المخاوف الأمنية في العراق لم تثنِ شركات النفط العالمية

تدافعت للحصول على حصة من «كعكته النفطية» الكبيرة

TT

حققت شركات النفط العالمية إنجازا كبيرا هذا الأسبوع عندما شاركت في مناقصة لتطوير حقول كبرى جرت في مقر وزارة النفط العراقية خارج المنطقة الخضراء شديدة التحصين وذلك رغم أن مسؤوليها شقوا طريقهم إلى الوزارة في عربات مدرعة يحيط بها حراس أشداء. واستطاع مسؤولون من 35 شركة نفطية عالمية حضور جولة ترسية العطاءات التي استمرت يومين في وسط بغداد ـ حيث ما زالت آثار ست سنوات من التفجيرات الانتحارية والهجمات الدموية الأخرى ماثلة ـ في مؤشر على تحسن الأوضاع الأمنية في العراق بشكل كبير. لكن العراق، بحسب «رويترز»، ما زال مكانا يحفه الخطر إذ قتلت تفجيرات ما يصل إلى 112 شخصا في أنحاء مختلفة من العاصمة قبل مناقصة وزارة النفط بأيام قليلة، ورغم ذلك أظهرت كبرى شركات النفط أنها مستعدة لتحمل مخاطر العمل في العراق للحصول على بعض من احتياطياته الضخمة التي يسهل استخراجها. وقال مسؤول في مجال الأمن الخاص طلب عدم نشر اسمه: «سيرفع ذلك من مكانتهم وهم يأخذون في سبيل ذلك مخاطرة كبيرة». وستبذل الشركات النفطية التي اعتادت العمل في مناطق نائية أو تحفها المخاطر أقصى ما في وسعها لضمان أن لا تصبح منشآتها أو موظفوها أهدافا للمقاتلين الذين يواصلون هجماتهم رغم الضعف الذي نالهم. ولم يكن أحد ليتوقع اجتماع مثل هذا الكم من الدبلوماسيين أو المسؤولين الأجانب خارج المنطقة الخضراء في أكثر السنوات عنفا منذ 2003. وحتى اليوم لا تزال تحركات كثير من المسؤولين الأجانب محصورة في شوارع المنطقة الخضراء الشاسعة التي أصبحت مثل القلعة فلا يزورون باقي أنحاء بغداد إلا تحت إجراءات أمنية مشددة. لكن مع تراجع وتيرة العنف في آخر 18 شهرا بدأت السفارات فتح أبوابها ووسعت وكالات الأمم المتحدة نطاق عملها وبدأت شركات نفط أجنبية ممارسة أعمالها دون لفت الأنظار. وقال منير بوعزيز وهو مسؤول كبير بشركة «رويال داتش شل»: «الأمن عنصر مهم جدا»، وأضاف: «لم أكن لأفعل أي شيء ما لم أكن متأكدا من أن لدينا جميع التدابير. نحن في البصرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2008. قمنا بالعمل وزرنا مواقع، لذا فقد علمنا الكثير عن الحالة الأمنية. الأمن يتعلق بالسلوك والعلاقات». ووضعت «شل» خطة لتدعيم علاقاتها بالمجتمع من خلال تعيين عراقيين في وظائف معينة وبناء مدارس ومستشفيات ومحاولة حشد تأييد محلي. ومن المؤكد أن شركات أخرى ستحذو حذوها. كما تتعاقد شركات النفط مع شركات أمنية خاصة تساعدها على مواجهة المخاطر فتوفر لهم الحرس الشخصي والكلاب المدربة على اكتشاف القنابل والحماية من القنابل المزروعة على الطرق وغير ذلك الكثير. كما سيقدم المتعاقدون المشورة بشأن الطريقة التي يمكن للشركات بها مواجهة تحديات مثل العثور على نظام رعاية صحية جيد أو التفاوض بشأن ما يصاحب العمل في العراق من مخاطر سياسية كبيرة.