اسمي أولا

TT

اليوم سأحدثكم عن حكاية قرأتها منذ زمن بعيد في كتاب لديل كارنجي وعنوانه «دع القلق وابدأ الحياة»، ونظرا لقدم قراءتي للحكاية فسأحيطكم بالمضمون دون التفاصيل. يقول كارل «إنه في الكساد العظيم تعرضت صناعة الحديد والصلب الأميركية لكساد عظيم دفع أرباب الصناعة للتنافس على البيع بهوامش ربح صغيرة ثم البيع دون سعر التكلفة، مما يعني السير بالصناعة نحو الهاوية، مما يعني إفلاس المصانع وخراب بيوت مؤسسي الصناعة». يقول مارك وهو أحد أرباب الصناعة «فكرت في طريقتنا في الإنتاج والبيع وتأكدت أننا مفلسون عاجلا أم آجلا، لذلك اقترحت على جاك وهو من أرباب صناعة الحديد والصلب في أميركا أيضا هاتفيا أن تندمج شركاتنا مع بعضها البعض بدلا من سياسة كسر العظام التي يمارسها كلانا فلم يكن أمام جاك سوى الموافقة».

بعد أن تم الاتفاق المبدئي أو توقيع خطاب النوايا كما يقول محدثو الاقتصاد، بدأت فرق التقييم والمحاسبة في تقييم الشركتين. بعد مدة انتهى التقييم وكان مرضيا للطرفين ومريحا لهما، ويمكن القول انه انتهى كل شيء يعترض الدمج تقريبا.

يقول جاك «طلبت مارك هاتفيا وحددت معه موعدا للغداء لوضع اللمسات الأخيرة للدمج، وكان كل ما يهمني أن يكون اسم عائلتي هو الأول في اسم الشركة الوليدة، وأن يكون اسم عائلة مارك ثانيا، وكانت الشركات تسمى بأسماء العوائل، وكما هو قائم لدينا الآن، ولو رفض ـ الكلام لجاك ـ فلن يكون هناك دمج».

حضر مارك الغداء، وبعد الغداء قال جاك «ماذا تقترح يا مارك أن يكون اسم الشركة؟».. يقول مارك قلت «أن يكون اسم عائلتك هو الأول ثم اسم عائلتي».. وقف جاك وقال «موافق».. ضحك مارك وقال «أعرف أنني لو وضعت اسم عائلتي الأول فأنت سترفض».. هز جاك رأسه موافقا على الطرح، واندمجت الشركتان، وكان الاسم أولا وقبل التقييم أو الأهداف الدافعة للدمج.

لا أعرف لماذا قفزت في ذهني هذه القصة القديمة بعد حضوري ندوة «الاندماج والاستحواذ خيارنا الاقتصادي» التي أقيمت الأسبوع الماضي في غرفة تجارة الرياض، وأعدكم أن أتحدث عن هذه الندوة في مقال لاحق إن شاء الله.

* كاتب اقتصادي