كشف لـ«الشرق الأوسط» فهيد الشريف، محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه في السعودية، أن المؤسسة ستطرح مشروع محطة رأس الزور للإنتاج المشترك أمام المستثمرين غدا السبت، مؤكدا أن المشروع العملاق سينفذ بتمويل حكومي.
وقال الشريف، إن مؤسسة تحلية المياه ستعطي للمستثمرين مهلة حتى الـ20 من مارس (آذار) المقبل لتقديم عروض تنفيذ المشروع، بينما ستفتح مظاريف العروض في الـ21 من الشهر ذاته، فيما توقع أن تأخذ مهلة 3 أشهر تقريبا لدارسة العروض ثم ترسية المشروع، حيث يتوقع أن يتم مع بداية النصف الثاني من عام 2010.
وأوضح محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه، أن المشروع الذي سينتج 2400 ميغاوات من الكهرباء و1.025 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سيدخل مرحلة الإنتاج في عام 2013.
وقال الشريف، إن التوقعات تشير إلى انخفاض كلفة تنفيذ المشروع، حيث انخفضت أسعار المواد الأولية في مشاريع نفذتها المؤسسة مرافقة للمشروع بنسب وصلت إلى 45 في المائة، كما انخفضت كلفة الأيدي العاملة بنسبة 20 في المائة، مضيفا أن الكلفة الأولية للمشروع التي قدرت بـ9 مليارات دولار، كانت تأخذ في الحسبان أن المشروع سينفذ بطريقة (BOT) وهي الإنشاء والتشغيل لمدة 20 سنة من قبل المستثمرين وكذلك الصيانة.وأضاف الشريف، أن أسعار الكهرباء والماء تعهدت المؤسسة بشرائها من المشروع، موضحا أن التغيير الذي حدث للمشروع في حالته الراهنة هي تنفيذه بطريقة (ABC) وهي الإنشاء وشراء المواد والتنفيذ فقط، بينما ستقوم المؤسسة بعملية التشغيل والصيانة. يشار إلى أن المؤسسة ذكرت في فترة سابقة أن المشروع جذب 140 شركة وعلل الشريف هذا العدد من الشركات لأن المشروع للإنتاج المشترك (الكهرباء والماء).
وحول تخصيص المؤسسة العامة لتحلية المياه، قال فهيد الشريف لـ(الشرق الأوسط)، إن المؤسسة انتهت من الصيغة النهائية لنظام الشركة القابضة وتتم مراجعته قبل رفعه إلى المجلس الاقتصادي الأعلى قبل نهاية العام الحالي.
يشار إلى أن السعودية تعتبر أكبر دولة في العالم من حيث اعتمادها على تحلية مياه البحر للحصول على احتياجاتها المائية، إذ تشكل التحلية ما نسبته 40 في المائة من المصادر المائية في البلاد. يأتي ذلك فيما يقدر مستثمرون حاجة السعودية إلى ما يقارب 50 مليار دولار كاستثمارات في إنتاج المياه المحلاة خلال العشر سنوات المقبلة، في وقت تستهلك المملكة حاليا ما يقارب 2.5 مليار متر مكعب من المياه و1.1 مليار متر مكعب مصدره محطات التحلية الواقعة على الساحلين الشرقي والغربي. وتسعى الحكومة السعودية إلى تنفيذ مشروع رأس الزور لتغذية احتياجات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وشركة الكهرباء وشركة «معادن». وكان المشروع قد طرح في فترة سابقة تحت مسمى مشاريع القطاع الخاص مثل مشروع «الشعيبة 3» ومحطة «الشقيق 2»، إلا أن تكلفته العالية، التي بلغت 9 مليارات دولار، وقفت حاجزا أمام تنفيذه من قبل الشركات والائتلافات التي تقدمت للمشروع، حيث واجه الائتلاف الذي فاز بالمشروع بعض المشكلات المالية مع الشركات، عند ذلك رأت الحكومة أن من المصلحة أن تقوم بإنشائه لارتفاع تكلفة التمويل. ويخصص إنتاج مشروع محطة رأس الزور من المياه المحلاة، الذي يبلغ 1.025 مليون متر مكعب، منها 25 ألف متر مكعب لشركة «معادن»، ومليون متر مكعب ستغذي منطقة الرياض والنعيرية وحفر الباطن والقيصومة والخفجي، في حين يبلغ إنتاج الطاقة الكهربائية من المشروع 2400 ميغاوات يوميا، منها 1350 ميغاوات لشركة «معادن»، بينما خصص 1000 ميغاوات للشركة السعودية للكهرباء و50 ميغاوات للصناعات التحويلية في رأس الزور. وقد تم ترسية عقود تصنيع وتوريد وتنفيذ أنظمة نقل مياه رأس الزور الرياض مع مجموعات شركات سعودية وعالمية بقيمة 9 مليارات ريال (2.4 مليون دولار) وتشمل تصنيع وتوريد وتنفيذ 900 كيلو متر من الأنابيب مع إنشاء محطات الضخ والمحطات الطرفية والخزانات والمرافق التابعة لهذا المشروع ومدة التنفيذ كاملا (36) شهرا.