صندوق تحوط يربح 7 مليارات دولار من أزمة البنوك

ربح 2.5 مليار دولار من المضاربة على رويال بنك أوف سكوتلاند ولويدز

TT

استطاع ديفيد تيبر أن يسجل ربحا قدره 7 مليارات دولار خلال العام الجاري لصندوق ابالوسا مامنجمنت التحوطي الذي يديره، بالمراهنة بمبلغ مليار دولار على بنكي رويال بنك أوف سكوتلاند ولويدز البريطانيين المملوكين جزئيا للحكومة، ليؤمن لنفسه 2.5 مليار دولار من خلالها بحسب ما ورد في صحيفة الغارديان البريطانية. وركز تيبر المتعامل السابق بالسندات الخردة لدى غولدمان ساكس جهود الصندوق على الاستفادة من البنوك التي لحقت بها أضرار الأزمة المالية العالمية، واقتناعه التام بأن الغيوم الكثيفة ستنقشع يوما ما. وأخذ تيبر وضعا قويا في الديون ورؤوس الأموال التي أصدرتها بنوك متضررة بداية العام الجاري، مثل سيتي غروب وبنك أوف أميركا، في الوقت الذي كان يهرب فيه المتعاملون الآخرون ويبيعون ما لديهم من أسهم. وخلال الفترة ما بين فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين، اشترى تيبر أسهم بنك أوف أميركا كورب بـ3 دولارات للسهم الواحد، وأسهم سيتي غروب الممتازة بدولار واحد. وقال تيبر «شعرت أنني بوحدي، لم يكن هناك أي مزايدين». وحقق الصندوق بفعل شراء أسهم البنوك ربحا نسبته 120 في المائة، بينما كان شركاؤه في الصندوق قلقين بشأن تحركاته التفاؤلية. وازداد رأسمال صندوق ابالوسا مانجمنت إلى 12 مليار دولار مما يصنفه ثاني أكبر صندوق تحوط في العالم، بعد إس إيه سي كابيتال بإدارة ستيف كوهين و13 مليار دولار كرأسمال. ولم تكن المرة الأولى التي يعمل فيها تيبر على المصائب التي تصيب المراكز المالية. فقد حصد مئات الملايين من الدولارات بهبوط أسواق الأسهم الآسيوية عام 1997، بتدعيمه لمحفظة روسية في سوق الأسهم الكوري ليبيعها بعد عامين. وسجل ضربة أخرى عام 2003 في سندات الخردة، ثم رهانات الحديد في 2007 التي أضافت إلى ملايينه. ولكن المكاسب لم تكن على صفه طوال الطريق، وذلك لأن مذهبه بوضع نصف محفظته في فكرة متاجرة واحدة، ففي بعض الأحيان يواجه تيبر بعض الخسائر الفادحة.

وكلفه الانطلاق نحو سوسيتيه جنرال بكثافة شديدة في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، في الوقت الذي خسر فيه المضارب الفرنسي جيروم كافيل مبلغ 7.2 مليار دولار في مضاربات خاسرة، كانت واحدة من أكبر الخسائر التي تعرض لها في حياته، بعدما اضطر للبيع خوفا من خسارة أكبر. وقال ألان شيلي العميل لدى الصندوق فوق أكثر من 18 عاما، بحسب وول ستريت جورنال «العمل مع دايفيد يتطلب معدة من حديد، قد ترى ساعات طويلة من الملل، ثم نوبات من الرعب الشديد تأتي فجأة». وصنفت صحيفة وول ستريت جورنال تيبر وصندوقه من أكبر الرابحين خلال العالم الجاري، ليتربع في المركز الثاني كأكبر صندوق تحوط في العالم، لصندوق أوبولويا الذي يتداول من ولاية نيوجيرسي ويبتعد نحو 20 ميلا عن حي مانهاتن المالي في نيويورك. ولاقت صناديق التحوط الكثير من الهجوم من الحكومات، ولاقت التخطيط لسن قوانين جديدة ضدها من زعماء العالم في قمة العشرين أبريل (نيسان) الماضي في لندن، لاستفادتهم من المؤسسات المالية المتعبة، وإمكانية القضاء عليها. جاء مثالا منذ عامين لجون بولسون الذي توقع توقعا صحيحا بانهيار قطاع الرهن العقاري، استفاد من خلال توقعه بربح قدره 3.7 مليار دولار. وألحقت توقعاته دمارا شديدا في القطاع البنكي خلال تلك الفترة. ولكن من جانب ابولوسا، أفادت مصادر قريبة من الصندوق أن أداءه أدى إلى إعادة إعمار العديد من المؤسسات المالية، وليس الإضرار بها.