وكالة الطاقة الدولية تتوقع قفزة في الطلب العالمي على النفط عام 2010

مدفوعا بحركة الطلب لدى الدول الناشئة وفي آسيا

وكالة الطاقة الدولية تقول إن الاستهلاك العالمي من النفط سيسجل قفزة بنسبة 1.7% عام 2010
TT

توقعت وكالة الطاقة الدولية أن الاستهلاك العالمي من النفط سيسجل قفزة بنسبة 1.7% في 2010، مدفوعا بحركة الطلب لدى الدول الناشئة وفي آسيا، بعد أن تراجع بنسبة 1.5% في 2009، بحسب تقريرها الشهري الذي نشر أمس الجمعة، وتتوقع الوكالة التي تمثل مصالح الدول الصناعية، أن يستهلك العالم 86.3 مليون برميل نفط يوميا في 2010، مقابل 84.9 مليون برميل يوميا في 2009، وهذه التوقعات لم تتغير، تقريبا، مقارنة بالتقرير السابق للوكالة في ديسمبر (كانون الأول).

وقالت الوكالة، «إن نمو الطلب يأتي في معظمه من دول لا تنتمي إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية»، مشيرة إلى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وأميركا اللاتينية وآسيا، وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أعادت الوكالة (مقرها باريس)، النظر في توقعاتها لجهة الطلب على النفط في الصين، ورأت أنه سيرتفع بواقع 80 ألف برميل في اليوم، وقد ارتفع الاستهلاك الصيني مدفوعا بقفزة في مبيعات السيارات، بنسبة 7.2% في 2009، ليصل إلى 8.5 مليون برميل في اليوم، وسيرتفع أيضا بنسبة 4.3% في 2010، وفي أوروبا وأميركا الشمالية، سيبقى استهلاك الذهب الأسود، على العكس، ضعيفا جدا على الرغم من بداية شتاء بارد.

ولاحظت الوكالة «أن موجة البرد التي طالت القسم الشمالي من الكرة الأرضية، في الأسابيع الأخيرة، دفعت بالكثير من المراقبين إلى توقع قفزة في حركة الطلب على النفط»، غير أن مثل هذا التفسير يتجاهل حقيقة أن النفط بات يمثل حصة أقل في التدفئة وإنتاج الكهرباء في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، بحسب وكالة الطاقة الدولية، وتتوقع وكالة الطاقة الدولية بذلك استقرارا في الطلب لدى دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في 2010، بعدما انخفض بنسبة 4.4% في 2009، وأمام هذا الطلب الذي يزداد ضعفا أكثر فأكثر في الدول الغنية، فإن منتجي النفط يحاولون إرسال كمية أكبر من إنتاجهم إلى الشرق، كما قالت الوكالة، وهكذا، أعلنت المملكة العربية السعودية لزبائنها الأوروبيين، أنهم لن يتسلموا في 2010 كميات من النفط الخام الثقيل، وسيخصص هذا النفط لآسيا، من جهة أخرى، وضعت روسيا في الخدمة، في نهاية ديسمبر، أول قسم من أنبوب النفط بين سيبيريا والمحيط الهادئ، الذي سيغذي في فترة لاحقة آسيا بالنفط الخام الروسي.

أما بالنسبة للإنتاج، فقد استمر في التحسن في الأشهر الأخيرة من 2009، ليبلغ 86.2 مليون برميل يوميا، وفي المعدل، تراجع عرض النفط بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا في 2009، ليصل إلى 84.9 مليون برميل يوميا، بسبب تراجع الطلب، بحسب الوكالة، وأنتجت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في ديسمبر 75 ألف برميل يوميا أكثر، ليصل الإنتاج إلى 29.1 مليون برميل يوميا، وتجاوزت (أوبك) حصصها الإنتاجية بواقع 1.8 مليون برميل في اليوم، وقد تركت حصصها الإنتاجية من دون تغيير في أثناء اجتماعها في لواندا (أنغولا) في نهاية ديسمبر، لكنها دعت دولها الأعضاء إلى احترامها بصورة أفضل.

وقد قالت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بمقرها في فيينا، أمس الجمعة، إن سعر خام نفط المنظمة ارتفع إلى 77.59 دولار مع قرب انتهاء تعاملات الأسبوع.

وحقق سعر برميل خام نفط (أوبك)، 159 لترا، مكاسب بقيمة 44 سنتا أميركيا، أول من أمس الخميس، بعد أن تراجع بنحو دولارين في جلسة تعاملات الأربعاء الماضي.

وتنتج 12 دولة عضوا في (أوبك) أكثر من ثلث الإنتاج العالمي من النفط، وفي المقابل انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي لليوم الخامس على التوالي في التعاملات الإلكترونية لبورصة نايمكس، أمس الجمعة، بعد أن أثارت بيانات اقتصادية ضعيفة، وزيادة في مخزونات الخام في الولايات المتحدة مخاوف من انتعاش ضعيف للطلب في أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وقالت وزارة التجارة الأميركية، إن مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة هبطت بنسبة 0.3% الشهر الماضي، في أول انخفاض لها في 3 أشهر، بينما أظهرت بيانات لوزارة العمل أن المزيد من الأشخاص تقدموا بطلبات للحصول على إعانات بطالة الأسبوع الماضي، وبحلول الساعة 03:42 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف لتسليم فبراير (شباط) 78.95 دولار للبرميل، منخفضا 44 سنتا، بعد هبوطه 0.26 دولار عند التسوية، يوم الخميس، إلى 79.39 دولار.

وهبطت عقود الخام التي لامست أعلى مستوى لها في 15 شهرا 83.95 دولار، يوم الاثنين، نحو 5 دولارات خلال الجلسات الأربع الماضية، وهبط سعر عقود مزيج النفط الخام برنت في لندن 53 سنتا إلى 78.04 دولار للبرميل.

وجاء هبوط يوم الخميس، بعد أن قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، في اليوم السابق، إن مخزونات النفط التجارية في أميركا سجلت زيادة قدرها 3.7 مليون برميل، أو نحو 3 أضعاف التوقعات، وزادت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 1.4 مليون برميل، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض.

وقال محللون إن تقرير المخزونات يشير إلى ضعف العوامل الأساسية للطلب في السوق الأميركية.