قادة الصين يحددون سياسة اقتصادية حذرة للعام المقبل

مواطنو هونغ كونغ يشعرون بسعادة أكبر بعد مرور عام على الأزمة الاقتصادية

دعت القيادة الصينية إلى ضرورة تغيير نموذج التطوير الاقتصادي الصيني (أ.ف.ب)
TT

وضع قادة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، أمس، سياسة اقتصادية حذرة بهدف مواصلة النمو السريع العام المقبل وإعادة توازن الاقتصاد كي يعتمد على الإنفاق المحلي والتطوير بشكل أكثر استدامة.

وقال الرئيس الصيني هو جينتاو وزعماء آخرون إنهم يخططون «للدفع قدما بعملية تغيير نموذج التطوير الاقتصادي العام المقبل مع الاحتفاظ بنمو اقتصادي سريع نسبيا ومستقر». وذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية الرسمية أن الزعماء اتفقوا في تصريحات أعقبت المؤتمر السنوي المركزي للعمل الاقتصادي على أن الأزمة المالية العالمية «عززت ضرورة تغيير نموذج التطوير الاقتصادي الصيني».

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن المشاركين في المؤتمر أكدوا ضرورة أن «تركز الحكومة بشكل أكبر على الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية وتحسين جودة وكفاءة النمو الاقتصادي في عام 2010».

ونقلت الوكالة عن بيان القادة أن الصين سوف تواصل «تبني سياسة مالية استباقية واتباع سياسة نقدية مرنة بشكل معتدل» والعمل من أجل تحسين جودة النمو.

وأحرزت الصين بالفعل بعض التقدم في إعادة التوازن لاقتصادها بعيدا عن اعتمادها الطويل على التجارة والاستثمار الأجنبي من خلال تشجيع الإنفاق وتمويل برامج الرفاهية الاجتماعية، حسب بيانات البنك الدولي.

لكن البنك حث الحكومة على تسريع الإصلاحات التي يراها ضرورية للاحتفاظ بنمو كبير خلال السنوات القليلة المقبلة.

وتسبب النجاح الواضح لحزمة الحكومة للتحفيز الاقتصادي والبالغ قيمتها 4 تريليونات يوان (590 مليار دولار) في توقع معظم المحللين الدوليين.

كما توقع معظم المحللين تراجع معدل النمو بشكل طفيف إلى نحو 8 في المائة العام المقبل.

وعلى صعيد آخر أوضح استطلاع في هونغ كونغ أمس الاثنين أن مواطني هونغ كونغ أكثر سعادة مما كانوا عليه منذ عام بعد أن علمهم التدهور الاقتصادي أن الحصول على المال ليس أهم شيء في الحياة.وأظهر «مؤشر السعادة» السنوي الذي تجمع بياناته جامعة لينجنان أن مواطني هونغ كونغ البالغ عددهم 7 ملايين نسمة سجلوا نسبة 70 في المائة فيما يتعلق بالسعادة أي أعلى بنسبة طفيفة عن العام الماضي.

وقال هو لوك سانغ، مدير مركز الدراسات السياسية العامة بالجامعة، إن أي نسبة أعلى من 50 في المائة تعنى أن المواطنين سعداء بصورة عامة. وأضاف سانغ لإذاعة «آر.تي.إتش كيه» الحكومية «إن أحد أسباب ذلك هو تحسن الوضع الاقتصادي» كما قال إن تجربة التدهور الاقتصادي مثلت عاملا أيضا.

وأظهر الاستطلاع نفسه العام الماضي والذي أجري خلال ذروة التدهور الاقتصادي في هونغ كونغ التي كانت تمر بمرحلة ركود أن الفقراء كانوا أكثر سعادة في الوقت الذي كان فيه الأغنياء أكثر تعاسة. وتوضح نتائج الاستطلاع أن الفقراء ليس لديهم الكثير ليخسروه كما أنهم ربما يشعرون ببعض السعادة في رؤية الأغنياء يخسرون.

ولقد اشترك في الاستطلاع السنوي أكثر من 800 شخص في المستعمرة البريطانية السابقة المشهورة بتكاليفها العالية والفجوة بين الأغنياء والفقراء بها.