دبي تدشن اليوم أعلى بناء في العالم.. والارتفاع مجهول حتى الافتتاح

انتعاش في بورصة دبي بلغ 4% تقوده «إعمار»

TT

قد يكون أول أيام التداول في بورصات الإمارات من العام الجديد هو الذي حمل هذا الزخم للأسواق المالية، دافعا المؤشر في دبي باتجاه الارتفاع بحدود 4 في المائة. لكن العامل الأهم فيما يبدو هو استعداد الإمارة لافتتاح برج دبي، تلك المدينة العمودية التي ولدت قبل ست سنوات، عندما بدأت عمليات الحفر للبرج.

وبدأ البرج يرتفع شيئا فشيئا ليكون شاهدا على أحداث اقتصادية مهمة ملأت السنوات الست، من طفرة بلغت ذروتها وجعلت دبي وجهة للملايين، إلى أزمة اقتصادية بخرت ما جاءت به الطفرة إلى ديون لكبرى شركات دبي زادت من الضغط على اقتصاد الإمارة ليبلغ البرج اليوم عنان السماء بأضوائه ويعانق السماء بقمته ويحرك البورصات بأخباره ويشغل الناس بضخامته.

حتى لحظة كتابة هذه الكلمات لم يعلن عن الارتفاع الحقيقي لبرج دبي، لكنه وكما تقول «إعمار» العقارية، الشركة المطورة أكثر من 800 متر ويضم أكثر من 160 طابقا. وبكل الأحوال يعتبر اليوم يوما فصلا على المستوى الاقتصادي، فعند المساء ستشهد دبي افتتاح أعلى ناطحة سحاب في العالم بحضور حاكم الإمارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وآلاف الحضور.

فيما ينظر المسؤولون إلى البرج على أنه تحد اقتصادي نجحت دبي في تحقيقه، حيث قال محمد علي العبار، رئيس مجلس إدارة «إعمار العقارية» أمس «يأتي برج دبي ليؤكد مرة أخرى قدرة دبي على الإنجاز والوفاء بوعودها مهما بدت طموحة. فالبرج رمز عالمي، يجسد عزيمة دبي التي لا تلين، ويرسخ مكانتها كمدينة عالمية، تفخر بانتمائها لأمتها العربية وتعتز بهويتها الإماراتية».

هي مناسبة كان لها وقعها على سوق دبي المالية إذن، حيث بدأت بورصة دبي تداولاتها بأحجام تداولات مرتفعة يقودها القطاع العقاري تترأسه «إعمار»، حيث كسر سهم «إعمار» حاجز الدراهم الأربعة ليصل إلى 4.16، بارتفاع بلغ 7.7 في المائة، ليحقق المؤشر العام للسوق ارتفاعا بـ3.44 في المائة، ليعوض بذلك بعض خسائر أسبوع التداول الأخير من السنة.

ولعل من المؤشرات الإيجابية التي تلقاها البرج اختيار العلامة التجارية «أرماني» له ليكون مقرا لأول فنادقها الفاخرة في العالم، حيث يبدأ «برج دبي»، والذي يعتبر أبرز مشاريع «إعمار العقارية» وأطول ناطحة سحاب في العالم، باستقبال سكانه ابتداء من شهر فبراير (شباط) 2010. وتبدأ عملية تسليم الوحدات السكنية في البرج إلى العملاء في فبراير 2010. أما الوحدات السكنية، البالغ عددها 900، وأجنحة الشركات، التي تشمل مجموعة من المكاتب الفاخرة، فسيبدأ تسليمها خلال شهر مارس (آذار) أيضا.

ومن المتوقع أن تستمر عمليات التسليم فترة تتراوح بين شهرين وستة أشهر. ويجري في المرحلة الراهنة تطبيق برنامج خاص لتعريف العملاء بالبرج ومرافق الحياة العصرية المتنوعة التي يوفرها لهم.

وكانت «إعمار العقارية»، التي قامت بتطوير «برج دبي»، قد أرسلت رسائل إلى جميع عملائها لإطلاعهم على جدول التسليم، في الوقت الذي يجري فيه وضع التشطيبات النهائية على الديكورات الداخلية للوحدات السكنية والمكاتب.

وأكد عبد الله لاحج، المدير التنفيذي لإدارة المشاريع في «إعمار العقارية»، حرص الشركة على تنظيم عملية التسليم بما يضمن سيرها بسلاسة تامة ويوفر أقصى مستويات الراحة لسكان البرج والموظفين فيه الذين سيتجاوز عددهم 12 ألف شخص. وأشار لاحج إلى أنه وبالنظر إلى ضخامة المشروع فإنه من الطبيعي أن تتم عملية تسليم الوحدات إلى مالكيها على مراحل متعددة.

وبعد حفل التدشين المرتقب الذي يتوقع أن يكون مبهرا اليوم لهذه التحفة المعمارية، والذي يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الرابعة لتولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في إمارة دبي، ستتسلم «إعمار العقارية» فورا مسؤولية إدارة البرج من مختلف الاستشاريين والمقاولين والمزودين المعنيين.

وسيصبح بإمكان الزوار الصعود إلى منصة المراقبة «قمة برج دبي» في الطابق 124، والتي تعتبر الأعلى من نوعها في العالم، ابتداء من 5 يناير (كانون الثاني). وتقع أولى الوحدات السكنية التي سيتم الانتقال إليها ضمن «أرماني للشقق الفندقية»، التي تولى تصميمها المصمم العالمي الشهير جورجيو أرماني شخصيا، وتشمل 144 شقة ذات غرفة نوم واحدة أو اثنتين.

وتتميز الشقق بتصاميمها الأنيقة التي تستفيد من المساحة وأنظمة الإنارة لتضفي عليها جماليات متميزة، إلى جانب المفروشات التي تركز على التناغم بين طبيعة المواد المستخدمة في تنفيذها. ويبلغ عدد الوحدات السكنية في «برج دبي» 900 وحدة تتنوع بين الاستوديوهات والشقق التي تضم غرفة نوم واحدة أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا، وتقع بين الطابقين 19 و108. وتتوافر للسكان مجموعة متكاملة من المرافق الحصرية، ومنها «سوق برج دبي للمأكولات» إضافة إلى ردهة اجتماعية. كما تتوافر أيضا خدمة ركن السيارات للضيوف والزوار على حد سواء. وبغرض تقديم المزيد من التسهيلات والخدمات للسكان، يضم «برج دبي» ردهات متميزة في الطوابق 43 و76 و123 تضم كل منها مرافق عصرية متكاملة منها مراكز اللياقة البدنية ومنتجع «السبا» الصحي.

كما تضم كل من ردهتي الطابقين 43 و76 أحواضا للسباحة وقاعة لحفلات الاستقبال الخاصة وغيرها من المناسبات الاجتماعية. وتشغل أجنحة الشركات في «برج دبي» 37 طابقا، ويقع المدخل في طابق البهو، وتقل المصاعد السريعة الزوار مباشرة إلى الردهة الخاصة التي تقع في الطابق 123. وبارتفاعه البالغ أكثر من 800 متر، يعتبر «برج دبي أطول ناطحة سحاب في العالم بأسره، ويضم أكثر من 160 طابقا وهو أكبر عدد من الطوابق ضمن أي مبنى في العالم.

يشار إلى أن انجاز برج دبي استغرق ست سنوات بدءا بعمليات الحفر في يناير 2004 وصولا إلى تدشين البرج اليوم ليكون بذلك أطول مبنى في العالم، متجاوزا «تايبيه 101» في تايوان الذي يبلغ ارتفاعه 508 أمتار (1667 قدما) الذي حمل لقب البرج الأطول في العالم منذ افتتاحه في يناير 2004، وهو أعلى هيكل شيده الإنسان في العالم، ومتجاوزا برج KVLY ـ TV للبث التلفزيوني المدعوم بالأسلاك والقائم في داكوتا الشمالية في الولايات المتحدة الأميركية بارتفاع 628.8 متر (2063 قدما) فيما يحتضن أعلى طابق مأهول بالسكان مسجدا هو الأعلى في العالم وفقا لـ«إعمار».