الخطوط البريطانية تواجه 12 يوما من الإضراب خلال فترة الأعياد

خسارة الشركة قد تصل إلى أكثر من 500 مليون جنيه.. وإلغاء رحلات مليون مسافر

الموظفون أعلنوا عن الإضراب بعد أن قامت الشركة بإجراء تغييرات في شروط العمل (تصوير: حاتم عويضة)
TT

تواجه الخطوط الجوية البريطانية «بريتيش ايرويز» أزمة حقيقية بعد أن صوت طواقم طائراتها على الإضراب لمدة 12 يوما، ابتداء من 22 ديسمبر (كانون الأول) ولغاية الثاني من يناير (كانون الثاني) 2010. وفي حال أصر الطواقم على بدء إضرابهم، فسوف تقع الشركة في خسارة مالية تصل إلى أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني، وتعتبر هذه الفترة من أكثر الفترات ازدحاما في مطارات لندن مما سيؤدي إلى إلغاء حجوزات مليون مسافر مع الشركة التي ستضطر بالتالي إلى دفع تعويضات للمسافرين أو الاستعانة بشركات طيران أخرى، وهذا الأمر لا يمكن التعويل عليه كثيرا لأن معظم المقاعد في باقي شركات الطيران محجوزة فترة أعياد الميلاد ورأس السنة. وبدأت الخطوط الجوية البريطانية بعد ظهر أمس حملة قانونية لحماية عملائها من الإضراب، ووجهت رسالة إلى «يونايت» تدعوها فيها إلى التراجع عن قرارها، وتقوم الشركة بكل ما بوسعها قانونيا لإيقاف قرار الإضراب، وأعطت الشركة «يونايت» مهلة لغاية الساعة الثانية من بعد ظهر أمس، بعد أن وجدت عدة مخالفات في تصويت الموظفين الـ13 ألفا من طواقم الطائرات، مما يجعل قرار «يونايت» غير صالح. ولم تتحرك «يونايت» ولم تتراجع عن قرارها مما اضطر الشركة إلى الحصول على أمر قضائي من المحكمة تقاضي بموجبه الموظفين المعنيين.

وفي تعليق لويلي وولش الرئيس التنفيذي للخطوط البريطانية، حذر من عواقب الإضراب، مشيرا إلى خطورته المالية على الشركة التي تعاني ماديا في الأصل في خضم الأزمة المالية العالمية، وقال وولش إن الإضراب قد يؤدي إلى إفلاس الشركة، في حين وصف مسؤولون في الشركة قرار الإضراب بـ«الانتحار التجاري».

وأعلن الموظفون عن الإضراب من خلال التصويت في نقابتهم «يونايت» بعد أن قامت الشركة بإجراء تغييرات في شروط العمل المتفق عليها على متن الطائرات،وقام 13 ألف موظف بالتصويت وكانت النتيجة 9 من أصل 10 موظفين صوتوا على الإضراب، بعد أن قرر وولش عدم التراجع عن التغييرات التي قررتها الشركة حيال عملهم.

وفي بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، قالت الخطوط البريطانية إنها أصيبت بخيبة أمل كبيرة بسبب قرار نقابة «يونايت» مما سيتسبب في إلغاء العديد من الرحلات وإرباك حركة الملاحة والتأثير على مخططات المسافرين للسفر والاحتفال مع ذويهم فترة الأعياد.

وأضافت الشركة في بيانها، أنها مصدومة من رد فعل طواقمها، الذين قرروا القيام بالإضراب بسبب تغييرات طفيفة على جداول عملهم لمساعدة الشركة على تخطي أزمتها وخسارتها المالية. وترى الخطوط البريطانية أن قرار «يونايت» هو بمثابة خيانة حقيقية لعملاء الشركة ولباقي موظفي الشركة.

وتابع البيان، أن موظفي الخطوط البريطانية معروفون بنزاهتهم وإخلاصهم للشركة، فمنذ فترة قام الآلاف منهم بالتعاون مع الشركة في سبيل إنقاذ مستقبلها، لتتمكن في أقرب وقت ممكن من تأمين الربحية المادية، وهذا التعاون لا بد أن يطبق على طواقم الطائرات أيضا من دون أي تمييز.

وترى الشركة أن ما تقدمه لطواقمها العاملين على متن الطائرات، يتقاضون رواتب ضخمة تضاهي تلك التي يحصل عليها باقي الطواقم العاملة على متن طائرة شركات طيران أخرى، وقال ويلي وولش إن كل فرد من أفراد طاقم طائرات الخطوط البريطانية يحصل على ضعف ما يحصل عليه فرد من طاقم «فيرجن أتلانتيك»، كما أن طواقم الخطوط البريطانية من أكثر طواقم شركات الملاحة تقديرا من الناحية المادية، كما أن الشركة تقدم لهم زيادات للرواتب بنسبة 7 في المائة كل عام.

وجاء في البيان أيضا أن الشركة لن تتراجع عن قرارها تخفيض عدد الطاقم المنطلق من مطارات هيثرو ليكون نفس عدد الطواقم المنطلقة من مطار غاتويك، ولطالما قامت الخطوط البريطانية بفتح المجال أمام «يونايت» للتفاوض وتقديم الأفكار الجديدة فيما يخص توظيف عدد أكبر من الطواقم.

وقال وولش إنه من الضروري أن تقوم الشركة بتغييرات لضمان استمراريتها في تلك الظروف الحالكة، واصفا قرار الإضراب بأنه لا معنى له، طالبا من «يونايت» التراجع عن قرارها، مشددا على قرار الشركة تخفيض عدد طاقم كل طائرة في الفترة المقبلة، وتابع بأن «يونايت» لا تملك التفسير المقنع لقيامها بهذا النوع من التهديد الذي من شأنه أن يدمر الشركة ومستقبلها، وعبر وولش عن أسفه لاختيار «يونايت» هذا التوقيت بالذات، فمصير آلاف المسافرين متعلق بقرار «يونايت»، فهذه الفترة هي فترة أعياد فمن المؤسف بأن تقوم «يونايت» بتسجيل مواقفها على حساب عملائها.

يشار إلى أن الخطوط البريطانية تكبدت خسائر وصلت إلى 400 مليون جنيه إسترليني العام الماضي، إضافة إلى 292 مليون جنيه في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، وفي حال قام الموظفون بالإضراب، فسوف تتأثر 7 آلاف و800 رحلة، وسيتم إلغاء الرحلات الداخلية وتلك قصيرة المدى قبل الرحلات طويلة المدى التي تعول عليها الشركة، فالخطوط البريطانية تقوم بنقل 90 ألف مسافر حول العالم على 650 رحلة يوميا. للاستفسار عن مصير الحجوزات يمكنكم زيارة موقع الشركة الرسمي: www.ba.com أو الاتصال على الرقم: 08444930787

* مليون و600 ألف مسافر من أصل 33 مليون مسافر في السنة، يسافرون على متن الخطوط البريطانية فترة أعياد الميلاد ورأس السنة سنويا.

* يبلغ عدد طواقم طائرات الخطوط البريطانية 13 ألفا.

* يبلغ معدل رواتب طواقم الطائرات مع الخطوط البريطانية 29 ألف جنيه إسترليني في السنة.

* تتكبد الشركة فاتورة قيمتها 16 مليون جنيه سنويا بسبب إجازات موظفيها المرضية

* تبلغ تكلفة كل يوم إضراب يقوم به موظفو الشركة 40 مليون جنيه

* بلغت خسارة الشركة العام الماضي أكثر من 4 ملايين جنيه إسترليني

* 700 موظف يحصلون على إجازة مرضية يوميا.