رياح البيع العاتية تضرب أسواق الأسهم العربية بسبب أزمة «دبي العالمية»

الطمأنينة تعود للأسهم الأوروبية وتغلق جميعها على ارتفاع

سوق مال دبي تضرر من موجة بيع قوية في أول يوم تداول بعد عيد الأضحى (أ.ف.ب)
TT

انزلقت أسواق المنطقة التي بدأت التداول أمس بحدة شديدة نتيجة لتلبد شاشات الأسواق بعروض بيع قوية في مقابل ندرة شديدة في طلبات الشراء، وذلك في ظل تردي معنويات المستثمرين من كافة الأسواق مع وقع الأخبار المتعلقة بإعلان دبي العالمية عن إعادة هيكلة مديونيتها.

بينما جاءت الأسواق في أنحاء أوروبا على النقيض إذ شهدت جميعها مكاسب قوية خلال جلسات أمس، متأثرة بأنباء إعادة هيكلة دبي العالمية لجزء كبير من ديونها، في الوقت الذي عاشت فيه عدة جلسات سلبية منذ بداية أسبوع التداول في أوروبا وأميركا، الذي تلقى آثار أنباء ديون دبي، في الوقت الذي كانت فيه أسواق المنطقة مغلقة لإجازة عيد الأضحى.

وبقيت حالة الذعر الكبيرة على حالها في سوق دبي خلال تداولات جلسة أمس والتي شهدت استمرار تدافع المستثمرين وبشكل جنوني على البيع للخروج من السوق خوفا من تحملهم خسائر أكبر في حال البقاء في السوق الذي فقد جاذبيته وانعدمت فيه تقريبا الطلبات على الأسهم إثر إعلان دبي العالمية عن إعادة هيكلة مديونيتها.

انخفضت أسهم عديدة قيادية في الحد الأعلى ومنها شركات العقار وسهم دبي المالي ودبي الإسلامي ليتراجع مؤشر السوق العام بواقع 108.88 نقطة أو ما نسبته 5.61 في المائة ليقفل مستقرا عند مستوى 1831.48 نقطة.

والجدير ذكره أنه عند مقارنة جلسة يوم أمس بالجلسة السابقة، نجد أنه يوم أمس شهدت الجلسة بعض الشراء والتجميع على أسهم منتقاة مع بدء إدراك البعض بأن الفرصة جيدة لبناء مراكز مالية على بعض الأسهم، وبخاصة تلك التي ليس لها أي علاقة مباشرة بدبي العالمية.

وشهدت الجلسة ارتفاعا كبيرا في قيم واحجام التداولات عند المقارنة بقيم واحجام الجلسة السابقة، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 367 مليون سهم بقيمة 403.6 مليون درهم نفذت من خلال 5192 صفقة، وارتفعت أسعار أسهم شركتين مقابل تراجع لأسعار أسهم 22 شركة واستقرار لأسعار أسهم شركتين.

لم تفرح السوق الكويتية كثيرا بتحسن أجوائها وبالمكاسب التي تحققت في الجلسات الأخيرة بعد سلسلة من التراجعات المؤلمة، حيث هوت بشدة مع بدء تعاملات جلسة يوم أمس على خلفية الأنباء القادمة من جارتها دبي، حيث شهدت الجلسة بيوعا قاسية طالت كافة أسهم السوق تقريبا.

وجاء على رأسها القياديات وبخاصة من أسهم المصارف التي هوت بشدة رغم إعلان مصرفين فقط أن لهما مطالب على دبي العالمية وشركة نخيل «تتمثل في سندات قيمتها 20 مليون دولار لصالح البنك الأهلي الكويتي على شركة نخيل و28 مليون دينار كويتي تسهيلات غير نقدية لبنك الخليج على شركة دبي العالمية تنتهي في يونيو (حزيران) 2010».

وتراجع مؤشر السوق العام بواقع 188 نقطة أو ما نسبته 2.71% ليقفل عند مستوى 6745.7 نقطة، وتراجع كل من وطني وبيتك واتصالات بواقع 60 فلسا لكل منها تلاها سهم اجيليتي بواقع 50 فلسا وزين بواقع 30 فلسا وصناعات بواقع 25 فلسا أما أسهم شركات الاستثمار التي تم عليها تداولات فتراجعت جميعها باستثناء تسهيلات الذي ارتفاع بواقع 10 فلوس والخليجي الذي ارتفع بواقع 5 فلوس.

ولم تتمكن بورصة قطر بأن تعزل نفسها عن محيطها في أول جلسة لها بعد إجازة العيد والتي نغصت على المستثمرين فيها خلالها الأخبار المتتالية المتعلقة بأزمة دبي، حيث أغلق المؤشر العام عند مستوى 6598.17 نقطة بخسائر بلغت بواقع 595.21 نقطة أو ما نسبته 8.27 في المائة.

وارتفعت قيم واحجام التداولات بشكل كبير بالمقارنة مع فترة طويلة سابقة، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 21.7 مليون سهم بقيمة 696.2 مليون ريال نفذت من خلال 7695 صفقة، وارتفع سعر سهم شركة واحدة مقابل تراجع لأسعار أسهم 41 شركة.

لم تكن أحوال السوق الأردنية أفضل كثيرا من الأسواق المحيطة خلال تداولات جلسة يوم أمس، حيث نالها ما نال البقية من تراجعات قوية في ظل هروب المستثمرين وخوفهم من تداعيات دبي العالمية على القطاع المصرفي الأردني، حيث هبط مؤشر السوق العام لمستوى 2525.62 نقطة بخسائر بلغت نسبتها 2.24 في المائة، وشهدت الجلسة قيم واحجام تداولات متواضعة، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 14.5 مليون سهم بقيمة 20.6 مليون دينار نفذت من خلال 5178 صفقة. وارتفعت أسعار أسهم 20 شركة مقابل تراجع لأسعار أسهم 118 شركة واستقرار لأسعار أسهم 8 شركات.

وأغلق مؤشر فاينانشيال تايمز 100 الرئيسي في بورصة لندن على ارتفاع نسبته 1.89 في المائة، ليكسب المؤشر 97.85 نقطة. وجاء كل من داكس في فرانكفورت وكاك 40 في باريس مرتفعين 110.23 نقطة عند 1.96 في المائة 77.21 نقطة عند 2.10 في المائة. وافتتحت وول ستريت التداول أمس أيضا على ارتفاع في التداولات الصباحية، إذ سجل داو جونز ارتفاعا نسبته 1.08 في المائة.