مجال عملها.

وأضاف أن أسلوب الشراكة حقق نجاحات عدة في مشروعات مختلفة ومتنوعة، مشيرا إلى أن خطة «سابك» 2020، تتضمن أن تكون قوية في مجالها، مما يتطلب تخطي الحدود الجغرافية والوصول إلى المحيط العالمي، الأمر الذي دفع «سابك» إلى شراء عدة شركات في العالم.

ولفت الماضي إلى أن تلك الخطوة أعطت «سابك» قيمة إضافية من خلال الحصول على مراكز بحثية وكفاءات وقوى بشرية مدربة، في الوقت الذي تملك فيه «سابك» 15 مركزا عالميا يعمل فيه 1500 باحث، أسهموا في إنتاج 7 آلاف براءة اختراع.

وأشار إلى أن اختيار «سابك» لـ«ساينوبك» جاء نتيجة تميزها وقوتها، إضافة إلى كونها إحدى أهم الشركات الكبرى في العالم، والأولى على مستوى الصين، موضحا أن «سابك» و«ساينوبك» تتبادلان مراكزهما في ترتيب الشركات العالمية بحسب سعر البترول.

وقال إن «نمو السوق الصينية المستمر، دفع (سابك) للدخول في هذه السوق التي يزداد فيها الطلب على المنتجات البتروكيماوية بشكل سنوي»، مشيرا إلى أن سياسية «سابك» في الاستثمارات الدولية، تتضمن تنمية الاستثمار مع شريكها الدولي، من خلال زيادة الاستثمار في نفس الحقل مع شريكها المحتمل».

وأضاف أن تلك السياسة هي نفسها التي اتبعتها «سابك» مع «ساينوبك» من خلال مختلف العقود، مشيرا إلى أن الكثير من مصانع الشركة السعودية للصناعات الأساسية في المملكة تبنيها شركة «ساينوبك» الهندسية، مبينا أن العلاقة مع «ساينوبك» تطورت إلى أكثر من مجرد شراكة بناء مشروعات.

وعن الأزمة المالية قال الماضي إن الشركات الكبرى في استراتيجيتها لا تتأثر بالأزمات المالية أو غيرها، وقال إن التحالف في مشروع الصين بدأ منذ 5 سنوات، مؤكدا أن تفاصيل المشروع لم تتغير، كون بدء تنفيذ المصنع كان منذ 3 سنوات.

من جهته أكد وانغ تيان بو رئيس شركة «ساينوبك» الصينية أن شركته اختارت «سابك» لأن تكون شريكها في المشروع، وذلك لعدة أسباب، منها القوة المالية للشركة السعودية، إضافة إلى امتلاكها لتقنيات عالية متقدمة، والفن الإداري الذي تملكه لإدارة أي مشروع، والرغبة الشديدة لدخولها للسوق الصينية.

وبيّن أن «ساينوبك» و«سابك» لديهما نفس النيات للدخول في نفس المجالات، مما أسهم في اختيار «سابك» لأن تكون شريكا في هذا المشروع الحيوي، الذي وصفه بالهام للسوق الصينية.

وأكد أن شركته تأمل في إنشاء مشروعات أخرى مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» تكون إما في الصين وإما في الدول الأخرى كالمملكة العربية السعودية.

وعاد الماضي ليؤكد أن رغبة «سابك» في الاستثمار في الصين تأتي من رغبة الحكومة السعودية، التي تملك نحو 70 في المائة، مشيرا إلى أن حكومة المملكة لا تشارك فقط من خلال مشروع «سابك» للاستثمار في الصين، إنما هناك مشروع آخر بين «ساينوبك» وبين «أرامكو» السعودية، لافتا إلى أن وجود «سابك» هو امتداد لوجود الحكومة في زيادة العلاقة بين البلدين الصديقين.

من جهته أوضح السفير السعودي في بكين المهندس يحيى عبد الكريم الزيد أن حكومة المملكة حريصة جدا على قيام مشروعات مشتركة كالذي يقام بين «سابك» و«ساينوبك»، إضافة إلى أن الجانب الصيني أبدى كل ترحيب بالمشروعات السعودية، مؤكدا أن الخطوة الأخيرة كانت بمثابة الفرحة للطرفين من خلال التحالف بين شركة «سابك» المعروفة بعالميتها، و«ساينوبك» إحدى كبرى الشركات الصينية.

إلى ذلك شهدت مدينة تيانجين الصناعية الصينية حفل افتتاح شركة «ساينوبك ـ سابك» للبتروكيماويات المحدودة أول من أمس، وذلك وسط احتفال شعبي ورسمي أقيم بهذه المناسبة.

ودشن الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة «سابك» بقص الشريط بمشاركة الرئيس التنفيذي لشركة «ساينوبك» وانغ تيان بو وبحضور الرئيس التنفيذي لـ«سابك» المهندس محمد الماضي وكبار مسؤولي الشركتين.

واشتمل الحفل الذي أقيم في مقر الشركة على كلمة للرئيس التنفيذي للمشروع رحب فيها بالضيوف في موقع المصنع، وأشار إلى أن هذا المصنع ثمرة من ثمار التعاون الصيني السعودي.

وأعرب الأمير سعود رئيس مجلس إدارة «سابك» عن سعادته بنجاح هذا المشروع ووصوله إلى مراحله الأخيرة للإنتاج، الذي يتوقع أن يكون خلال الربع الأول من العام المقبل، مبينا أن هذا الإنجاز جاء ثمرة للعمل المشترك وجهود شركتي «سابك» وساينوبك التي تكللت بالنجاح المتمثل في هذا المشروع العملاق بتجهيزاته وإمكاناته وكوادره الفنية متطلعا إلى أن تكون هذه الخطوة بداية خير لمشروعات مشتركة لاحقة بمشيئة الله تخدم الشركتين والاقتصاد في البلدين.

وكانت مدينة تيانجين قد احتفت بالوفد السعودي من خلال استقبال شعبي ورسمي حيث استقبل حاكم تيانجين هوانج شن غوا الأمير سعود والوفد المرافق في مقر حكومة المدينة وقدم لهم تعريفا معربا عن سعادة أهاليها بافتتاح هذا المشروع العملاق الذي سيكون له مردود اقتصادي واجتماعي على المدينة وسكانها.