مديرة أول صندوق عربي لمشاريع السيدات: نحتاج 10 حاضنات أعمال في كل منطقة سعودية

الزهير كشفت لـ «الشرق الأوسط» عن إطلاق مركز التميز خلال أسابيع.. ومشروع غير مسبوق مع هيئة السياحة

هناء الزهير («الشرق الأوسط»)
TT

تعتز هناء الزهير، المدير التنفيذي لصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم مشاريع السيدات، بكونها تدير أول صندوق على مستوى الدول العربية يختص بدعم مشاريع السيدات، وهو ما دفعها للمطالبة بتأسيس صناديق عربية مماثلة تتوجه للنساء فقط، موضحة أن الصندوق تمكن حتى الآن من دعم 38 مشروعا، ويستعد حاليا لإطلاق «مركز التميز» الأول من نوعه بالبلاد مطلع العام المقبل 2010، فيما أكدت على الحاجة لإطلاق 10 حاضنات أعمال في كل منطقة سعودية. وكشفت الزهير عن شراكة ستجمع بين الصندوق والهيئة العامة للسياحة والآثار تستهدف دعم المشاريع الحرفية للتراث، سيعلن عنها بعد نحو 3 أشهر، وسيكون نتاجها مشروعا غير مسبوق، وأفصحت كذلك عن عدم إصدار أي ترخيص للنساء السعوديات في العمل من المنزل حتى الآن، رغم كون وزارة العمل السعودية قد منحت الصندوق هذه المهمة قبل أشهر، مرجعة ذلك لكونها مسألة لا تزال «قيد الإجراءات التنظيمية».

الزهير التي حاورتها «الشرق الأوسط» في مكتبها بمدينة الخبر (شرق السعودية) هي أيضا أمين عام كل من مركز الأمير محمد بن فهد لإعداد القيادات الشابة، ومركز الأميرة جواهر بنت نايف للأبحاث وتطوير المرأة، وقد حصلت الزهير على جائزة أفضل شخصية نسائية قيادية لعام 2008 في المنتدى الدولي العاشر لسيدات الأعمال والقياديات النسائية بدبي، ومثلت السعودية في الكثير من الملتقيات الاقتصادية العربية والدولية.. وإلى نص الحوار:

* بعد مرور أقل من سنتين على تأسيس صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم مشاريع السيدات.. ما مدى رضاكم عن إنجازاته؟

- قياسا بهذه الفترة، فنحن وبالمقارنة مع أي منشأة خدمية غير ربحية أخرى، قد يكون إنجازنا فاق الحد الطبيعي للنمو، فنحن لم نكتف بالصندوق فقط، وعندما رأينا ضرورة تدريب الفتيات السعوديات ليكن قياديات، هنا وجدنا حاجة ملحة لإنشاء مركز الأمير محمد بن فهد لإعداد القيادات الشابة، بحيث إن الفتاة من خلال هذا المركز تكون مؤهلة تأهيلا كاملا لتكون قيادية في كل المجالات، أيضا أنشأنا مركز الأميرة جواهر بنت نايف لأبحاث وتطوير المرأة، إلى جانب مركز التميز وهو الذي سنعلن عن إطلاقه قريبا، وهذه المراكز الثلاثة كل واحد منها يعد إنجازا وكيانا بحد ذاته.

* هل لا يزال صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم المشاريع هو الوحيد المخصص للنساء؟

- نعم، لا يزال الوحيد من نوعه في السعودية وعلى مستوى الخليج والدول العربية أيضا.. وقبل أسابيع شاركت بإحدى مناسبات الأمم المتحدة ببيروت، وضمن حلقة نقاش تكلمنا عن الصندوق وعرضنا فكرته، ووجدنا الكل مرحبا بها ويطالب بإنشاء صناديق مشابهة، صحيح أنه توجد بالدول العربية صناديق تدعم السيدات ولكن ليس بنسبة 100 في المائة، أي أن الرجل موجود بهذه الصناديق، أما دعم السيدات بنسبة 100 في المائة فصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز يعتبر الأول بذلك.

* كم مشروعا دعم الصندوق منذ تأسيسه ولغاية الآن؟

- نحو 38 مشروعا خلال أقل من سنتين.

* لكن ألا ترين أن عدد المشاريع قليل قياسا بهذه المدة؟

- نحن لا نبحث عن الأرقام! وأنا ضد من يقف على المنابر ليقول دربت 50 ألفا ووظفت مليونا.. المهم أننا أنشأنا 38 مشروعا ناجحا، وربما هناك مؤسسات أخرى تقول إنها خلال سنة أو سنتين تمكنت من تمويل 30 ألف مشروع، لكن إذا وقفنا على حقيقة هذه المشاريع نتساءل ما الناجح منها؟ ومن استمر؟ ومن توقف وخرج من السوق؟ ومن يحتاج التطوير؟ وكم المشاريع التي تم تطوريها؟.. هنا قد نخرج بنتيجة جميعها «أصفار». لذا حاسبيني على الـ38 مشروع، واسأليني كم عدد من وظفوا وكيف عملوا ومدى الربح الذي حققته هذه المشاريع، لأن نوعية الكفاءة التي تضمها هذه المشاريع تستحق الفخر بكل جدارة، ونحن نعتمد على الكيف وليس الكم.

* ماذا عن الأموال التي ضُخت لدعم هذه المشاريع، إلى كم تصل؟

- تقريبا من 8 إلى 9 ملايين ريال (2.1 إلى 2.4 مليون دولار).

* نشرتم مؤخرا نداء لرجال الأعمال للمطالبة بدعم الصندوق، هل يعني ذلك تعرضكم لمشاكل مالية؟

- لا، لا توجد لدينا مشاكل مالية، لكن من أهم أهدافنا تعزيز روح المسؤولية الاجتماعية في نفوس الآخرين تجاه الوطن والمجتمع، وأحيانا نطلب زيارة رجال الأعمال ليس بحثا عن الدعم المالي بل الدعم المعنوي، ولدعوتهم للحضور واحتضان المشاريع فكريا ومعنويا وتقديم الأفكار والتجارب لصاحبات المشاريع، لذا تأكدي لو قدم رجل أعمال استشارة فقط فهذه تعادل لدي وكأنه دفع 10 ملايين ريال، لأن ذلك عزز الثقة داخل صاحبة المشروع.

* ماذا عن تداعيات الأزمة المالية العالمية.. هل أثرت على عملكم في دعم وتمويل المشاريع؟

- الأزمة المالية لم تؤثر على المشاريع الصغيرة، لذا كل اقتصاد يفخر بتعزيز وتنمية المشاريع الصغيرة لأنها الأقل تأثرا في كل الأزمات، وكما تعلمين فالأزمة المالية أثرت على كبار المستثمرين، لذا أقول إن المشاريع الصغيرة قوتها في ضعفها، صحيح أن بدايتها تستلزم الحذر، لكن إذا عبرت الـ3 سنوات الأولى أصبحت قوية وأصبح وضعها مطمئنا.

* بالنسبة لحاضنات الأعمال التي بدأتم مؤخرا بتأسيسها.. ما الذي أنجز منها حتى الآن؟

- أنجزنا نحو 85 في المائة منها، ولا أقصد بالإنجاز البناء بل الخطوات الإجرائية.. ونأمل أن تكون لدينا حاضنتان، حاضنة للأعمال الصناعية والخدمية، وحاضنة للأعمال التقنية (IT)، لكن لدينا أولويات نعمل حاليا عليها، ونرحب هنا بدخول المؤسسات الكبيرة معنا، وإن لم يحدث ذلك فسننشئها بأنفسنا، لأننا وجدنا حاجة كبيرة جدا لعمل هذه الحاضنات، فلا توجد بالمملكة حاضنات أعمال، فمعظمها ما زالت في طور الإنشاء، بينما نفتقد وجود حاضنات نسائية وحاضنات للمشاريع الصناعية والخدمية.

* كم حاضنة أعمال تعتزمون إطلاقها في السنوات القليلة المقبلة؟

- لو نملك القدرات والإمكانات الكافية لأطلقنا 10 حاضنات في كل منطقة، لأننا نعرف أهمية وحاجة كثير من المشاريع للحاضنات.. دعيني أوضح لك بمثال، لدينا كائن حي لم نستغله بشكل صحيح رغم أنه بالإمكان استخراج 50 صناعة منه، أقصد هنا النخيل، لكن لو توافرت لدينا حاضنة فمن الممكن توفير التقنية والتدريب للفتيات وتوجيههن نحو استثمار النخيل الموجود ببلادنا بمساحات شاسعة.

* هل يعني ذلك أنكم توجهون السيدات نحو مشاريع معينة؟

- لا، على الرغم من وجود أفكار لدينا.. لكن في مركز التميز الآن ستكون هناك مشاريع جاهزة و«فرنشايز»، ثم نرى مدى أهلية وكفاءة المتقدمة.. على سبيل المثال، لو المتقدمة جاءت للصندوق وهي محتارة ووجدنا لديها الرغبة القوية للإنجاز، نخبرها بأن لدينا أفكارا جاهزة، لكن لا يعني ذلك إعطاءها لها مباشرة، لا بد أن ندرس أولا مدى أهليتها وجاهزيتها ومناسبتها لهذا المشروع.

* حدثينا عن مركز التميز الذي ذكرتِ أنكم تعتزمون إطلاقه؟

- في الفترة الماضية وجدنا أن بعض المشاريع الصغيرة التي دعمها الصندوق تحتاج مزيدا من الدعم والرعاية، وأخرى تحتاج للتطوير كي تدخل في نطاق المشاريع المتوسطة أو الكبيرة، وهنا وجدنا أنه لا بد من وجود مركز يرعى هذه المشاريع ويحاول الارتقاء بصاحبة المشروع والمشروع نفسه.

* متى ستطلقونه؟

- نحن نعمل حاليا على اختبار الوضع، ونستعد لإطلاق أول مشروع داخل مركز التميز خلال أسابيع، هذا المشروع نسميه «المشروع النموذج»، والذي أشرفنا عليه بكل تفاصيله.. وستكون انطلاقة المركز على طريق هذا المشروع، وإذا نجحنا سنطبق ذلك على المشاريع الباقية، علما بأن مركز التميز يعد الأول من نوعه في السعودية.

* أعلنتم في وقت سابق أن الصندوق سيتوجه لإطلاق مكاتب أو فروع بمناطق أخرى.. أين وصلتم بذلك؟

- تسلمنا طلبات من الرياض وجدة ومكة المكرمة والقصيم، وطلبات أخرى كثيرة.. لكننا في المجلس الاستشاري والأمانة العامة للصندوق وبمعية إحدى الشركات التي عملت لنا خطة استراتيجية ونصحتنا بألا نخرج لمناطق جديدة قبل مرور 3 سنوات على الصندوق، فأعتقد أننا في البداية سندخل الرياض أو القصيم، أي إحدى هاتين المنطقتين، وذلك عام 2011، بعد أن نجد المراكز التي نتعاون معها ورجال الأعمال المساندين بالمنطقة.

* هل تؤمنون بمسؤوليتكم في معالجة البطالة في اشتراط سعودة المشاريع؟

- طبعا.. في البداية نرفض رفضا شديدا استقدام العمالة، إلا في حالات نادرة، كأن تحتاج صاحبة المشروع عاملا بتقنية معينة لا تجدها في السوق. وأتذكر هنا أحد المشاريع، وهو مشروع نسائي لكن صاحبته وظفت فيه ستة من أبنائها، وحرصنا كثيرا على أن نكون معها رغم أن الأولوية لدينا لتوظيف النساء.

* كم عدد الفرص الوظيفية التي أتاحتها هذه المشاريع للفتيات السعوديات؟

- أكثر من 340 وظيفة.

* ما أبرز المعوقات التي تواجهونها في دعم مشاريع السيدات؟

- المعوقات كثيرة، أولا: معوق اجتماعي يتمثل في تقبل المجتمع وعدم فهم مدى حاجة المرأة للعمل، ثانيا: عدم التجاوب السريع من قبل بعض المؤسسات الحكومية، مثلا الآن لا يوجد ما يحظر أن تعمل المرأة في كل مجال وذلك بموجب قرار صادر من مجلس الوزارة بأن تزاول المرأة العمل التجاري بكل قطاعاته، لكن نجد بعض المنشآت الحكومية تقول «هذا ممنوع»، ونتساءل بتعجب عن ذلك.

* هل تسهمون في حل مثل هذه المعوقات؟

- طبعا، ونلقى تجاوبا كبيرا.. تأكدي أننا غيرنا ثقافة داخل القطاع الحكومي بأن المرأة لديها حقوق ومسموح لها قانونيا وتشريعا بمزاولة العمل التجاري، إذا ليس هناك ما يمنع، لكن المسألة تحتاج بعض الوقت.

* منحت وزارة العمل قبل أشهر مركز الأمير محمد بن فهد لإعداد القيادات الشابة (التابع للصندوق) صلاحية إصدار تراخيص العمل من المنزل.. فكم ترخيصا أصدرتم حتى الآن؟

- هذا أحد المطالب التي تقدم بها المركز لوزير العمل، لكن للآن لم نتخذ الإجراءات، وأعتقد أن هذا الموضوع يحتاج لإجراءات خاصة، ولا بد من تعاون جميع الأجهزة، فهو ليس سهلا بحيث يتم في يوم وليلة، رغم أننا نتمنى تحقيقه، لكن لا بد أن يكون مدروسا وعلى خطى صحيحة، ولقد اطلعنا على نماذج في مدينة أبوظبي بصفتها أول جهة تنفذ ذلك، وتعرفنا على مواطن السلبيات والإيجابيات لأهمية دراسة كل التفاصيل.

* أيعني ذلك أن تراخيص العمل من المنزل ما زالت موضوعا قيد الدراسة ولم تصدروا أي ترخيص؟

- هو قيد الإجراءات التنظيمية، وحتى الآن لم يصدر أي ترخيص، هناك إجراءات تنظيمية ما زالت بيننا وبين الوزارة.

* مبدئيا، هل لديكم إحصائية بعدد السعوديات العاملات من المنزل؟

- للأسف لا، وأود إخبارك بأن من الأمور التي نواجه فيها نقصا كبيرا عدم وجود مصادر دقيقة للإحصاء وإعطاء البيانات والمعلومات، وأعتقد أن هذه مسؤولية الغرف التجارية بكل منطقة، ويفترض على الغرفة أن تجري مسحا ميدانيا لرصد البيانات.

* إذن كيف تواجهون هذه الإشكالية؟

- أخيرا أجرينا مسحا بالتعاون مع بعض الصحافيين لحصر حرفيات وحرفيي الشرقية، بالتالي نحن نستفيد من مصادرنا بعمليات المسح.. وعودة للعمل من المنزل فأعتقد أن عملية التنظيم لا بد أن تشتمل على إعطاء التراخيص من أماكن خاصة، سواء وزارة التجارة أو البلدية، وذلك أفضل من أن يكون من جهة غير مؤهلة نظاميا، فكما تعلمين العمل من المنزل خطر، على سبيل المثال من تعمل بمجال الأغذية قد تستعين بعاملات غير خاضعات للكشف الطبي، بالتالي كيف نضمن سلامة هذه المواد؟.. هذه منطقة حساسة جدا.

* تقولون إنكم أجريتم رصدا لحرفيات الشرقية.. ما الذي تنوون تقديمه للنساء الحرفيات؟

- سنعلن قريبا عن برنامج «انطلاقتي تراثي»، فعندما زارنا الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، فكرنا معه في أن ندرب الحرفيات في مجال التراث، لأن انقراض الحرفيات خسارة للبلاد، وكأنها موروثات قد تنتهي، ونخاف أن تأتينا فترة ولا نعرف أحدا يصنع «السعف» و«السدو» والفخار، بالتالي نحن سنهتم بتدريب الحرفيات على كيفية تحويل حرفتها التراثية إلى مشروع.. لن أعلن عن ذلك الآن لكننا نحضر لتدشينه في شهر فبراير (شباط) المقبل، وسيكون نتاجه أول مشروع من نوعه بالمملكة.

* دعينا ننتقل لمركز الأميرة جواهر بنت نايف لأبحاث وتطوير المرأة التابع أيضا للصندوق والذي تأسس حديثا، ما الذي تعملون عليه حاليا في المركز؟

- المركز لديه 3 أقسام رئيسية، أولا التدريب، ثانيا الأبحاث والدراسات، والثالث جائزة المرأة المتميزة.. الآن هناك مؤسسة استشارية كبرى من دبي قدمت إلينا لدعمنا ومساعدتنا بلا مقابل، ونحن عندما نرى من يدعمنا من خارج الوطن فهذا يعطينا التعزيز والثقة، ووفق هذه المؤسسة سيتم وضع الاستراتيجية والخطة والبرامج التدريبية. أما بالنسبة للأبحاث والدراسات فاهتمامنا الآن بالقوانين والأنظمة والتشريعات الصادرة بحق المرأة، وتطوير مشاركة المرأة العاملة، وتفعيل القيادات النسائية. والشهر الماضي أجرينا ندوة في المنطقة الشرقية، ونحن نحضر الآن لإقامة ندوة في الرياض وأخرى بجدة، وسنرفع التوصيات لصناع القرار والمقام السامي، بصفتها صوت السيدات من أكاديميات وباحثات إلى جانب عضوات المجلس الاستشاري لمركز الأميرة جواهر.

بالتزامن مع ذلك، سننشئ مكتبة مليئة بكل المراجع والدراسات التي تتعلق بقضايا المرأة، وطبعا هذا عمل يحتاج وقتا وجهدا ومتابعة مع القطاع الحكومي والخاص والجامعات والباحثين الأفراد. أما بالنسبة لجائزة المرأة المتميزة، فالجائزة تبنتها جهة استشارية أجنبية، وسنعلن انطلاقتها قريبا، ونحن رحبنا بأن تتولاها جهة خارجية بصفتها طرفا محايدا، وستضع لها مصنفات ومعايير خاصة.

* هل ستقتصر هذه الجائزة على النساء السعوديات فقط؟

- في السنوات الخمس الأولى ستكون خاصة بالمرأة المميزة في السعودية، بعدها ستكون عامة للمرأة المميزة في كل أنحاء العالم، ومن الجميل الانفتاح على العالم والاطلاع على قصص النجاح وتوجيه الأنظار عليها.

* خرج من الصندوق وفد نسائي زار مجلس الشورى السعودي في مايو (أيار) الماضي، وهو ما أثار اهتماما محليا كبيرا.. أين تنوون التوجه في زياراتكم ومطالبكم؟

- نتمنى أن تكون زياراتنا المقبلة لأعلى المواقع، طالبنا سابقا بزيارة لمجلس الوزراء، ونتمنى كذلك زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، ونحن حريصات على النقاش الذي يدور خلال الزيارة، ونحن عندما ذهبنا لمجلس الشورى لم نتنزه في أروقته، بل كانت هذه الزيارة هي المصنف الأول من نوعه، لأن الفتيات جلسن خلالها مع أعضاء مجلس الشورى وتناقشن معهم في قضيتين مهمتين جدا، وهما: إدراج برامج القيادة في المناهج التعليمية، وإيجاد هيئة لدعم المشاريع الصغيرة.

* بخصوص إيجاد هيئة لدعم المشاريع الصغيرة.. أين وصلتم بهذه المطالبة؟

- ما زلنا نكرر مطالبتنا.. نحن نحتاج الآن للتباحث مع صناع القرار في الجهاز الحكومي، ونتطلع إلى تنسيق لقاء قريب مع مسؤولين ووزراء لننقل لهم مدى ضرورة إيجاد هيئة لدعم المشاريع الصغيرة.

* ماذا عن التعاون الذي يجمع مركز الأمير محمد بن فهد لإعداد القيادات مع وزارة الخارجية السعودية.. ما ماهيته؟

- أثناء زيارة مجلس الشورى زارت الفتيات وزارة الخارجية، وقابلن الدكتور يوسف السعدون، وهو وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية، وقد أعجب كثيرا بطرحهن وفكرهن.. وكما تعلمين أي وفود تستقبل في المملكة أو ترسل لخارج المملكة يجب أن تكون لدى وزارة الخارجية أو وزارة التجارة أو مجلس الغرف السعودي وكل الجهات، قاعدة بيانات حول ذلك، وقد وضعوا مركز الأمير محمد بن فهد كإحدى قواعد البيانات، بحيث إنه في حال كانت هناك وفود للاستقبال والإرسال سيكون المركز من ضمنها، والفتيات أثبتن جدارة، وهن فعلا سفيرات للخارج والداخل بقدر توقعاتنا.

* عطفا على حصولك على جائزة أفضل شخصية نسائية قيادية لعام 2008، ما معوقات صناعة القيادات النسائية في السعودية؟

- لا أرى أن هناك معوقات، لكننا نفتقد لوجود برامج قوية في هذا المجال.. وبالنسبة للجائزة، فبصراحة أنا خدمني الحظ مع تسليط الضوء الإعلامي وعلاقاتي الجيدة، ربما هناك من يقول إن هذا تواضع لكنها الحقيقة، وقد قلت حينها بأن ببلدي مئات الآلاف ممن يستحققن الجائزة أكثر مني بمراحل، وكثيرون انتقدوني على ذلك، رغم أنه ليس إقلالا بشأني بل رفعا لشأن الأخريات.