العمالة الآسيوية لم تشعر بعد بأثر أزمة ديون دبي

لا توجد تغييرات لحجم تحويلات الهنود في شبه الجزيرة الهندية

يمثل مواطنو شبه الجزيرة الهندية أكثر من نصف عدد سكان دبي (أ.ف.ب)
TT

يصيح رئيس عمال فيتنامي موجها أوامره لعمال آسيويين يكملون برجا سكنيا من 30 طابقا في دبي غير متأثرين فيما يبدو بأزمة ديون الإمارة.

ويقول الرجل (29 عاما) الذي قال إن اسمه باك: «لست قلقا. أعمل في أبوظبي ودبي منذ ست سنوات. أعتقد أن مستقبل دبي جيد».

وفي الأسبوع الماضي، أثارت دبي ـ التي عرفت الازدهار يوما وكانت رمزا للمشروعات العقارية المترفة التي شيدها عمال أجانب ـ المخاوف في الأسواق العالمية عندما طلبت تأجيل المطالبة بسداد مليارات الدولارات من الديون المستحقة على شركات حكومية لمدة ستة أشهر.

وتأثرت دبي بشدة بالأزمة الاقتصادية العالمية التي أدت إلى انخفاض أسعار العقارات بنسبة 50 في المائة في أكثر قليلا من عام. وتم الاستغناء عن آلاف من العاملين الأجانب أو إجبارهم على الرحيل.

وأوضحت وكالة «رويترز» في تقرير لها من دبي أن العمال الآسيويين الذين يشكلون معظم العمالة الأجنبية في دبي يخشون من تزايد احتمالات فقد وظائفهم في الأزمة العالمية، لكنهم حتى الآن لا يأبهون بأزمة ديون الإمارة.

يقول حسين بابا، العامل الهندي في وكالة للإعلان، «فيما يمر إماراتيون يلوحون بالأعلام ويطلقون أبواق سياراتهم احتفالا بالعيد الوطني للبلاد «قالوا إنهم سيأجلون الدفع ولم يقولوا إنهم لن يدفعوا».

ويضيف حسين (37 عاما) «لا أشعر بالقلق. إنه مجرد ضجيج. التباطؤ موجود في مختلف أنحاء العالم. هذا هو عامي الثاني عشر في دبي. لا أظن أنني سأجد مكانا أفضل للعيش فيه».

ويمثل مواطنو شبه الجزيرة الهندية أكثر من نصف عدد سكان دبي الذي يشهد نموا سريعا ويقدر حاليا بنحو 1.7 مليون نسمة يشكل الإماراتيون نسبة 10 في المائة فقط منه.

ولم تؤد الأنباء عن مشكلات ديون دبي إلى خفض يذكر في أعداد العمال الآسيويين المحتشدين أمام مكاتب الصرافة لتحويل النقود لأسرهم في حي السطوة الذي يتركز فيه الآسيويون والمكتظ بالمطاعم ومتاجر القماش.

وقال سودهير كومار شيتي، مدير العمليات في (يو ايه إي إكستشنج) أحد أكبر مكاتب الصرافة في البلاد التي تمتد فروعها إلى مناطق أخرى بمنطقة الخليج وخارجها، إن التحويلات من دبي انخفضت بصورة طفيفة، لكن تحويلات إضافية من إماراتي أبوظبي والشارقة عوضت المسألة.

وأضاف «لم نشهد أي تغيير في حجم التحويلات منذ الإعلان عن أخبار (تجميد سداد الديون). وطالما استمر المغتربون في العمل فإنهم سيواصلون تحويل مدخراتهم». وما زال الكثير من سائقي سيارات الأجرة في دبي الذين يعملون بنظام العمولة يحولون ما يصل إلى نصف مكاسبهم إلى وطنهم.

يقول ريشام تابا سائق سيارة أجرة من نيبال «أكسب عادة ما يصل إلى 3500 درهم إماراتي (950 دولار) شهريا. أحول نحو 2000 درهم شهريا لأبويّ وأخي الأصغر وزوجتي وابني. لكن هذا لا يسعدني أريد أن أكون معهم».

ويوم الأربعاء قال بنك «إتش دي إف سي» ومقره مومباي في تقرير إن مشكلة ديون دبي قد تؤثر في نهاية المطاف على تحويلات المغتربين إلى الهند.

وذكر التقرير أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل ما بين 10 و12 في المائة من إجمالي التحويلات الخاصة إلى الهند أي ثلاثة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وذكر جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين لدى البنك السعودي الفرنسي ـ كريدي أجريكول غروب في الرياض «شهدنا بالفعل أول دفعة من فقد الوظائف في دبي نتيجة الأزمة العالمية. فقد الهنود وظائفهم وقلت تحويلاتهم».

وتابع «لم نر تأثير أحدث التطورات بعد لكن فقدان الثقة قد يستمر وسوف يؤثر ذلك على التحويلات».

وفي الوقت الحالي يعيش العمال الآسيويون هنا اليوم بيومه. وقالت موظفة في بنك تدعى فارشا «أصابتنا الأخبار بالقلق. ربما نفقد وظائفنا لكنني أستيقظ في كل صباح وأقول الحمد لله.. لا يزال امامي يوم آخر».