قروض بقيمة مليار دولار لموريتانيا لتطوير شركة «أسنيم»

تمويل هو الأول من نوعه.. سيوفر 1500 فرصة عمل

TT

وقعت موريتانيا مع مؤسسات تمويلية دولية متعددة على اتفاقية هي الأضخم من نوعها منذ استقلال البلاد، وتتمثل في قرض حجمه مليار دولار حصلت عليه الشركة الوطنية والمناجم «اسنيم» من أجل تنمية وتطوير نشاطاتها.

وتعتبر الشركة الوطنية للصناعة والمناجم «اسنيم» العمود الفقري للاقتصاد الموريتاني، منذ نشأتها في عهد الاستعمار الفرنسي 1952، وبعدما جرى تأميمها 1974م في عهد الرئيس الأول للدولة الموريتانية المختار ولد داداه.

وقد وقع الاتفاقية عن الجانب الموريتاني وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية ومحافظ البنك المركزي والمدير العام لشركة «اسنيم»، وعن الممولين ممثلون عن كل من البنك الإسلامي والتنمية، والبنك الأفريقي والتنمية، والبنك الأوروبي للاستثمار، إضافة إلى بنك سوسيتيه جنرال، والوكالة الفرنسية للتنمية، وبنك باري با، والبنك الفرنسي، إضافة إلى مجموعة بنكية دولية عاملة في مجال الاقتصاد والبيئة في ألمانيا وأوروبا.

وأشار وزير الاقتصاد سيدي ولد التاه، في كلمته بمناسبة التوقيع على الاتفاقية، إلى أن حصول هذا البرنامج في زمن وجيز على تمويل بهذا الحجم في ظل الأزمة المالية الاقتصادية العالمية، وفي محيط دولي يتميز بشح الموارد المالية، «يعكس ثقة شركائنا في التنمية ومؤسسات التمويل في الاقتصاد الموريتاني ومصداقية برنامج رئيس الجمهورية»، حسب قوله. وأضاف ولد التاه أن هذا المشروع يعتبر أكبر مشروع تشهده البلاد في تاريخها، على الإطلاق، سواء من حيث تمويله الإجمالي البالغ مليار دولار، أو ما سيتيحه من زيادة في الإنتاج والإنتاجية، موضحا أن المشروع سيشكل قاعدة صلبة لتطوير القطب المعدني في شمال وشمال غربي البلاد، مع فتح آفاق رحبة لشركات متعددة ومتنوعة.

وأوضح لوبي من البنك الأفريقي، باسم الممولين، أن مساهمة الشركاء الممولين في هذا المشروع تشكل مساهمة في دفع الجهود الرامية إلى دفع الاقتصاد الموريتاني في ظرف دولي يتميز بأزمة اقتصادية عالمية.

وسيمكن هذا التمويل من زيادة إنتاج الشركة بأربعة ملايين طن من الحديد الصلب سنويا، وخلق 1500 فرصة عمل، منها 500 بصورة دائمة ومباشرة، وبناء مصنع حديد لإثراء خدمات الحديد المغناطيسية، إضافة إلى إنجاز شبكة مائية جديدة، كما يتضمن التمويل بناء معدنيا جديدا يتوقع أن يكون من أضخم الأبنية في بلدان أفريقيا الغربية، مما يكفل للشركة تأمين صادراتها والتغلب على حاجياتها المستقبلية المتنامية في مجال شحن السفن.

وتأتي هذه التمويلات الجديدة بعد أكثر من عام على تخلي شركة «قطر ستيل» عن شراء حصة في مشروع لخام الحديد شمال موريتانيا، المعروف بمشروع «قلب العوج»، بما حجمه 1.2 مليار دولار، وعلى وعد المانحين الدوليين في نادي باريس بتقديم ملياري دولار لدعم التنمية في موريتانيا.