خبيرة تدريب عربية: تحويل «المدراء» إلى «قادة» ضرورة

لتحقيق التنمية الاقتصادية الحديثة

هدى الخواجه («الشرق الأوسط» )
TT

أكدت لـ«الشرق الأوسط» هدى الخواجه مديرة البرامج القيادية في المعهد المصرفي السعودي ضرورة تدارك القطاعات الحكومية والخاصة بأهمية تطوير كفاءة الكوادر العاملة في المناصب التنفيذية و«المدراء» مشددة على ضرورة تحولهم إلى «قادة» ليتواءموا مع تطورات الإدارة الحديثة ويساهموا في تحقيق التنمية الاقتصادية المنتظرة.

ولفت الخواجه إلى أن الإدارة الوسطى في واقع التنمية في القطاعين العام والخاص بحاجة ماسة إلى صقل المهارات الإدارية في خطوة نحو تحويلهم إلى قياديين ليدفعوا تحرك القطاعات ويساهموا في سد حاجة المهارات المفقودة في هذا المستوى الإداري.

وكشفت الخواجه أن المعهد المصرفي السعودي - قطاع تدريبي حكومي تابع لمؤسسة النقد العربي السعودي - انتهى إلى تجهيز برنامج علمي مهني تدريبي يضم 3 جهات مختلفة هي المعهد المصرفي ومعهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية وجامعة فيرجينا ممثلة في كلية داردن للأعمال المعروفة في مسار إدارة القيادة، وذلك لعقد أول برنامج من نوعه سينطلق يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأوضحت الخواجه أن البرنامج صمم بطريقة عملية ومرنة جدا وبالغة الفعالية حينما تم وضعه في شكل جلسات وتبادل خبرات وبناء تجارب، حيث سيعمد إلى عقد أسبوع نظري في السعودية يليه بعد فترة وجيزة أسبوع آخر في البحرين قبل التطبيق في كلية داردن للأعمال بولاية فيرجينيا الأميركية لمدة 3 أسابيع تتضمن زيارات على أعلى المستويات. وأوضحت الخواجه أن المعهد المصرفي عمد خلال الفترة الماضية إلى تقديم البرامج التدريبية المتخصصة في القطاع المالي إضافة إلى المجالات الإدارية الأخرى مثل التسويق وتنمية الموارد وغيرها التي يطلق عليها (Soft Skills) الهادفة إلى تنمية بعض المهارات، مشيرة إلى أن مدتها لا تزيد على 5 أيام.

وأبانت أن المعهد توجه مؤخرا نحو تقديم برامج تطويرية مهارات القيادة وسط التركيز على تطوير الإدارة الوسطى بهدف صقل المهارات الإدارية للقياديين، لكنها أكدت أن الإشكالية عدم التفريق بين «المدير» باعتباره من يحقق النجاح والنتائج المالية لكنه يفقد الكثير من المهارات التي تدعم قيادته على المستوى الاستراتيجي إضافة إلى تطوير والارتقاء بالموظفين وهم فريق العمل.

وشددت الخواجه على ضرورة استشعار أهمية القيادة باعتبارها مصدر إلهام مهني وإرشاد وتوجيه لفريق العمل، يساعد على الولاء والتفاني إضافة إلى الفائدة الإستراتيجية المتمثلة في قدرته على سد فجوة خروجه من المنشأة بوجود من يمكن شغل المنصب بكفاءة مشابهة.

وترى الخواجه أن الانفتاح الاقتصادي والطفرات الحاصلة في العالم وبحث المنشآت والشركات على تحقيق النتائج إضافة إلى وجود حاجة للقيادة والتوجيه والتمكين للتطور والترقي، لا يمكن أن يتم إلا بمدراء «قادة»، لذا فالبرنامج الذي ابتكره المعهد المصرفي السعودي يستهدف تلك الشريحة من المدراء التنفيذيين في الإدارة الوسطى.

ووفقا للخواجه فإن البرنامج الذي سيبدأ في الـ17 من يناير (كانون الثاني) المقبل بمدة 5 أسابيع متقطعة في 3 مراحل يبدأ الأول في الخامس من الشهر في البحرين، والثاني في الخامس من فبراير (شباط) المقبل، يليها التوجه نحو الولايات المتحدة الأميركية في مارس (آذار) المقبل، يشمل عددا محدودا بهدف تحقق نتيجة البرنامج التي تعتمد على سياسة الإرشاد والتوجيه (Coaching).

تقول الخواجه في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «استمر الإعداد لهذا البرنامج أكثر من عام وخاطبنا أكبر 6 جامعات في أميركا حتى قررنا التعاون مع كلية داردن للأعمال التي لديها خبرة في تدريب الكوادر من منطقة الشرق الأوسط، كما لها تجربة ناجحة في البحرين».

ولفتت الخواجه إلى أن البرامج في مراحله الثلاث مصمم بشكل مترابط مع بعضه بعضا حيث تبنى على محتويات بعضها بعضا حيث الأسبوع الأول للتأسيس والثاني للحديث عن جوهر القيادة والثالث المتمثل في الإلهام والطموح ((aspire and inspire، مؤكدة أنه سيتم القيام بعمل منهجي للمنضمين في البرنامج.

وأضافت أنهم سيقومون بجمع معلومات عن المرشح للبرنامج من خلال مدرائه وزملائه في العمل قبل الالتحاق بالبرنامج حتى تكون النتائج جاهزة معه خلال الدورة وسيتم العمل على تصحيحها من خلال المشرفين في «كلية داردن» ليتم الانتهاء إلى تقييم آخر للنظر في القدرة على تصحيح المشكلات وتعديل الخلل وذلك من خلال برنامج للتقييم أطلق عليه (360 درجة) إضافة إلى عملهم على مشروع يستمر معهم طوال مدة البرنامج.

وأوضحت الخواجه أن البرنامج سيشمل محاضرات وورش عمل وحلقات نقاشية وتطبيقات عملية وزيارات لمواقع مؤسسات ومنظمات أميركية رسمية وغير رسمية.

وذكرت مديرة البرامج القيادية في المعهد المصرفي السعودي أن المحتوى سيتضمن كذلك قيادة الذات ومعالم الشخصية وبناء فرق العمل وتحقيق الخطط الإستراتيجية وإنجاز النتائج، مشددة على أن المنطقة العربية بحاجة لمثل هذه البرامج للارتقاء بمستوى أداء المدراء.