مصرف الطاقة الأول ينشئ مصنعا لإنتاج الطاقة الكهربائية بقيمة مليار دولار في السعودية

ينتج سنوياً 7500 طن من مادة البوليسيلكون لصناعة الخلايا الشمسية

TT

أعلن أمس مصرف الطاقة الأول، وهو بنك استثماري إسلامي مقره البحرين، عن إنشاء مصنع في مدينة الجبيل الصناعية في السعودية، لإنتاج البوليسيلكون المادة الرئيسية في إنتاج الخلايا الشمسية. ويعتبر المشروع الأول من نوعه في المنطقة حيث يتميز المصنع بمواصفات عالمية. ويقود المشروع مصرف الطاقة الأول (كشريك استراتيجي) وشركة تطوير وإدارة المشاريع (PMD) (كمطور تقني وتجاري). وقال ماجد الأحمدي، رئيس مجلس إدارة PMD في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن المشروع البالغ تكلفته مليار دولار، يهدف لإنتاج الطاقة النظيفة من الكهرباء، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1200 ميغاوات من الكهرباء، وهو ما يمثل نحو 3 في المائة من حجم الطاقة الكهربائية المنتجة في السعودية والبالغة 40 ألف ميغاوات. وقال الأحمدي إن المشروع هو مصنع كيميائي لإنتاج مادة البوليسيلكون وتم اختيار الجبيل الصناعية لأنها مهيأة بشكل كامل لاستقبال هذه الصناعات، مضيفاً أن الإنتاج سوف يخصص بشكل رئيسي للتصدير.

وأضاف الأحمدي، أن إنتاج مادة البوليسيلكون التي يعتمد عليها إنتاج الخلايا الشمسية سوف يبدأ العمل في إنتاجها في عام 2013، على أن يتم المباشرة في تنفيذ المشروع في الجبيل الصناعية في النصف الأول من عام 2011.

وقال الأحمدي، إن مبادرة إنشاء هذا المصنع وهو الأول من نوعه في منطقة الخليج، يأتي «كمبادرة استراتيجية من مصرف الطاقة الأول بالتعاون مع PMD والتي تتماشى مع استراتيجية الحكومة السعودية لدعم الطاقة النظيفة وموارد الطاقة المستديمة للوصول إلى وضع اقتصادي متنوع والتوسع في القاعدة الصناعية». وقال الأحمدي إنه «من المتوقع لهذا المشروع إيجاد فرص أكثر مرونة في مجال الصناعات النهائية من سلسلة موارد الطاقة الشمسية مستفيدا من الدعم المقدم من قبل الهيئة الملكية للجبيل وينبع والشركة السعودية للكهرباء وجميع الجهات الحكومية السعودية».

وأضاف الأحمدي لـ«الشرق الأوسط» أن تمويل المشروع سوف يتم من خلال استخدام 40 في المائة من تكلفته من رأس المال، بينما يتم تمويل القسط الباقي والبالغ 60 في المائة من خلال قروض حكومية وتجارية (بنوك) وقروض من صندوق التنمية الصناعية، في حين يجري البحث للحصول على دعم صندوق الاستثمارات العامة.

وستقوم شركة كوزموس للاستثمارات الصناعية، وهي إحدى شركات مصرف الطاقة الأول بالشراكة مع PMD، بإدارة وتطوير المصنع الذي من المتوقع أن يبدأ عملية الإنتاج في عام 2013 بطاقة إنتاجية تبلغ 7500 طن سنويا من منتجات البوليسيلكون العالية الجودة. وقد صمم المشروع بحيث يستفيد من منشآت البنية التحتية الواسعة والدعم المتوفر في مدينة الجبيل الصناعية. من المتوقع أن يوفر المشروع نحو 400 فرصة عمل للمواطنين السعوديين. ويتجه المصنع بحسب مسؤولين في بنك الطاقة مستقبلا للتوسع في خدمات المشروع (في المرحلة الثانية) بحيث تشمل الاستثمار في الصناعات النهائية كصناعة الشرائح.

وتمهيداً لإنشاء المصنع تم توقيع اتفاقية مع الشركة السعودية للكهرباء، والحصول على أرض صناعية من الهيئة الملكية للجبيل وينبع، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية شراء إنتاج المصنع مسبقا مع شركة فينمار انترناشيونال المحدودة وإتمام الدراسات التقنية والتسويقية. وتوقع فاهان زانويان، الرئيس التنفيذي لمصرف الطاقة الأول، أن تمثل مصادر الطاقة المتجددة أولوية عالمية، «كما أنه من المؤكد أن استخدام الطاقة الشمسية بشكل خاص سينتشر ويزدهر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأنه الخيار المنطقي». وأضاف «لذلك فنحن ملتزمون التزاماً تاماً بقطاع البوليسيلكون»، مضيفاً أن هذا المصنع يقام في واحدة من أهم المناطق الصناعية في منطقة الخليج وتحديدا مدينة الجبيل الصناعية الثانية في السعودية. ويشار إلى أن مصنع البوليسيلكون سيكون أكبر مصنع من نوعه في السعودية ومنطقة شمال أفريقيا، ويتوقع أن يكون من أكثر منتجي البوليسيلكون تنافسية على المستوى العالمي. يتميز المصنع باستخدامه لتقنيات متقدمة ومعروفة تجاريا في عملية تصنيع البوليسيلكون بأقل تكلفة في العالم. وفي تصريح له بمناسبة الإعلان عن إنشاء المصنع قال ماجد الأحمدي إن صناعة الطاقة الشمسية «شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا والتي أدت إلى انخفاض كبير في التكلفة وتتجه أنظار هذه الصناعة في الوقت الحالي إلى التنافس مع موارد توليد الطاقة التقليدية». في حين قال زانويان إن «الحكومة السعودية كانت من أوائل دعاة السلامة البيئية في المنطقة، ويسرنا في مصرف الطاقة الأول أن نكون أول مشروع في المملكة يطبق رؤية الحكومة السعودية وينفذ أولوياتها بهذا الشأن».

يشار إلى أن شركة كوزموس، وهي إحدى شركات مصرف الطاقة الأول، تأسست كشركة استثمارية تركز على الاستثمار في المشاريع المتعلقة بالطاقة في جميع أنحاء المنطقة. وباعتبارها مالكة ومطورة للمشروع، ستكون شركة كوزموس المسؤولة عن إدارة عملية البناء وضمان تنفيذها طبقا للخطة ومطابقتها لجميع معايير التصميم خلال المهلة الزمنية المحددة.