واشنطن تحث رجال الأعمال المسلمين على المشاركة في قمة لقطاع الأعمال

تطلعات عالية لإحداث «بداية جديدة» مع دول إسلامية من خلال جسور اقتصادية

TT

تحث واشنطن رجال الأعمال من الدول ذات الغالبية المسلمة على الاستعداد لحضور «القمة الرئاسية لريادة الأعمال»، التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه للعالم الإسلامي من القاهرة يونيو (حزيران) الماضي. وبينما يشدد مسؤولون أميركيون على أهمية هذه القمة، كنموذج لنتيجة ملموسة لخطاب القاهرة، ما زال الغموض يلف القمة التي لم يوضح بعد موعد محدد لعقدها أو الشخصيات الأميركية التي من المرتقب أن تحضرها.

وأفاد وكيل وزير التجارة الأميركي دينيس هايتاور بأن الهدف من القمة هو «تحديد كيف يمكننا تعميق العلاقات بين قادة الأعمال والمؤسسات ورجال الأعمال الاجتماعيين في الجاليات المسلمة والأميركية حول العالم». وأضاف أن القمة «ستعقد في واشنطن خلال فترة نحو يومين في وقت ما في بداية ربيع عام 2010». وأنها «تمثل فرصة لتسليط الضوء على دعم ريادة الأعمال الاجتماعية في الدول ذات الغالبية المسلمة، بالإضافة إلى الأقليات فيها وفي جاليات مسلمة حول العالم». وتشارك وزارة التجارة مع وزارة الخارجية الأميركية وكالة التنمية الدولية الأميركية «يو إس ايد» في إقامة القمة. وقال هايتاور إنه «يمكن ترشيح الوفود المشاركة من قطاع الأعمال أو الحكومات أو المؤسسات الأكاديمية أو مؤسسات ريادة الأعمال من خلال الجالية المسلمة، أو يمكن أن يرشح المرء نفسه».

ومن المرتقب أن تتم دعوة 150 شخصية من دول إسلامية عدة للمشاركة في القمة مع مشاركين أميركيين، لكن لم تحصل «الشرق الأوسط» على رد على استفسارات حول الجهات المشاركة من الطرف الأميركي. وفتح المجال أمام من يرغب في المشاركة في القمة أن يرشح نفسه أو أن يتم ترشيحه عبر موقع خاص بالقمة باللغة الإنجليزية. ومن اللافت أن الموعد النهائي لتقديم الترشيح هو يوم الثلاثاء المقبل، المصادف 30 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مع أن الكثير من الأوساط المهتمة بالأعمال والابتكار ليست على علم بطريقة الترشيح ولم تبلغ سفارات الدول ذات الغالبية الإسلامية في واشنطن عنها.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد تحدثت عن القمة خلال مشاركتها في منتدى المستقبل في المغرب، داعية المسؤولين العرب ومنظمات المجتمع المدني لترشيح شخصيات لها دور في عالم الأعمال. وقالت كلينتون: «الرئيس سيستضيف قمة لرجال الأعمال في واشنطن لجمع المركزين على إنشاء الشركات الصغيرة وتوسيع أعمالهم، وتحويل مواهبهم إلى مصدر رزق لدعم عائلاتهم».

وهناك أصوات تحذر من ربط الأعمال والاقتصاد بالدين أو الخلفية الدينية لرجل أو سيدة أعمال أو فكرة عمل معينة. وقال المستشار الاقتصادي ومدير مكتب الاقتصاد والتجارة في السفارة الأردنية في واشنطن فواز البلبيسي لـ«الشرق الأوسط» إن «عقد القمة مبادرة إيجابية وفريدة تستحق الدعم، ولكن لا بد من تجنب تسييسها أو ربطها بالدين حتى لا تترسخ الصورة النمطية لدى الأميركيين بأن منطقتنا مليئة بالتناقضات والتحديات»، مضيفا: «بل على العكس، أعتقد أن القمة لا بد أن تكون منتدى اقتصاديا بحتا هدفه بناء الجسور بين أصحاب الأعمال والتعريف بالفرص الاقتصادية الجاذبة والمتاحة في المنطقة حتى تسهم القمة في كسر الحواجز النفسية لدى الشركات الأميركية التي تنظر إلى العالم الإسلامي على أنه برميل بارود أو برميل بترول في أحسن الأحوال».

واعتبر البلبيسي أنه يجب أن «تشكل القمة فرصة لتسليط الضوء على النجاحات الجديدة في المنطقة، فهناك على سبيل المثال قطاع تكنولوجيا المعلومات والإنترنت الذي يعتبرا واعدا في المنطقة العربية، حيث إن هناك أكثر من 300 مليون مستهلك، يمثلون نحو 60 في المائة من مستخدمي الإنترنت يستخدمون المحتوى العربي، ولكن حتى الآن لم تنتبه الشركات الأميركية بجدية إلى هذا التطور». وأضاف: «لقد رأينا في الأردن كيف تنبهت (ياهو) العالمية لهذه السوق الواعدة، واستثمرت بشركة (مكتوب)، وهو الموقع الإلكتروني الأول للمحتوى العربي للإنترنت، وهناك مجال واسع للمزيد من هذه الاستثمارات».

وشدد البلبيسي على الجوانب المتعددة المفيدة لمثل هذه القمة، قائلا: «لنا مصلحة حيوية في العالم العربي لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الولايات المتحدة، فتدفق الاستثمارات والتبادلات التجارية يسهم في نقل التكنولوجيا وأساليب الإدارة الحديثة، كما يساعد دول المنطقة على الارتقاء بقوانينها ونظمها لتواكب المقاييس العالمية خاصة في قضايا تتعلق بالبيئة والعمالة وحماية الملكية الفكرية».

ومن جهته، قال رائد العمل حبيب حداد، الذي اخترع موقع «يملي» (من) إملا? الذي يحول تلقائيا أي كلمة عربية مكتوبة بالأحرف اللاتينية إلى اللغة العربية لتسهيل تصفح صفحات الإنترنت، إن «القمة تستطيع أن تساعد في جمع الشخصيات النافذة من الشرق الأوسط والولايات المتحدة والمغتربين العرب في الولايات المتحدة»، مضيفا: «بينما من الضروري جلب هؤلاء الشخصيات معا لمقارنة تجاربهم والخروج بمقترحات.. أعتقد أن التحدي الأساسي سيكون في الخروج بقرارات يمكن تنفيذها». واعتبر حداد أن «الهدف يجب ألا يكون فقط في مساعدة رجال الأعمال الحاليين، بل خلق رجال أعمال جدد، فخلق بيئة تساعد على ريادة الأعمال يستغرق وقتا، ويجب أن نحدد العوامل المهمة للشرق الأوسط من أجل إنشاء القنوات الصحيحة لها». (للاستفسار عن القمة أو الترشيح لها، يمكن زيارة (http://www.entrepreneurship.gov/summit).