رئيس شركة «هيلتون» العالمية: أرى بوادر تحسن في قطاع الفنادق

ناسيتا يؤكد في حوار مع «الشرق الأوسط» عزم مجموعته افتتاح 1000 فندق خلال الفترة المقبلة

كريستوفر ناسيتا رئيس شركة «هيلتون» العالمية (تصوير: أحمد يسري)
TT

كشف كريستوفر ناسيتا، رئيس شركة «هيلتون» العالمية عن عزم شركته افتتاح 1000 فندق خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه كلما رأى عام 2010 شاهد بوادر تحسن في قطاع الفنادق. وأكد ناسيتا الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» خلال زيارته للعاصمة السعودية الرياض، لتدشين أحدث فنادق المجموعة الأميركية «هيلتون غاردن» الذي تتشارك فيه مع مجموعة «الحكير» التجارية، أنه يعتزم الانتشار في الأراضي السعودية من خلال تدشين عدد من الفنادق فيها، بمشاركة مستثمرين سعوديين، إضافة إلى افتتاح عدد من الفنادق في دول الشرق الأوسط. مؤكدا أن الفنادق الجديدة التي تعمل عليها المجموعة ستنتهي خلال 24 شهرا، وبالتالي تكون الأسواق أخذت عافيتها، إضافة إلى أمور أخرى كشفها خلال الحوار.

* ما هي أسباب زيارتكم للشرق الأوسط بشكل عام وللسعودية بشكل خاص في هذا التوقيت بالذات؟

- إنني أقوم بجولة في منطقة الشرق الأوسط لألتقي المالكين لفنادقنا وأعضاء فريق العمل، وذلك خلال زيارتي لأبرز فنادقنا في المنطقة. حيث يعتبر الشرق الأوسط وأفريقيا من أبرز مناطقنا الأساسية للنمو والتطور، وحيث نملك حاليا 20 عقد تطوير في المنطقة. كما إنني سأقوم خلال زيارتي بإطلاق مشروعين جديدين لنا هما «هيلتون غاردن ان» في الرياض العليا، وهو أول فنادق «هيلتون غاردن ان» في الشرق الأوسط، ومنتجع وسبا هيلتون رأس الخيمة في الإمارات. كما سنوقع عقد إدارة لتطوير مشروع جديد في مصر.

* لماذا انتشاركم في السعودية جاء متأخرا نوعا ما؟

ـ على العكس، فنحن نملك حضورا قويا في المملكة منذ عام 1994 عندما افتتحنا فندقَ وأبراج مكة هيلتون، وتلا ذلك افتتاح هيلتون المدينة المنورة، وهيلتون جدة، وقصر الشرق من والدورف أستوريا كوليكشن. وها نحن اليوم نفتتح أول فنادقنا في الرياض مع «هيلتون غاردن إن». بالإضافة إلى ذلك، لقد وقعنا اتفاق تطوير استراتيجي لتطوير مجموعة من فنادق «هيلتون غاردن ان» (2500 غرفة) في المملكة في مواقع مثل الرياض والخبر والدمام والجبيل ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية والطائف وتبوك وحائل، وبريدة وينبع.

* كيف ترى قطاع الفنادق في العالم بعد الأزمة المالية؟ هل تأثرت أعمال شركتكم بتداعيات الأزمة المالية العالمية؟ وما هي الخطط التي أعددتموها لمواجهة آثار الأزمة المالية العالمية؟

ـ إنني أدرك أننا لا نزال نحاول التكيف مع التغيرات الجارية، ونواصل عملنا في سوق يشهد عدم استقرار وذلك يشمل بعض التحديات مثل تأثر قطاع السفر والاقتصاد العالمي، الذي يأخذ بالتحسن البطيء وإنفلونزا الخنازير. ومع ذلك، فإنني أرى بوادر تحسن قريبة حين أتطلع إلى عام 2010 والسنوات اللاحقة. فلقد واجهنا تأخرا في بعض مشاريعنا في قطاع الفنادق الفاخرة ولكننا بشكل عام لا نزال نحافظ على أهدافنا. فمع كل أزمة اقتصادية تنشأ فرص جديدة، ونحن نشهد اليوم طلبا ضخما على فنادقنا الموجهة للأسواق المتوسطة وعلى علاماتنا التجارية المتخصصة في الخدمة، كما أن شركات التطوير تستفيد أيضا من الوضع الراهن بفضل أسعار البناء المنخفضة. وعلى سبيل المثال، إذا وقعنا اتفاق تطوير فندق اليوم، فستكون الأسواق قد استعادت عافيتها بعد 24 شهرا أي عند افتتاح الفندق. بالتالي، وبفضل أسعار البناء المتدنية، تأتي النتيجة عائدات فائقة على رأس المال. وفي الشرق الأوسط وأفريقيا بالتحديد، إننا نملك 20 فندقا قيد التطوير.

* غيرتم العلامة التجارية التابعة لكم، هل هو نوع من التسويق الجديد لجذب المستهلكين بعد الأزمة؟

ـ إن الاسم الجديد لشركتنا هو «هيلتون» العالمية، ويعكس انتشار الشركة العالمي واتساعها، بينما يجسد الرمز أبرز خصائص التصميم التي تعكس إرث شركتنا الغني والعريق، ورؤيتنا للمستقبل، والتزامنا بالامتياز في الخدمة. وعلى الرغم من أن اسمنا ورمزنا قد تغيرا، فإن مبادئنا الأساسية لم تتبدل على الإطلاق وهي بالتأكيد عشقنا للمهنة، والتزامنا، والمعايير العالية التي يمتاز بها فريق عملنا، التي تتضافر لتوفير أروع إقامة لعملائنا. كما أن رموز العلامات التجارية الفندقية العشرة التي تتضمن هيلتون العالمية، بما في ذلك فنادق هيلتون، لم تتبدل أيضا. وسيعتمد برنامج وفاء العملاء العناصر الجوهرية التي تنطوي عليها الهوية والرمز الجديد.

* لديك استراتيجية تعمل على تقليل استهلاك الطاقة من العمليات المباشرة بنسبة 20 في المائة، وخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 20 في المائة، وخفض إنتاج النفايات بنسبة 20 في المائة، وتخفيض استهلاك المياه بنسبة 10 في المائة، ما هي السبل التي استخدمتموها في سبيل تحقيق هذا الهدف؟

ـ لقد اعتمدنا الاستدامة مقياسا للأداء في فنادقنا، تماما مثل الربح والخسارة، والنوعية والخدمة. كما أن الاستدامة هي باختصار كيفية إدارة الأعمال بذكاء. ونحن نقوم حاليا بتطوير نماذج أو قواعد للتصميم والبناء، بهدف التقليص من آثار الكربون وبالتالي التوفير. كما إننا نقوم بتحسين الفعالية التشغيلية من خلال تقليص الكلفة والعمل بإبداع عبر برامج الطاقة الفعالة وحملات الحفاظ على المياه ومبادرات إعادة التدوير.

* ذكر الخبراء أن الفنادق ذات المستوى المرتفع والمتوسط هي أكثر الفنادق التي ستتأثر في قطاع الفندقة من الأزمة المالية العالمية، ما صحة هذا الحديث، خاصة أن الفنادق عالية المستوى والفخمة تشكل الشريحة الأغلب في فنادقكم؟

ـ على العكس، فخلال الأزمات المالية، يتجه الناس عادة إلى الأسماء العالمية مثل هيلتون، التي تشتهر بالتزامها بتوفير أعلى معايير الخدمة. كما إنه من الغاية بالأهمية تذكر أننا نملك 90 سنة من الإرث العريق وقد نجحنا في تجاوز محن كثيرة. وكما حصل في السابق، بسبب الضرورة والانضباط والإبداع، كل أزمة مالية تأتي معها بفرص كثيرة.

* ما الاستراتيجية التي تتبعها هيلتون العالمية حاليا؟ ـ تهدف رؤيتنا إلى ملء الأرض بنور ودفء الضيافة. وبالتالي، نسعى إلى أن نكون أول شركة عالمية للضيافة، والخيار الأول من العملاء، وفرق العمل والمالكين على السواء. وسوف تركز أولوياتنا الاستراتيجية على كيفية التوفيق ما بين ثقافتنا ومنظمتنا، تعزيز الأداء في مختلف أقسام الشركة، تعزيز قوة علاماتنا التجارية وقاعدة خدماتنا التجارية، توسيع انتشارنا عالميا.

* كيف يبدو المستقبل بالنسبة لك؟

ـ جيدا جدا! كما ذكرت سابقا، سوف نكمل توسعنا في المملكة ولقد وقعنا اتفاق تطوير استراتيجي لتطوير مجموعة من فنادق «هيلتون غاردن ان» (2500 غرفة) في المملكة العربية السعودية في مواقع مثل الرياض والخبر والدمام والجبيل ومدينة الملك عبدا لله الاقتصادية والطائف وتبوك وحائل وبريدة وينبع. كما إننا نستكشف عددا من فرص التطوير لعلامات هيلتون العالمية التجارية.

* كم يبلغ حجم استثماراتكم في المملكة، وكم تبلغ حصتكم في المملكة، وهل تسعون إلى زيادة حصتكم فيها؟

يرتكز مخطط عملنا في الشرق الأوسط على اتفاقات إدارة حيث نوفر الخبرة التشغيلية وأصحاب الفنادق يؤمنون الاستثمار المالي.

* دول الشرق الأوسط توزعت ما بين دول تأثرت بالأزمة المالية، ودول لم تتأثر، كيف تستطيعون تكييف عمليات المنطقة في ظل اختلاف الأوضاع؟

ـ إننا نعمل بحس من الضرورة والانضباط والإبداع ـ هذه هي أبرز قيمنا التي عملنا على تطبيقها في كافة الأسواق التي نعمل فيها.

* ما جديد هيلتون؟ سنقوم بافتتاح 300 فندق هذه السنة ونعزز فنادقنا ومنتجعاتنا الفاخرة بنسبة توازي 50 في المائة عالميا و100 في المائة في الولايات المتحدة. كما أن لائحة مشاريعنا المستقبلية مدهشة، إذ تضم أكثر من 1000 فندق عالمي، وهو عدد يفوق أي وقت سابق في تاريخ الشركة. وكما ذكرت سابقا، لقد أطلقنا حديثا هويتنا المؤسسية الجديدة. وفي الشرق الأوسط بشكل خاص باحتفال منتجع وسبا هيلتون رأس الخيمة و«هيلتون غاردن ان» الرياض العليا.

* نحن الآن نشرف على نهاية السنة، هل أنت راض عما قدمته شركتك خلال العام الحالي؟

ـ بالتأكيد. فلقد كانت سنة مليئة بالتحديات على نواحٍ كثيرة، ولكن في نهاية المطاف، تمكنا كشركة من الانطلاق بشكل أقوى من أي وقت سبق.

* هل تسعون إلى زيادة حصتكم في السوق العالمي، وما هي السبل في تحقيق ذلك؟

ـ تشكل المبيعات وتعزيز عائداتنا شرطين أساسيين في الحصول على حصة جديدة من السوق، ونحن نملك عددا من الأدوات التي تساعدنا في تقييم دخولنا أسواقا جديدة على أساس شهري في مختلف الوجهات.

* شغلت مناصب متعددة في شركات فنادق عدة، كيف ترى العمل في القطاع الفندقي؟

إنني أملك خبرة متمرسة في قطاع الفنادق. فقبل استلامي منصب المدير التنفيذي ورئيس فنادق هيلتون عام 2007، كنت الرئيس والمدير التنفيذي لفنادق ومنتجعات هوست، الشركة العقارية الرائدة، التي انضممت إليها عام 1995. إنني أملك عشقا لقطاع الضيافة والفنادق والأشخاص الذين أعمل معهم. إنه قطاع ديناميكي دائم الحركة والتغير، ومجال زاخر بالفرص.