أكبر بنكين بريطانيين يواصلان تحقيق أرباح في الربع الثالث

«إتش إس بي سي» ينوي المزايدة على وحدات «آر بي إس» و«لويدز».. وباركليز يربح 2.6 مليار دولار

TT

أعلن اثنان من أكبر البنوك البريطانية، «باركليز» و«إتش إس بي سي»، أمس، عن مواصلة تحقيق أرباح، مشيرين إلى أن المرحلة الأسوأ من الديون المعدومة قد ولت.

أفاد «باركليز» أن النشاط القوي للاستثمار البنكي منح البنك القدرة على التواصل في تحقيق الأرباح بتسجيل زيادة قدرها 1.56 مليار جنيه إسترليني (2.6 مليار دولار) قبل احتساب الضرائب، معوضا التكلفة الهائلة للديون المعدومة في الوقت الذي يبدأ فيه البنك من جديد عملية توزيع أرباح على المساهمين عن فترة ثلاثة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر (أيلول).

وأضاف البنك ـ الذي يعد ثاني أكبر بنك في بريطانيا ـ في تقريره أنه تم تحقيق ربح قبل حساب الضرائب عن الأشهر التسعة حتى نهاية سبتمبر (أيلول) بلغ 4.5 مليار جنيه إسترليني بانخفاض عن 5.6 مليار جنيه إسترليني التي حققها منذ عام. وقال البنك إن أرباحه المستثنى منها الأرباح الناتجة عن عمليات الاستحواذ وإعادة شراء الديون والبنود الاستثنائية الأخرى زادت إلى أكثر من الضعفين، إذ سجلت 4.4 مليار جنيه إسترليني.

وأضاف البنك أن تكلفة خفض الأصول والمخصصات الأخرى ارتفعت في الشهور التسعة لتصل إلى 6.2 مليار جنيه إسترليني بارتفاع عن 3.8 مليار العام الماضي، وذلك بعد أن تسبب الاقتصاد البريطاني الضعيف وارتفاع معدل البطالة في عجز الكثير من المقترضين عن سداد قروضهم، مشيرا إلى أنه عاود دفع الأرباح للمستثمرين بعد توقف دام أشهر طويلة.

ونوه البنك إلى أن الأرباح على الأسهم للربع الثالث ستكون بنسا واحدا للسهم، ولكن نوه البنك في تقريره إلى أن تأثير الديون المعدومة على أداء البنك قد تزول تماما بنهاية العام الجاري، أو خلال الربع الأول من العام المقبل 2010 على أبعد تقدير، مقارنة بالتقديرات السابقة.

وقال «باركليز» إنه يتوقع أن تكون تكلفة خفض الأصول لمجمل العام عند النهاية الدنيا للتوقعات التي أعلنت سابقا عام 2009، والتي تراوحت بين 9 و9.6 مليار جنيه إسترليني. بينما لم يعلن «إتش إس بي سي»، أكبر بنوك أوروبا، عن أي أرقام، ولكنه أكد أن الأرباح جاءت بفارق إيجابي واسع مقارنة بالعام الماضي.

وفي وقت لاحق أشار الرئيس التنفيذي مايكل غيغان لـ«إتش إس بي سي» إلى أن البنك قد يزايد على بعض الوحدات التجارية التي ستبيعها البنوك المنقذة من الحكومة لإرضاء المطالبات الأوروبية.

وأوضح غيغان أن بنكه قد يعزل من فرصة المزايدة على الاستحواذ على أي من الوحدات التي ستعرض للبيع، وذلك لوضع حدود للمنافسة في القطاع البنكي البريطاني، وفقا للقوانين التي فرضتها المفوضية الأوروبية، والحكومة البريطانية.

وأبان البنك أيضا أن الأرباع الثلاثة من العام المنتهية في سبتمبر (أيلول) الماضي شهدت اختلافا واضحا في الأداء بين وحداته في المملكة المتحدة والوحدات العالمية الأخرى، إذ ارتدت معاملات تمويل المشروعات في الولايات المتحدة الأميركية، وانخفضت الديون المعدومة هناك من 3.4 مليار دولار إلى ثلاثة مليارات دولار. وانخفض سعر سهم بنك «باركليز» 3.8 في المائة إلى 330 بنسا، بينما أضاف سهم «إتش إس بي سي» 4.4 في المائة إلى قيمة سهمه إلى 722.5 بنس، ليحقق المستوى الأعلى منذ نحو عام في وسط التداول أمس. وارتفع مؤشر «دي جي ستوكس أوروبا» 0.4 في المائة.

وقال كولين مورتون من إدارة صندوق رينسبرغ، وهو مستثمر يمتلك أسهما في كل من «باركليز» و«إتش إس بي سي»: «أسهم (باركليز) كان أداؤها في غاية التميز خلال العام الماضي، ولكن لا يوجد ما يشير في هذه الأرقام ـ سعر السهم أمس ـ إلى أن هذا الأداء سيسبب دفعة قوية من هنا».

وأضاف مورتون بحسب «رويتز»: «إن الجو العام للأعمال هذا الهام سيكون صعبا، والأداء سينظر فيه بإمعان».