أمير قطر يدعو إلى ربط أسعار الغاز والنفط لتحقيق التعادل بينها

وكالة الطاقة: سعر النفط فوق 70 ـ 80 دولارا يهدد الانتعاش

TT

دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمس إلى ربط أسعار الغاز والنفط لتحقيق التعادل بينها، إذ إن ارتفاع أسعار الخام مؤخرا لم يرافقه ارتفاع مماثل في أسعار الغاز.

وقال الشيخ حمد «بعد الانخفاض الحاد في أسعار الغاز وأسعار النفط، فإن الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط خلال هذا العام لم يقابله ارتفاع مماثل في أسعار الغاز، ونجم عن ذلك أن سعر الوحدة الحرارية من الغاز أصبح أقل بكثير من سعر مثيلتها من النفط».

وكان أمير قطر، الذي تملك بلاده ثالث أكبر احتياطي للغاز في العالم وتعد أكبر مصدر للغاز المسال، يتحدث في افتتاح الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى الدول المصدرة للغاز بحضور وزراء الطاقة والغاز من الدول الـ12 التي تشكل المنتدى، إضافة إلى ثلاث دول تحظى بصفة مراقب.

وأعرب أمير قطر عن الأمل في «أن يكون هذا الوضع مؤقتا»، إلا أنه اعتبر أنه «بصرف النظر عن مدته لا بد لأعضاء هذا المنتدى أن يحللوا الأسباب التي أدت إلى هذا الانفصام بين السعرين، والعمل معا على إعادة الترابط بين أسعار الغاز وأسعار النفط وتحقيق التعادل بينها».

ودعا أمير قطر إلى جعل منتدى الغاز «من أهم التنظيمات التي تعنى بشؤون الغاز وبتنظيم تجارته».

كما دعا إلى أن «تتماشى القرارات التي يتخذها هذا المنتدى مع الطموحات التي عقدناها عليه يوم تأسيسه»، وإلى تكثيف الحوار بين المنتجين والمستوردين وعدم «اتخاذ إجراءات أحادية».

من جهته، قال وزير الطاقة والصناعة القطري عبد الله بن حمد العطية «إن الغاز لا يعامل بإنصاف من حيث تسعيره مقارنة بالنفط، وما نطلبه هو المساواة، ولا يمكن التمييز ضد وقود أخضر ونظيف ويحتاجه الجميع».

وأضاف في ختام الاجتماع الوزاري لمنتدى الدول المصدرة للغاز «بالرغم من مميزات الغاز فإنه لا يعامل معاملة جيدة، وسيتم النقاش مع الدول المستهلكة للتعاون حول هذا الموضوع».

وتوقع العطية ازدياد الطلب على الغاز الطبيعي، وقال «إن استهلاك الغاز الطبيعي سوف يزداد بسب ازدياد الطلب وسوف يكون أعلى بكثير».

وانتخبت الدول الأعضاء في المنتدى الذي يضم كبار مصدري الغاز في العالم مثل روسيا وإيران وقطر والجزائر وفنزويلا، أمينا عاما للمنتدى الذي مقره الدوحة.

وقال رئيس مؤسسة النفط الوطنية الليبية شكري غانم للصحافيين إن «الوزراء انتخبوا النائب الأول لرئيس شركة (ستروي ترانس غاز)، الروسي ليونيد بوخانوفسكي، أمينا عاما لمنتدى الغاز بالإجماع».

وأضاف غانم أن «اختيار شخص من روسيا سيقوي دور المنظمة»، مؤكدا بدوره أيضا أن من الأمور المطروحة على أجندة الاجتماع «ربط سعر الغاز بسعر النفط».

وأوضح العطية من جهته أن انتخاب المرشح الروسي ليونيد بوخانوفسكي لمنصب الأمين العام لمنتدى الغاز تم بالتزكية. وأضاف «كان لدينا ستة مرشحين، وبعد نقاش قصير جدا تم انتخاب المرشح الروسي بالتزكية».

وأوضح أن ولاية الأمانة العامة تستمر عامين وهي قابلة للتجديد، مضيفا «لكنها لن تتم بالتناوب بين الدول الأعضاء»، معتبرا أن «اليوم هو يوم تاريخي للمنظمة، ويوم ميلادها الحقيقي». وقال العطية إن الاجتماع المقبل للمنتدى سيعقد في مدينة وهران الجزائرية في 19 أبريل (نيسان).

وفي اسطنبول، قال فاتح بيرول، كبير الاقتصاديين بوكالة الطاقة الدولية، أمس، إن سعر النفط قد يفرض مخاطر على انتعاش الاقتصاد العالمي إذا تجاوز نطاقا بين 70 و80 دولارا للبرميل. وأوضح في لقاء مع وكالة «رويترز» للأنباء أن المستويات الحالية لأسعار النفط جيدة للاستثمار.

وارتفعت أسعار النفط إلى أكثر من مثليها بعد أن سجلت مستويات متدنية قاربت 30 دولارا للبرميل نهاية عام 2008 لتصل إلى نحو 75 دولارا للبرميل، وذلك في ظل ترقب المستثمرين لبوادر انتعاش اقتصادي قد يعزز الطلب على النفط. وجرى تداول النفط بسعر 73.79 دولار للبرميل في معاملات أمس.