اقتصادات الدول الناشئة محرك النمو العالمي

قفزات هائلة في قيمة أسواق الدول النامية

TT

يشير المراقبون إلى أن العقد الماضي بالنسبة لسوق الأوراق المالية الأميركية عقد ضائع. ولكنه بالنسبة لمعظم الدول النامية كان عقدا ناجحا للغاية، فقد زادت فيه أسعار الأوراق المالية وقيمة الاستثمارات زيادة هائلة.

ففي الوقت الذي انخفضت فيه قيمة سوق الأوراق المالية الأميركية بنسبة عامة بنسبة 20% في السنوات العشر الماضية، فإن الأسواق الناشئة مثل البرازيل وروسيا والصين والهند حققت قفزات هائلة تضاعفت فيها أسعار الأوراق المالية بل وزادت ثلاث مرات.

وتشير صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى أن المستويات التي تحققت غير عادية. ففي سوق الأوراق المالية في أوكرانيا - الذي لم يكن موجودا إلا عام 1997 - ارتفعت قيمة الأسهم بنسبة 1350 في المائة في العقد الماضي. وفي بيرو ارتفع سعر الأسهم بنسبة 600 في المائة. وفي الهند قفز مؤشر سنسيكس بنسبة 240 في المائة.

وبالنسبة للمؤمنين بالأسواق الناشئة فإن هذه الأرقام تؤكد التغييرات العميقة الواقعة في الاقتصاد العالمي، حيث تتنقل الاستثمارات بالدولار واليورو والين عبر الحدود والنطاقات الزمنية بمجرد نقرة كومبيوتر. وفي الوقت الذي ينتظر فيه كثير من الأميركيين التعافي الاقتصادي، فإن الأموال تتدفق في الاقتصاديات سريعة النمو في آسيا وأميركا اللاتينية، بالإضافة إلى روسيا الغنية بالنفط ودول الكتلة السوفياتية السابقة. إلا أن البعض، وسط الحماس في الأسواق المالية في الدول الناشئة يخشى من احتمال المبالغة من جانب المستثمرين. لأن تاريخ الأسواق الناشئة يشير إلى فترات من الازدهار تعقبها فترات من الانهيار ترجع إلى القرن التاسع عشر. فقد تأثرت الأسواق الناشئة مع الركود الاقتصادي عام 2008. إلا أنه ظهرت ومضات إيجابية عام 2009، فمؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الناشئة ارتفع بنسبة 73 في المائة.

وعلى الرغم من المكاسب التي حققتها تلك الأسواق العام الحالي، فإن القليل من الخبراء يتكهنون بأزمات أساسية. فقد رتبت بعض الدول الناشئة أوضاعها المالية، وحققت توازنات في ميزانيتها. إلا أن الأحداث الأخيرة في دبي، تشير للأوضاع في الاقتصاديات الناشئة بأن ما يرتفع لا بد وأن يقع.

ويشير المراقبون إلى أن الأسواق الناشئة، على المدى الطويل، لديها الكثير. ففي المتوسط فإن ديونها السيادية وديون الشركات والأفراد أقل من مثيلاتها في الدول المتقدمة. كما أن اقتصادها ينمو بسرعة أكثر من الدول الصناعية. فبنك ميريل لينش يعتقد أن اقتصاديات الدول الناشئة ستنمو بنسبة 6.3 في المائة العام القادم.

وفي الوقت الراهن فإن الاقتصاديات الناشئة هي محرك النمو العالمي. وتمثل الاقتصاديات الناشئة كل النمو الاقتصادي العالمي تقريبا، لأن اقتصاد الدول المتقدمة انكمش أو على أقل تقدير كان مسطحا.