شفافية خاصة

علي المزيد

TT

أعلنت شركة «بترورابغ» وهي شركة مساهمة سعودية صباح الأحد الماضي أنها ستبدأ الإنتاج الساعة الثانية عشرة من ذات اليوم. ما الجديد في الموضوع الجديد؟ إن الشركة كانت أعلنت أن الإنتاج سيبدأ في وقت مضى وحددت تاريخا محددا ولكن مع الأزمة المالية أو لأسباب أخرى عادت وقالت إن الانتهاء من بناء المصنع سيتأخر وأعلنت ذلك للملأ، ما الجديد في الأمر. الجديد في الأمر أن السوق العربية بشكل عام لم تتعود هذه الدقة الزمنية في التنفيذ والشفافية في التعامل وأن هذه الشركة ستفرض طريقة جديدة في التعامل مع المعلومات الهامة والمؤثرة على سعر السهم أو تلك التي تهم حمَلة أسهم الشركة.

تعودنا من الشركات الأخرى عند تعديل الجداول الزمنية أو عند تأخر التنفيذ الخروج بتبريرات غير مفهومة، ولم نتعود هذه الشفافية العالية في التعامل من المعلومات سوى مع «بترورابغ» . فهل لأن الشركة المالكة «أرامكو السعودية» أم لأن الشريك الأجنبي ياباني لذلك هو دقيق جدا في التعامل مع المعلومة؟ الحقيقة لأن الشركة مملوكة لـ«أرامكو» ولأن الشريك الياباني لا يعنيه التعامل مع حملة الأسهم.

هذا التأسيس الهام في التعامل مع المعلومة يجب أن يعمم في جميع شركاتنا العربية لأن بعض هذه الشركات وإن كانت مساهمة يتعامل معها القائمون عليها كأنها شركة فردية خاصة، وحينما يقررون إعطاء معلومات تكون هذه المعلومات ناقصة أو متغافلة عن بعض الحقائق مما يجعل الحكم على أداء الشركة واستقراء أرباحها أمرا غير ممكن أو قل يقود إلى نتيجة خاطئة مما يعني خطأ مؤكدا في قرار الاستثمار.

أتمنى على شركاتنا العربية أن تتعلم من «بترورابغ» في طريقة التعامل مع العولمة بصدق شديد يبني ثقة عالية بين المساهمين وإدارة الشركة وأتمنى أن تعقد الغرف العربية دورات للذين ما زالوا يعتقدون أن الشركات المساهمة التي يديرونها هي شركات فردية خاصة ليتطور أداؤهم في التعامل مع المعلومة.

* كاتب اقتصادي