الأنظار موجهة إلى الأميركيين في اجتماع «التجارة العالمية» في جنيف

يعقد غدا.. ويعتبر أول اجتماع وزاري كبير للمنظمة منذ 4 سنوات

باسكال لامي رئيس منظمة التجارة العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

يشارك أكثر من مائة وزير غدا، الاثنين، في جنيف في أول اجتماع كبير لمنظمة التجارة العالمية منذ أربع سنوات ستكون الأنظار فيه متجهة إلى الأميركيين الذين ما زالوا مترددين بشأن المفاوضات التجارية. ورسميا، يهدف الاجتماع الوزاري السابع للمنظمة الذي يلي اجتماع هونغ كونغ في 2005، ويستمر ثلاثة أيام، إلى «دراسة سير» المنظمة العالمية. كما سيكون مناسبة لإطلاق «إشارات قوية إلى العالم أجمع حول مجمل قضايا منظمة التجارة العالمية»، بما في ذلك دورة الدوحة للمفاوضات لتحرير المبادلات التجارية، بحسب ما أوضح مؤخرا المدير العام للمنظمة، باسكال لامي. ولكن خلافا للاجتماعات السابقة من هذا النوع، ليست هناك أي محاولة متوقعة لإخراج المفاوضات الشاقة التي أطلقت في الدوحة في 2001 من المأزق. فبعد محاولات فاشلة كثيرة، فضل الفرنسي باسكال لامي تخفيض سقف الطموحات إلى أدنى حد. والحد الأقصى الذي يأمل في أن يتوصل إليه الاجتماع هو تعهد جديد من القوى الكبرى بإنهاء الدورة في 2010، وهو احتمال يبتعد يوما بعد يوم نظرا لشلل المحادثات. وعلى الرغم من ذلك، سيتدفق على المدينة الواقعة على بحيرة ليمان ممثلو الدول الكبرى في العالم، وبينهم المفوضة الأوروبية للتجارة، كاثرين اشتون، التي عينت مؤخرا وزيرة للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، والممثل الأميركي للتجارة رون كيرك. كما سيحضر الاجتماع وزيرا التجارة الصيني تشين ديمينغ، والهندي اناند شارما، ووزير الخارجية البرازيلي سيسلو اموريم. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تثير هذه المشاركة الكبيرة حيرة عدد من المراقبين، بينهم الاقتصادي في معهد «آي إم دي» في لوزان، جان بيار ليمان، الذي يرى أن اللقاء يشبه مسرحية شكسبير «جعجعة دون طحن». ويرى هذا الخبير أن المحادثات الثنائية الأكثر أهمية يفترض أن تجرى بتكتم في كواليس مركز المؤتمر الذي جهز للاجتماع. ويتابع أن المفاجأة الجيدة الوحيدة ستكون، في رأيه، أن تقدم الإدارة الأميركية الجديدة موقفا حازما في مواجهة مفاوضات الدوحة التي تعرقلها منذ أكثر من عام. وقال ليمان إن «الولايات المتحدة لم تكشف بعد عن سياستها التجارية، والجميع ينتظرون أن تعلن عن موقفها بشكل واضح في هذا الشأن». لكن دبلوماسيا غربيا قال، آسفا، إن واشنطن «لديها أولويات أخرى»، على ما يبدو، مثل إصلاح النظام الصحي والمناخ، وهما المسألتان اللتان تواجه الإدارة صعوبات في «تسويقهما» بسبب تحفظات الكونغرس.

إلى ذلك، أكد هذا الدبلوماسي أن تحرير المبادلات لم يكن يوما موضوعا يحتل أولوية لدى الديمقراطيين الأميركيين. ويضاف إلى كل هذه الأسباب التي تحد من الآمال في نتائج مهمة، مغادرة كاثرين اشتون، التي ما زال تعيين خلف لها بعيدا. وبينما تشهد التجارة العالمية أوضاعا صعبة، حيث يتوقع أن تتراجع بنسبة 10 في المائة في 2009، سيحرص لامي على الدفاع عن اتفاق في مفاوضات الدوحة من جديد. وتفيد دراسات بأن هذا الاتفاق يمكن أن يجلب حتى 700 مليار دولار للاقتصاد العالمي عبر رفع الحواجز الجمركية أمام آلاف السلع وإنهاء الدعم المالي للصادرات الزراعية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويقول لامي إن هذه الفوائد لا يمكن تجاهلها، خصوصا في أوقات الأزمات. إلا أن المنظمات غير الحكومية تستنكر ذلك ونظمت أمس، السبت، مظاهرات في جنيف أعقبتها مظاهرات أخرى خلال الاجتماع.