الحجز

علي المزيد

TT

قرأت مثل غيري في صحيفة «الجزيرة» السعودية إعلانا مدفوع الثمن يقول: نؤمن لك حجزا مؤكدا من الرياض إلى جدة من تاريخ 7 ذي الحجة العام الهجري الجاري وحتى 12 من ذات الشهر ذي الحجة من ذات العام. ولمن لا يعرف فإن ذلك يعني تأمين حجز الطيران لأهم أيام الحج وقد تصل قيمة هذا الحجز إلى بضعة آلاف بدلا من بضع مئات، وقد قرأت مثل هذا الإعلان المدفوع الثمن وخط السير من بريدة (وسط السعودية) إلى جدة (غرب البلاد) وقد ترك المعلنان أرقام هواتفهم الجوالة. ويعنى ترك أرقام الجوال أن المعلن فرد وليس مكتب طيران أو وكالة سفر وسياحة. مثل ذلك يستنتج منه أن الخدمة بدأت تباع في السوق السوداء وهذا يدلل على عدم نجاح مقدم الخدمة في تقديم الخدمة بشكلها الصحيح أو أن هناك أمورا غير «سوية» لدرجة بيع مقاعد الطائرة في سوق سوداء. في وقت تطالب السوق أو المستفيدون من الخدمة بتطوير شركات الطيران العاملة في السوق السعودية خدماتها بحيث تقدم خدمات مخفضة الثمن في غير الموسم الرئيسي مثل بقية شركات الطيران في العالم، إضافة إلى الانضباط في توقيت الطيران واحترام الراكب في حالة تأخر الطائرة وتقديم الخدمة له على الأرض مثل تأمين الفندق والمواصلات وغير ذلك من الخدمات التي جرت العادة بتقديمها من قبل شركات الطيران لركابها في حالة الخطأ. فهل تتوقع أن ذلك ممكن أيها القارئ الكريم وأن تشاهد بيع المقاعد يتم في السوق السوداء؟

* كاتب اقتصادي