تزايد استثمارات شركات الشرق الأوسط في العراق

إيران وتركيا تعملان في هدوء لوجود أوسع عبر مشروعات متعددة

TT

في حين اقتنصت شركات غربية كبرى صفقات ضخمة في مجال الطاقة بالعراق، تعكف شركات إقليمية أصغر من إيران حتى تركيا في هدوء على بناء وجود أوسع هناك عبر ضخ مليارات الدولارات في مشروعات إسكان ومشاريع أخرى.

وبحسب «رويترز» زادت التعهدات من جانب الشركات للاستثمار في العراق فجأة مع تراجع العنف بشدة وطلب الحكومة المساعدة في إعادة البناء بعد سنوات من الحرب والعقوبات والعنف.

وقال مكتب «دنيا» فرونتير الاستشاري في تقرير إن المستثمرين أعلنوا عن مشروعات قيمتها 156.7 مليار دولار في العراق هذا العام لا يرجح أن تنفذ جميعها.

وتركز معظم الضوء على الاتفاقات الضخمة التي أبرمتها شركات نفطية كبرى مثل «أكسون موبيل» و«بي بي» لتطوير حقول نفطية، لكن التكلفة الأمنية المرتفعة ـ والتي تمثل 26 في المائة من التكلفة الإجمالية طبقا لأحد التقديرات ـ تردع الغربيين عن استثمار أموالهم في قطاعات أخرى.

وفي حين يزداد عدد المستثمرين الإيرانيين في نشاط السياحة الدينية، تهيمن شركات تركية على السوق في الشمال الكردي، وتظفر شركات خليجية يدير بعضها مغتربون عراقيون بصفقات إنشاء.

وقال محللون إن الشركات الشرق أوسطية ربما تكون معتادة بدرجة أكبر على العمل في البيئات الصعبة، ويمكنها بشكل أسهل التعامل مع الروتين والفساد في العراق.

وفي الوقت الذي لن تنفذ فيه معظم المشروعات الاستثمارية التي أعلن عنها في العراق على ما يبدو، إلا أن حضور الشركات الإقليمية يزداد وضوحا.

فالشركات التركية تستثمر في مشروعات في الشمال، وتعتزم إقامة مشروع تطوير متعدد الأنشطة في الجنوب بقيمة ثمانية مليارات دولار، في حين تعنى الشركات الإيرانية بالسياحة دعما للزوار الشيعة لمدينتي النجف وكربلاء، بالإضافة إلى مشروعات صناعية في البصرة في الجنوب.

وافتتح مستثمرون لبنانيون بنكا، ويعتزمون إنشاء مدينة سكنية ومشروع لمنتجات الألبان في الديوانية بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار، في حين يتطلع مستثمرون إماراتيون لإقامة مجمعات سكنية ومشروعات للبنية الأساسية.

وقال مكتب «دنيا» الاستشاري إن الإمارات برزت كأكبر مستثمر أجنبي في العراق هذا العام بتعهدات تبلغ 37.7 مليار دولار، تليها كوريا الجنوبية فالولايات المتحدة.

وبالنظر إلى الاتفاقات الأصغر تتضح بدرجة أكبر صورة الأطراف التي لها وجود أوسع في العراق.

وأضاف مكتب «دنيا» أن لبنان يتصدر قائمة الصفقات الاستثمارية التي تقل عن مليار دولار، تليه كوريا الجنوبية، فإيران، ثم الإمارات، ثم تركيا.