«الطاقة الدولية» تتوقع ارتفاع الطلب على الطاقة بـ1.5% حتى 2030

دعت لاستثمارات بـ26 تريليون دولار لتلبية الطلب المتوقع.. وتقرير يتحدث عن قرب نفاد مخزون النفط

تتوقع وكالة الطاقة العالمية ارتفاع الطلب العالمي على النفط («الشرق الأوسط»)
TT

ذكرت صحيفة بريطانية أن العالم قريب جدا من نفاد مخزون النفط وهو ما تؤكده تقديرات الوكالة الدولية للطاقة التي تخفف من خطر نفاد المخزون كي لا تخلق حركة ذعر. وقالت صحيفة «الغارديان» نقلا عن مسؤول كبير في الوكالة رفض الكشف عن اسمه إن الولايات المتحدة لعبت دورا مهما من أجل تشجيع الوكالة الدولية للطاقة على التقليل من أهمية نضوب حقول النفط الحالية وإلى المبالغة من فرص إيجاد احتياطي جديد. وقال المسؤول لـ«الغارديان» إن «كثيرين داخل الوكالة الدولية للطاقة يعتبرون أنه حتى مستوى إنتاج ما بين 90 و95 مليون برميل يوميا سيكون مستحيلا ولكن يخشى حصول حركات ذعر في الأسواق المالية في حال انخفضت الأرقام». وأضاف أن «الأميركيين يخشون انتهاء هيمنة النفط لأن ذلك من شأنه أن يهدد نفوذهم القائم على الوصول إلى المصادر النفطية». وكذلك أوضح مصدر آخر في الوكالة الدولية للطاقة، فضل أيضا عدم الكشف عن هويته، أن القواعد الأساسية للوكالة هي «عدم إغضاب الأميركيين» ولكن بالواقع فإن الكميات من النفط في العالم التي تؤكد الوكالة وجودها غير متوفرة. وقال «وصلنا إلى أعلى نقطة في ما يتعلق بالنفط. أعتقد أن الوضع هو فعلا سيئ». وتضم الوكالة الدولية للطاقة 28 دولة، أعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

ونشرت وكالة الطاقة الدولية تقرير توقعاتها السنوية لسوق الطاقة أمس وتوقعت فيه ارتفاع الطلب على الطاقة على مستوى العالم بنسبة 1.5 في المائة سنويا حتى 2030 ودعت لاستثمارات بقيمة 26 تريليون دولار لتلبية الطلب المتوقع. وقال محلل في «بي إن بي باريبا» إن الأسواق لم تشهد رد فعل يذكر على التقرير السنوي لأنه يشمل توقعات اعتمدت على سيناريو يحاول تصور الأوضاع خلال 20 عاما مقبلة. وأضاف «على المدى الطويل يعتبر هذا التقرير مهما لكن أي تأثير على المدى القصير سينصب على حركة الدولار والأسهم وقرارات البنوك المركزية». ويبدو أن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت قليلا الأسبوع الماضي بسبب ارتفاع الواردات حسب استطلاع أجرته «رويترز» أمس.

وقد تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط مقتربة من 79 دولارا للبرميل اليوم الثلاثاء مع تراجع شدة إعصار في خليج المكسيك وترقب المتعاملين لبيانات المخزونات. وانخفض الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم ديسمبر (كانون الأول) 27 سنتا إلى 79.16 دولار للبرميل بحلول الساعة 1032 بتوقيت غرينتش بعد أن أنهى جلسة التعاملات في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) الليلة الماضية على مكاسب بلغت دولارين. وتراجع خام القياس الأوروبي مزيج برنت 23 سنتا إلى 77.54 دولار للبرميل. ورغم أن أسعار النفط مرتفعة بنسبة 77 في المائة عن مستواها في بداية العام فإنها ما زالت منخفضة نحو 47 في المائة عن أعلى مستوى لها على الإطلاق الذي سجلته فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو (تموز) من العام الماضي. من جهة أخرى قال الأمين العام لـ«أوبك» عبد الله البدري في كلمة ألقيت بالنيابة عنه أمس: إن الطلب العالمي على النفط سينمو بواقع 700 ألف برميل يوميا عام 2010 مع عودة نمو الطلب بعد عامين من الانكماش. وذكر البدري في نص الكلمة أن الصين والهند ستقودان النمو الاقتصادي العالمي في العام المقبل وأن «أوبك» تتوقع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.7 في المائة في العام المقبل ارتفاعا عن تقديراتها السابقة في يوليو (تموز) بنمو نسبة 2.3 في المائة. وقال «هناك مؤشرات على أن الانكماش الكلي في الطلب العالمي سيتراجع في الربع الأخير.. وهناك اجماع على أن نمو الطلب على النفط سيعود بعد عامين كاملين من الانكماش». وأضاف أن نمو الطلب على النفط سيزيد تدريجيا إلى 1.2 مليون برميل يوميا بحلول عام 2013. وبحسب «رويترز» قال البدري «معظم نمو الطلب سيكون مرة أخرى في الدول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وستقود قطاعات النقل والصناعة والبتروكيماويات الزيادة». وأضاف أن دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ستسهم بنسبة 0.5 في المائة من النمو الاقتصادي العالمي، في حين ستقود اقتصادات صاعدة مثل الصين والهند النمو بمعدلات متوقعة في 2010 تبلغ 8.5 في المائة و6.5 في المائة على الترتيب. وقال «تتفق كل تلك المؤشرات مع توقعات أوبك. وفي حين لا نزال متفائلين بشكل حذر.. هناك مؤشرات على أننا نتجه إلى وضع إيجابي في 2010». وأضاف «لكننا ندرك أنه لا يزال أمامنا كثير من التحديات». وقال البدري إن «أوبك» في وضع جيد يسمح لها بتلبية التعطيلات المفاجئة في الإمدادات وأنها لا تزال تملك طاقة فائضة تبلغ حوالي ستة ملايين برميل يوميا. وتابع يقول «في الوقت الذي يزداد فيه المعروض من خارج أوبك.. لا تزال أوبك تستثمر في طاقة (إضافية) لضمان توفر معروض كاف لتلبية احتياجات المستهلكين في المستقبل». وأضاف البدري أن الإجراءات التنظيمية التي بدأت لمساعدة الدول في أنحاء العالم على الاستجابة للأزمة المالية ستتطلب بعض التكيف. وقال إ «وبك»تراقب عن كثب عدم اليقين بشأن التشريعات البيئية الوشيكة. وقال البدري «هناك أيضا تشريع بيئي يوشك أن يصدر في الدول المتقدمة المستهلكة للنفط تتطلب منا جميعا أن نتكيف مع واقع القيود على انبعاثات الكربون في العالم». وقالت الوكالة في توقعاتها السنوية بشأن الطاقة العالمية أمس إنه سيتعين على العالم إنفاق 500 مليار دولار إضافية لخفض انبعاثات الكربون عن كل عام يتأخر فيه تنفيذ اتفاق بشأن الاحتباس الحراري.