الأزمة الاقتصادية تتلاشى نسبيا عن الاقتصادات الأكبر في 2009 وحذر في العام الجديد

سحب الحكومات الدعم عن اقتصاداتها قد يعيد الاضطراب

TT

طوت أسواق الأسهم العالمية صفحات عام متذبذب شهدت خلاله أدنى مستويات الهبوط، ولكن لحقت بالتعافي مرة أخرى لتلم بتجربة الخسارة ثم الربح. وكسبت المؤشرات الرئيسية في أنحاء العالم بين 22 و24 في المائة من قيمتها، وكانت الأكبر سنويا منذ عام 1997 لمؤشر فوتسي في لندن، بينما أضاف داكس في فرانكفورت 24 في المائة، و22 في المائة لكاك 40 الباريسي. وأشار عدد من الخبراء البنكيين في أنحاء العالم أن الاقتصاد العالمي «كان على وشك الموت، وعاد من حافة الهوية». وأضافوا أن تلك المستويات الخيالية من الارتفاع قد لا تشهدها أسواق الأسهم لفترة بعيدة، متوقعين أن تبدأ الحكومات في سحب الدعم الذي قدمته لاقتصاداتها في خضم الأزمة، مما سيؤدي إلى معاناة الأسواق من دون هذا الدعم لفترة خلال العام الجديد. وبذلك ستبدأ معدلات الفائدة لأغلب البنوك المركزية في العالم، بعد أن كانت قد وصلت إلى مراحل شبه معدومة، في العودة إلى الارتفاع التدريجي. وتتضح من خلال معدلات الفائدة التي ينتقل تأثيرها أوتوماتيكيا إلى سعر صرف الدولار، ومنها إلى سعر أوقية المعدن الأصفر التي شهدت معدلات قياسية خلال 2009 هي الأخرى، لتنهي تداولات العام عند 1226.20 دولار للأوقية. ربما كان عام 2009 من أكثر الأعوام هدوءا لمصدري النفط، فلم تتعرض منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) لانتقادات متتالية من جانب المستهلكين، ولكن السلعة الاستراتيجية تعرضت للعديد من الصفعات القوية. فقد بدأ العام بانهيار أسعار النفط ليصل سعر البرميل إلى حوالي 30 دولارا، بعدما لامس 147 دولارا في يوليو (تموز) 2008.

لكن التخفيضات التي كانت «أوبك» أعلنتها نهاية عام 2008، وبلغت 4.2 مليون برميل يوميا، بدأت تعيد التوازن إلى معادلة العرض والطلب، وعاودت الأسعار لتستقر في نطاق 65 إلى 75 دولارا للبرميل.

ومع ذلك، تراجعت عائدات الدول المصدرة للبترول بشكل لم يمكنها من تجاوز آثار الركود الاقتصادي العالمي بشكل جيد، لكن ظلت تلك الاقتصادات أفضل من غيرها كثيرا.

فالدول النفطية تأثرت بتراجع العائدات وتدهور أسواقها المالية، واضطرار حكوماتها لضخ أموال كثيرة في مشروعات عامة للحفاظ على النشاط الاقتصادي.

وكما بدأ العام باضطراب الأسواق، انتهى بهزة بسبب ديون شركات في دبي تعثرت في سدادها، وبدا القطاع المصرفي والعقاري أكثر تأثرا سلبيا بتلك الأزمة.

ولكن تلك الأزمة أثارت مخاوف كبيرة في أرجاء العالم، وذلك لأن بنوكا رئيسية لم تكن كشفت بشكل كامل عن أصولها الفاسدة وديونها الخطرة.

ويلاحظ هنا أن بنوكا مثل اتش إس بي سي وستاندرد تشارترد، كانت الأكثر تضررا من الانكشاف على ديون الشركات في دبي.