تقرير: الصادرات الألمانية تراجعت بنسبة 18% خلال 2009

يتوقع ارتفاعها بنسبة 4% في 2010

TT

أكد اتحاد الصناعات الألمانية أن الصادرات الصناعية التي تُعتبر عصب الاقتصاد الألماني تراجعت عام 2009 بنحو 18% مقارنة بعام 2008.

وتوقع الاتحاد في تقريره عن التجارة الخارجية لألمانيا خلال عام 2009 الذي أوشك على نهايته أن تتعافى الصادرات عام 2010 وترتفع بنسبة 4%.

وقال رئيس الاتحاد هانز بيتر كايتل لدى الإعلان عن التقرير اليوم الجمعة: «صناعة الصادرات الألمانية في طريقها للتحسن ولكن عملية التعافي ستستغرق وقتا طويلا».

وحسب منظمة الاقتصاد الدولية «أو إيه سي دي» والتقرير التي أعدته لجنة الخبراء التابعة للحكومة الألمانية فإن إجمالي التراجع في الصادرات الألمانية ككل بلغ العام الحالي 15%.

أضاف كايتل: «في مثل هذه السرعة للنمو فإنه من غير المتوقع أن لا يصل مستوى الصادرات الألمانية إلى مستواه قبل الأزمة قبل عام 2014».

كما أشار كايتل إلى أن هناك سلسلة من مصادر الخطر على الاقتصاد القائم على الصادرات في ألمانيا وأن برامج التحفيز التي اعتمدتها الكثير من الدول لمساعدة اقتصادها على مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية أوشكت على الانتهاء بالإضافة إلى أن الكثير من البنوك ستُضطرّ على الأرجح إلى خصم جزء من رأسمالها الأساسي كخسائر.

وأكد كايتل تزايد لجوء بعض الدول لإجراءات لحماية منتجاتها المحلية على حساب الواردات في ما يعرف بالحمائية.

وأشار رئيس اتحاد الصناعات الألمانية إلى أن جميع المناطق التي تستورد من ألمانيا سجلت «تراجعا واضحا» في وارداتها من ألمانيا وأن آسيا لعبت دورا جيدا في استقرار مستوى الصادرات الألمانية.

وعبّر كايتل عن خشيته من المخاطر التي يمثلها عدم الاستقرار في أسواق المال على النمو الاقتصادي في بلاده وكذلك الخطر الذي يمثله ارتفاع سعر صرف اليورو أمام الدولار.

وحسب الاستطلاع الذي أُجريَ بين الشركات الصناعية في ألمانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فإن الصادرات الصناعية الألمانية تحتل 62% من إجمالي الصادرات الألمانية. وتأني هذه المعطيات الاقتصادية فيما تستعد مايسين، تلك البلدة الصغيرة الواقعة في شرق ألمانيا للاحتفال بالذكرى الثلاثمائة على مصنعها الشهير للخزف الذي يحمل الاسم نفسه.

وسوف يعكس المعرض الذي يستمر لمدة عام تاريخ مايسين غير العادي إذ شهدت إحدى عشرة حربا أوروبية وكذلك كانت شاهدة على 40 عاما من الحكم الشيوعي عقب الحرب العالمية الثانية.

وسوف يكون من بين المعروضات التي ستستحوذ على الاهتمام مجموعة فريدة من الخزف أنتج عام 1772 خصيصا للملكة كاثرين زوجة إمبراطور روسيا آنذاك.

وطلبت الإمبراطورة عددا هائلا من التماثيل التي احتاج كل من جوهان يواخيم كاندلر وميشيل فيكتور أسير أشهر مصممين في مايسين أكثر من ثلاث سنوات للانتهاء منها.

وقال الرئيس التنفيذي لبلدة مايسين كريستيان كورتزكه إنه سيتم أيضا عرض أعمال فنية إضافية لفنانين ورسامين ومصممين عصريين.

وسوف يتم عرض أكثر من 3 آلاف قطعة ثمينة من الخزف في المعرض الذي سيفتح أبوابه في 23 يناير (كانون الثاني) القادم. وقال مسؤولو الشركة إن «مايسين للخزف تقوم بدور الجسر بين الثقافات والدول والأديان».

وسوف يتميز المعرض أيضا بوجود مرسوم موقع منذ 300 عام من قِبل الأمير فريدريش أوغوستوس الملقب بفريدريش القوي بتأسيس المصنع.

وتم إصدار «المرسوم الملكي» في أنحاء أوروبا بأربع لغات هي اللاتينية والفرنسية والألمانية والهولندية التي كانت آنذاك أهم أربع لغات.

واشتهرت مايسين في البداية نتيجة الهدايا الدبلوماسية والعطايا الكبيرة من البيوت الحاكمة في أوروبا في القرن الثامن عشر.

وأسهمت المهارات الفنية الابتكارية لعمال مايسين في أن تصبح معروفة عالميا وإقامة معارض لها في لندن وباريس وفيينا وشيكاغو.

وأصبح لدى مايسين حاليا 300 وكيل معتمد 28 منهم في الولايات المتحدة بمفردها وتوظف 800 شخص معظمهم في مصنعها في ولاية سكسونيا الألمانية.

ويزور نحو 300 ألف سائح متحف هاوس مايسين سنويا بمقر الشركة. وعلى الرغم من التداعيات المستمرة للأزمة الاقتصادية العالمية، فإن كورتزكه الذي تم اختياره رئيسا تنفيذيا للشركة في عام 2008 تتملكه بواعث للتفاؤل.

ونقلت وكالة الصحافة الألمانية عن كورتزكه قوله إنه «عندما يجرى تقييم فإن منتجاتنا تتجاوز قيمة العقارات والأسهم وحتى الذهب».

لكنه اعترف بأن صناعة الخزف والفخار تعاني «أزمة هيكلية جوهرية» خلال السنوات القليلة الماضية إذ أضيرت الشركات جراء تراجع المبيعات وتوقف شركة «ويدجوود» البريطانية.

وتعمل «مايسين» حاليا بالأساس في آسيا حيث يتم وضع عبارة «صُنع في ألمانيا» على المنتجات باهظة الثمن. وتشتهر مايسين على وجه الخصوص في اليابان وتايوان وبدأت تنتشر علامتها التجارية في الصين.

وتعرف منتجات «مايسين» بأنها «الذهب الأبيض» حول العالم حيث ينظر إليها باعتبارها استثمار آمن.