السعودية: تحضيرات فرنسية لزيارة ساركوزي تتضمن مشروعات عملاقة في الطاقة والمياه والقطارات

وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية تلمح لـ«الشرق الأوسط» الى اهتمام باريس بقطار الحرمين السريع

وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية تتوسط الحائزين على وسامي الفارس خالد بالخيور رئيس «عرب سات» (يمين) والمهندس خالد الملحم الرئيس التنفيذي للخطوط السعودية (يسار) في حفل عقد أخيرا بسفارة فرنسا (تصوير: «الشرق الأوسط»)
TT

تجري الترتيبات الفرنسية حاليا بتحضير ملفات اقتصادية للمشروعات وفرص الشراكة العملاقة مع السعودية، في إطار التأهب للزيارة الوشيكة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المنتظرة خلال الأسبوعين المقبلين، إذ كشفت مصادر فرنسية حكومية رفيعة المستوى أن ملف قطار الحرمين ومشروعات الطاقة والمياه ستتصدر اهتمامات الرئيس الفرنسي خلال زيارته.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» آن ماري إيدراك، وزيرة التجارة الخارجية بفرنسا، إن هناك رؤى مشتركة بين زعيمي البلدين في شتى المجالات من بينها الشؤون السياسية في المنطقة وكذلك الاقتصادية، ملمحة إلى أن الجانب الفرنسي يولي أهمية قصوى للظفر بمشروع قطاع الحرمين السريع الذين سيكون بين المدينة المنورة ومكة المكرمة.

وذكرت الوزيرة إيدراك قبيل مغادرتها العاصمة السعودية الرياض خلال زيارة قامت بها وسط الأسبوع المنصرم، أنها عقدت الكثير من الاجتماعات تضمنت لقاء الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل، وعبد الله زينل علي رضا وزير التجارة والصناعة، والمهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء، مؤكدة أن مشاريع الطاقة والمياه والصرف الصحي ضمن أبرز المشاريع التي تتطلع فرنسا لفوز شركاتها بها.

وأفادت إيدراك بأن اهتمام الفرنسيين بتلك النوعية من المشاريع يأتي وسط القدرة المهولة من حيث الإمكانيات والتقانات التي تمتلكها فرنسا، بل وصلت لمراحل متقدمة جدا في الإفادة بالتوزيع والتنويع على مستوى الخدمات والمنتجات، مشددة في الوقت ذاته على أن الفرنسيين لديهم التصورات الكاملة لطبيعة العمل في المملكة.

وأشارت الوزيرة الفرنسية في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى الالتزام من الرئيس ساركوزي تجاه تقوية العلاقات المشتركة بين البلدين، مستطردة أن الرئيس زار المملكة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) من العام المنصرم عندما عقد محادثات مع خادم الحرمين الشريفين انتهت برؤى متفقة على الأمن في المنطقة والأزمة المالية العالمية.

وزادت الوزيرة: «الزيارة المقبلة للرئيس ساركوزي ربما تنجح في دخول التعاون إلى مجالات تطوير البنى التحتية، لا سيما في أنشطة النقل والطاقة المتجددة».

ولفتت إيدراك إلى أن تجربة فرنسا في النقل والقطارات ناجحة بكل المقاييس، مشيرة إلى أن عرض فرنسا لمشروع قطار الحرمين ينبعث من الثقة بالإمكانات التقنية، إضافة إلى استيعابهم لطبيعة احتياجات الحجاج والبيئة الثقافية في الحرمين الشريفين وطبيعة المناخ الجوي هناك، لذا سيتم تفصيل القطار تناسبا مع الأهمية والاحتياج الملائمين لطبيعة الأماكن المقدسة.

إلى ذلك، قامت وزير التجارة الخارجية الفرنسية بمنح تنفيذيين سعوديين لشركة عربية وأخرى محلية وسامين نتيجة للجهود التي بذلاها في تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث علقت وسام الدولة بدرجة فارس لكل من المهندس خالد الملحم الرئيس التنفيذي للخطوط السعودية، والمهندس خالد بالخيور الرئيس التنفيذي لشركة «عرب سات»، وذلك خلال حفل عقد بمقر السفارة الفرنسية الأسبوع الماضي.