خالد الفيصل: مؤسسة الفكر العربي حريصة على تلاحم القطاعين الرسمي والأهلي

تحت شعار «شركاء من أجل الرخاء»

TT

اختُتمت أمس في الكويت فعاليات المؤتمر السنوي الثامن لمؤسسة الفكر العربي، تحت شعار «التكامل الاقتصادي العربي، شركاء من أجل الرخاء»، وهو المؤتمر الذي افتتحه أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أول من أمس.

وحضر حفل الافتتاح رئيس مؤسسة الفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، بحضور ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ورئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد، ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، وكبار الشيوخ والمسؤولين بالدولة.

وشكر رئيس مؤسسة الفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الكويت «أميرا وحكومة وشعبا على مواقفها الداعمة لمؤسسة الفكر العربي منذ نشأتها والتشجيع على قيامها حين كانت المؤسسة مجرد فكرة تراوح في محضنها»، ومشيدا بتغطية الكويت لكونها الدولة المضيفة، وللمرة الأولى على المستوى العربي، كامل نفقات المؤتمر السنوي للمؤسسة.

وبيّن الأمير خالد الفيصل في كلمة الافتتاح أن الدائرة العربية الرسمية استجابت لأهمية الاقتصاد، فاستضافت دولة الكويت أول قمة اقتصادية عربية مطلع هذا العام، تناولت بالتفصيل كل الشؤون الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية، وخلصت إلى مجموعة من التوصيات الجيدة التزم القادة العرب بتفعيلها كل على ساحته، كما تستعد القاهرة لاستضافة الدورة الثانية من القمة الاقتصادية العربية ربيع عام 2011 حيث من المتوقع أن يتجه جدول أعمالها إلى المراجعة وتحديث الرؤى على ضوء ما تم إنجازه والمستجدات المحلية والعالمية.

وأكد الأمير خالد أن مؤسسة الفكر العربي حرصت على إحياء ثقافة التلاحم بين القطاعين الرسمي والأهلي على المستوى العربي للدخول إلى ساحة التنمية وتحدياتها مجتمعين، وطرحت «التكامل الاقتصادي العربي.. شركاء من أجل الرخاء» عنوانا موحيا لمؤتمرها السنوي الثامن على أمل أن يشكل همزة الوصل بين القمتين العربيتين لتحقيق صالح الأمة.

وخلال جلسة دور الشباب في رسم المستقبل العربي، أكد النائب الأول للرئيس للعلاقات الصناعية ممثل شركة «أرامكو السعودية» عبد العزيز الخيال، أن ما يتميز به سكان العالم العربي هو حجم الثروة الشبابية فيه، حيث ارتفاع نسبة الأجيال الشابة بينهم مقارنة بالعديد من الدول المتقدمة التي تتزايد نسبة المسنين بين سكانها، مبينا أن نحو 60 بالمائة من سكان السعودية على سبيل المثال هم تحت سن الثلاثين.

وأشار إلى أن بعض الدراسات حول الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ذكرت أن عدد الرجال والنساء في الفئة العمرية من 20 إلى 24 سنة يزداد بواقع نصف مليون شخص سنويا، وتشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2020 سيبلغ تعداد سكان العالم العربي 500 مليون نسمة نصفهم من الشباب.

واستعرض الخيال تجربة «أرامكو السعودية» للاستثمار في الشباب حيث تبعت استراتيجية تتألف من ثلاثة محاور: «تأسيس فهم مشترك مع الأجيال الشابة، وبناء مهارات العمل وسلوكيات النجاح، وتوفير بيئات محفزة للطاقات المبدعة»، كما أشار إلى قيام «أرامكو السعودية» بإجراء بعض الدراسات كي تتمكن من فهم الأجيال الشابة بشكل أكبر وتفعيل مشاركتهم في البرامج المختلفة، مستنتجا أن نسبة 45 في المائة من الشباب يفضلون دراسة موضوعات تتعلق بالكومبيوتر والتقنية والمجالات الهندسية، والغالبية يفضلون قضاء وقت الفراغ في الإنترنت بنسبة 56 في المائة مقارنة بالقراءة والكتابة بنسبة 32 في المائة.

وأضاف الخيال أن «الدراسات تشير إلى أن نحو ثلاثة أرباع الشباب يمتلكون نظرة إيجابية ويعتقدون أن أوضاعهم ستكون أفضل خلال السنوات الخمس المقبلة وأن بلادهم ستكون مكانا أفضل لهم على مدى العقد القادم، كما أن الأفكار الشائعة تعتبر النجاح المادي هدفا من أغلى أهداف الشباب، وأن 65 في المائة من الشباب في المملكة الذين شملتهم الاستطلاعات قالوا إن المعنى الحقيقي للحياة لا يتمثل في جمع المال إنما في مساعدة الآخرين.

وأكد الخيال أن الشباب السعودي والشباب العربي يتمتعون بشعور قوي بالذات، ويستمدون هذا الشعور إلى حد كبير من فخرهم بهويتهم الإسلامية التي اعتبرها 70 في المائة منهم المصدر الأول للفخر، وهو ما سيمكنهم من التفاعل والانفتاح على المستوى العالمي دون أن يفقدوا هويتهم الخاصة.

وكشف عن تطوير «أرامكو السعودية» مشروع عملاق يركز على جيل الشباب لتحقيق التميز الفكري والثقافي عبر بيئة إبداعية مساندة ومحفزة وهو مشروع مركز الملك عبد العزيز للإثراء المعرفي، كما تعتز الشركة ببنائها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي افتتحت قبل شهرين، التي ستوفر لجيل المستقبل بيئة محفزة للإبداع العلمي والتقني.

ومن ناحية أخرى أكد رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية صالح كامل أن «البنوك الإسلامية الحقيقية بمنأى عن الأزمات، أما التي بمسمى دون المضمون فستتعرض للمشكلات التي تمنعها من المضي قدما في طريقها». وأضاف كامل في تصريح صحافي على هامش مشاركته بمؤتمر الفكر العربي الثامن الذي افتتح أعماله أمس في الكويت أن «نظرة المستثمرين ستتغير في العالم، وستخرج الاستثمارات الطفيلية مثل الاستثمارات في البورصة لتفسح المجال أمام الاستثمارات الجادة التي تعود بالنفع على المنطقة».

وشدد على حاجة الدول العربية إلى تشريعات جاذبة لاستقطاب الاستثمارات نظرا إلى ما تمتلكه من موارد وكوادر بشرية تؤهلها لاستعادة مكانتها على المستوى الدولي، لكن على الرغم من قدرة الدول العربية على توفير هذا المناخ، إلا أن هناك بعض القوانين الروتينية والفساد الإداري اللذين ينخران في جسد الكيانات الاقتصادية العربية، مما يحول دون تحقيق هذه القدرات.