على الرغم من الضغط الكبير الذي شكلته الأزمة المالية على قطاع الطيران، أكدت شركة «شل للطيران» أنها لا تزال تزود يوميا أكثر من 7 آلاف طائرة بالوقود، بمعدل طائرة كل 12 ثانية، وذلك في نحو 880 مطارا موزعة على نحو 70 بلدا.
وقال ريتشارد جوري، المدير العام الإقليمي لـ«شل للطيران» في الشرق الأوسط وجنوب ووسط آسيا وأفريقيا، إنه على الرغم من أن العام الحالي كان عاما صعبا بالنسبة لصناعة الطيران برمتها، فإن شركة «شل» واصلت تحسين موقعها وتعزيز مكانتها فيما يتعلق بالسلامة والحفاظ على الأمن والبيئة.
وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» أشار جوري إلى أن ارتفاع أسعار النفط عالميا أثر على كل المستثمرين في هذا القطاع، معتبرا أن ما ستقوم به «شل» في مقابل هذا الارتفاع هو الاستمرار في البحث عن طرق مبتكرة لخفض التكاليف بما لا يدع مجالا للشك، في الوقت ذاته أن المحافظة على الأمان في خدماتنا هي أولوية رئيسية..
إلى ذلك توقع جوري أن يكون أهم تطور مثير في المرحلة القادمة هو تحويل الغاز إلى سائل ليستخدم كوقود للطائرات وهو ما سيكون متاحا في الأسواق العالمية مع بدء العمل لشركة «شل بيرل» لتسييل الغاز المصنع ضمن شراكة مع شركة «قطر للبترول».
ولفت جوري، الذي مثل «شل» في معرض دبي للطيران 2009 إلى أنه وبعد مضي عامين على إطلاق شل لزيت التشحيم «أيروشل أسندر» (Aeroshell Ascender) في صناعة الطيران خلال «معرض دبي للطيران2007» وبعد الموافقة عليه باعتباره زيتا ذا قدرة أداء عالية حسب المواصفات الجديدة لزيوت تشحيم التوربينات الغازية، حقق المنتج مؤخرا تقدما ملحوظا نحو تسويقه التجاري الكامل من خلال الموافقة المتوقعة عليه من مؤسسة «محركات الطيران الدولية» (IAE) مستطردا «هذا المنتج انتقل الآن خطوة هامة أقرب إلى التسويق الكامل» وقد تم تطوير زيت «أيروشل أسندر» للاستعمال في أحدث جيل من المحركات التوربينية الغازية باعتباره منتجا منخفض التفحم وعالي التوافقية، حيث تعتقد شركة «شل» أن هذا المنتج سيتفوق على جميع المنتجات الأخرى الموجودة في السوق.
واعتبر جوري، أنها ستكون أول موافقة تجارية على استخدام زيت «أيروشل أسندر» في المحركات التوربينية، إذ سبق أن أبدت عدة شركات تشغيل في منطقة الشرق الأوسط اهتماما كبيرا بالفوائد التي يمكن أن تعود على عملياتها باستخدام زيت ذي قدرة أداء عالية من قبيل زيت «أيروشل أسندر». «كما يتم استخدام هذا الزيت أيضا في عدة محركات أخرى، من بينها محرك الاختبار «جنرال إلكتريك» الذي سيستخدم لبدء تشغيل طائرة بوينغ 787 «دريملاينر» الجديدة، وكذلك في محرك Alliance GP7200 الذي يشغل طائرة إيرباص A380 الجديدة. وفي وقت سابق أعلنت شركة «شل للتسويق (الشرق الأوسط) المحدودة» في دبي عن تجديد اتفاقية امتيازها الموقعة مع مطار دبي الدولي لتزويده بوقود الطيران.
والجدير بالذكر أن وجود «شل» في دولة الإمارات العربية المتحدة يرجع إلى 75 عاما، بينما تعود شراكتها مع مطار دبي الدولي في تزويد العملاء من شركات الطيران بالوقود إلى نحو 40 عاما. وبموجب شروط الامتياز، ستواصل «شل» إمداد العملاء بوقود الطائرات في مطار دبي، وبالتالي المساهمة في دعم النمو المستقبلي لإمارة دبي.
وعلق جوري على هذه الاتفاقية بالقول إنها «مهمة وتكتسب خصوصية إضافية معتبرا أن «شل» تنقل إلى عملياتها في مطار دبي الدولي كل خبراتها وتقنياتها وأفضل ممارساتها المهنية على مستوى العالم، وهي تدير حاليا حقول الوقود نيابة عن هذا القطاع» على اعتبار أن مطار دبي مركز عالمي رئيسي لمعظم شركات الطيران العالمية.
مضيفا أن «شل للطيران» تمد عملاءها بالوقود في عدة مطارات في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك مواقع في الإمارات وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، «كما أن وجودنا في الأسواق المجاورة مهم مثل الهند وباكستان». وفيما يتعلق بمستقبل سوق الطيران في ظل الأزمة المالية العالمية والتوقعات للربع الأول رجح جوي، أن يواجه سوق الطيران العالمي تحديات خلال الفترة القادمة، مبديا تفاؤله لارتفاع معدل النمو في قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط، وعلل هذا التفاؤل بأن المنطقة تمنح الكثير من المزايا لشركات الطيران وعملائها، ليس أقلها موقعها الجغرافي عالميا.