المقاتلات العسكرية تتبادل الأدوار مع الطائرات التجارية خلال معرض دبي للطيران في دورة 2009

ينطلق غدا في نسخته الحادية عشرة.. و100 مليار دولار الإنفاق الدفاعي في الشرق الأوسط عام 2114

الأنظار ستتحول من الصفقات التجارية إلى التركيز على الطائرات العسكرية (أ.ب)
TT

تتجه أنظار صناع الطيران في العالم بدءا من يوم غد إلى دبي، وعلى مدى خمسة أيام، حيث النسخة الحادية عشر من معرض دبي للطيران، وفيما يأمل المنظمون تحقيق هذه الدورة لـ«نجاح قياسي لم يسبق له مثيل»، فإن التوقعات ربما لا تصل إلى مستوى نجاح الدورة السابقة لعام 2007 التي بلغت حدا بقيام شركتي طيران خليجية في اليوم الأول فقط بإبرام صفقات مليارية بلغت قيمتها 48 مليار دولار، وعندما أبرمت «طيران الإمارات» أكبر صفقة في تاريخ الطيران المدني بشرائها 134 طائرة، غير أن الأزمة المالية العالمية ربما لا تسمح لصناعة الطيران العالمية باستعادة أنفاسها التي لا تزال تعاني ضربات متتالية تتعرض لها صناعة الطيران منذ ذلك الوقت.

ويرى مراقبون أن الأنظار ستتحول في هذا المعرض من الصفقات التجارية، إلى التركيز على الطائرات العسكرية التي ينتظر أن يكون لها نصيب بارز من خلال المعرض الدفاعي، حيث يعول على المقاتلات العسكرية أن تسد الفراغ الذي أحدثته الأزمة في شركات الطيران التجارية، أو ما يمكن القول إنه تبادل للأدوار بين المقاتلات العسكرية وشقيقاتها الطائرات التجارية، في الوقت الذي تتوقع شركة الاستشارات «فروست أند ساليفان» أن يزيد الإنفاق على الدفاع في الشرق الأوسط عن المائة مليار دولار بحلول عام 2014، أي ما يشكل نسبة 11 في المائة من طلبات الأسلحة العالمية. ووفقا لمنظمي المعرض فإن هناك مؤشرات حاسمة تؤكد «تحقيق المعرض لنجاح قياسي لم يسبق له مثيل، بدليل ارتفاع مساحة المعرض وشاليهات الضيافة وعددها وعدد العارضين والزوار والوفود الرسمية، وطرح كبرى الشركات العالمية في قطاع الصناعات الجوية والفضائية، لمنتجات جديدة مبتكرة وفائقة التطور». وربما يتفق الجميع على أن قطاع النقل الجوي كان المتضرر الأكبر من الأزمة المالية العالمية، وتسببت في إفلاس الكثير من شركات الطيران العالمية، وكذلك إلغاء كثير من صفقات شراء الطائرات. وفي حين أدت النزاعات والتوترات العالمية إلى عودة النشاط إلى سوق السلاح، يتوقع أن تصبح ساحة معرض دبي للطيران مسرحا لتنافس كبير بين أقطاب صناعة الطائرات العسكرية القتالية من أمثال «لوكهيد مارتن» و«بوينغ» الأميركيتين، بالإضافة إلى طائرة «ميغ» الروسية.

إذا كانت الأزمة المالية العالمية هي العنوان الأبرز لأي حدث ضخم يجري في أي بقعة حول العالم، ومسألة فرض الأزمة لنفسها على الحدث الأبرز لصناعة الطيران في الشرق الأوسط، هي مسألة اعتيادية، فإن الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى لطيران الإمارات ورئيس هيئة دبي للطيران يرد بالقول بأن إقامة المعرض في موعده، تشكل دليلا حيا «على أهمية هذا الحدث كمنصة تتيح لقطاع الطيران التجاري والعسكري المزيد من الفرص للنمو والازدهار، على الرغم من الأزمة»، ويضيف المسؤول الإماراتي «وعلى هذا الصعيد نحن متفائلون بأن معرض دبي للطيران 2009 سوف يكون امتدادا للنجاحات التي حققها المعرض طوال السنوات الماضية، حيث استقطب المعرض 2009 أقطاب الصناعة ومزودي الأنظمة والتقنيات من مختلف أنحاء العالم، الذين يعتبرون الحدث منصة مثالية للكشف عن أحدث منتجاتهم من طائرات وأنظمة تدريب مما يتيح المجال لتلبية احتياجات نمو قطاع الطيران العسكري والمدني الإقليمي إلى جانب توفير منصة مثالية للحوار والتباحث حول مختلف القضايا موضع اهتمام الصناعة العالمية والإقليمية».

ويعتبر المعرض الذي يستمر خمسة أيام من 15 إلى 19 نوفمبر 2009، الذي يقام مرة كل سنتين في مركز إكسبو مطار دبي للمعارض، أبرز معارض الطيران والصناعات الجوية والفضائية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي أكدت نحو 890 شركة من 47 دولة مشاركتها في المعرض، بزيادة ملحوظة عن 850 شركة في .2007 فيما تشارك 150 شركة من 20 دولة للمرة الأولى في المعرض، الذي سوف يزوره 400 وفد رسمي 50 ألف زائر وتشارك فيه أكثر من 130 طائرة، تقوم 14 منها باستعراضات بهلوانية جوية يوميا.

ومن المنتظر أن تشارك كبريات شركات صناعة الطيران حول العالم، لعرض آخر تقنياتها من الطائرات التي تأمل هذه الشركات أن تجد من خلال هذا المعرض أسواقا جديدة لها، وبالتأكيد لن تغفل عن زبائنها الدائمين للمقاتلات العسكرية.

ستشارك روسيا، بما في ذلك شركة «سوخوي» لصناعة الطائرات، عبر المقاتلتين متعددتي المهمات «سو ـ 35» و«ميغ ـ 35، وكذلك طائرة الركاب متوسطة المدى سوخوي سوبرجت ـ «100. وقال الناطق الرسمي باسم «سوخوي» إلى أنه «سيركز الاهتمام على عرض المقاتلة «سو ـ 35» في أسواق المنطقة. فيما تستعد شركة «بوينغ» لعرض مجموعة واسعة من منتجاتها وخدماتها التجارية والدفاعية المتطورة التي تلبي احتياجات عملائها في الشرق الأوسط، وبحسب بول كينشيرف، رئيس بوينغ الشرق الأوسط، فإنه مع تزايد نفوذ منطقة الشرق الأوسط «باعتبارها محورا رئيسيا لحركة النقل الجوي، ومع تزايد قدراته على أداء مهام تغطي مختلف بقاع العالم، مثل عمليات الإغاثة الإنسانية المحمولة جوا، فمن الطبيعي أن تسعى «بوينغ» للوجود بقوة في الدورة الحالية من معرض دبي للطيران.

وتستضيف القاعة الجديدة لطيران الإمارات في المعرض، إضافة إلى معروضاتها، جناحا خاصا بشركة «إي إيه دي إس» الأوروبية للصناعات الجوية والفضائية، ستعرض فيه مجسمين بالحجم الكامل لطائرة إيرباص «أ 350 إكس دبليو بي» النفاثة بعيدة المدى ومروحية «إي سي 175» المدنية الفخمة من إنتاج شركة «يوروكوبتر» التي تنقل 16 راكبا في أجواء غاية في الراحة والرفاهية.

وسوف يتم إطلاع زوار المعرض على خطط التطوير المثيرة لطائرة «أييريون» النفاثة الأسرع من الصوت والمخصصة لأسفار رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين، حيث تطير بهم بمثلي سرعة طائرات الأعمال التقليدية الراهنة. وسوف يتم عرض مجسم كامل للطائرة التي لا تزال قيد التطوير في منصة الشركة. وتأكدت حتى اليوم مشاركة 130 طائرة في المعرض، سوف ترابط في ساحة المعروضات الثابتة، إلا أن 14 منها سوف تشارك في الاستعراضات البهلوانية الجوية التي ستقام على هامش المعرض.

وسوف يبرهن فريق البهلوانيات الجوية «فريكيه تريكولوريه» التابع لسلاح الطيران الإيطالي عن قدرات المناورة التي تتمتع بها طائراته من طراز «أييرماكي» للتدريب، وسيفعل الشيء نفسه فريق البهلوانيات الجوية الفرنسي «باتروي دو فرانس»، بطائرات «ألفا جت» الفرنسية للتدريب، حيث سيقدم الفريقان استعراضات جوية بهلوانية يومية مثيرة في أجواء دبي.

وإلى جانب هذين السربين البهلوانيين، سوف تشهد سماء دبي استعراضات جوية أخرى تقدمها مقاتلة متطورة تابعة لسلاح الجو الأميركي من طراز «إف 22 رابتور»، ومقاتلة أوروبية متعددة الأدوار تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني من طراز يوروفايتر تايفون»، إضافة إلى طائرة التدريب النفاثة «إل ـ 15 فالكون» من إنتاج شركة «أفيك» الصينية، فيما يعتبر أول مشاركة من نوعها لطائرة تدريب صينية في معرض طيران دولي.

وتقول أليسون ويللر، مديرة شركة المنظمة للمعرض: «في الوقت الذي نستكمل فيه استعداداتنا لافتتاح معرض دبي للطيران 2009، يسرنا الإعلان عن ارتفاع عدد العارضين مقارنة مع عددهم في دورة عام 2007 ويعتبر هذا الارتفاع شهادة ثقة من قطاع الصناعات الجوية والفضائية العالمي، بازدهار أسواق الطيران في الشرق الأوسط عموما وفي دولة الإمارات العربية المتحدة بصفة خاصة، وبالتزام المنطقة المستمر بتنمية اقتصاداتها وتفاؤلها بالازدهار القادم».

وبغية مواكبة النمو غير المسبوق لدورة المعرض لهذا العام، فقد أضيف أكثر من 7.000 متر مربع إلى مساحات العرض المتاحة سابقا، من خلال إضافة قاعة طيران الإمارات الجديدة، وتمت زيادة عدد شاليهات الضيافة إلى 103 شاليهات، مع زيادة مساحة كل طابق من طابقي الشاليهات ذات الطابقين والبالغ عددها 85 شاليها بواقع 20 مترا مربعا لكل طابق، كما تمت إضافة 12 جناحا فائق الفخامة إلى صف الشاليهات.

وفي الوقت الذي تمت فيه دعوة أكثر من 400 وفد رسمي لزيارة المعرض في إطار برنامج المعرض الخاص بالوفود الرسمية، حجزت 13 دولة أجنحة وطنية لها في المعرض وهي النمسا، بلجيكا، كندا، ولاية فلوريدا الأميركية، فرنسا، ألمانيا، الأردن، هولندا، روسيا، السويد، أوكرانيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.