العملة الخليجية.. سمها ما تشاء؟

سعود الأحمد

TT

لا شك أن دول مجلس التعاون تمر بمرحلة تحديات اقتصادية كبيرة. هذا واقتصادات الدول الخليجية الست في أحسن أحوالها، فماذا لو لم تكن كذلك!. ولذلك فإن الحاجة تدعو إلى سرعة العمل لكل ما من شأنه التكتل الاقتصادي لمواجهة القوى والتكتلات الاقتصادية العالمية الأخرى. وعلى طريق العمل المشترك، فإن من الطبيعي أن يحصل تباين في وجهات النظر بين اللجان الفنية لممثلي الدول الأعضاء. ففي حديث صحافي للأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في مجلس التعاون الخليجي للزميلة «الاقتصادية» حول اسم العملة الخليجية الموحدة، قال «محمد المزروعي»: إنه لم يتم بعد الاتفاق على تسمية العملة الموحدة لدول مجلس التعاون العربية، وأنه شخصيا يفضل ألا يكون الاسم من أسماء العملات المتداولة حاليا في الخليج، حتى يكون للعملة الجديدة طابعها وشخصيتها ووزنها واعتبارها، وأن من الممكن أن نُفكر بأسماء من التراث الخليجي... بشرط أن يكون الاسم خفيفا وسهل التداول بين الناس، وينطق ويكتب بالعربية والإنجليزية بسهولة على اعتبار أن الاسم سيكون مكتوبا على العملة... واعتقد أن ما سبق ذكره كلام منطقي ومقبول. وأرى أن الوقوف عند هذه القضية لا يستحق الوقت الذي نتأخر من أجله. بل إنني لا أجد ما يبرر الإصرار على اسم دون آخر.. سواء كان الريال أو الدينار أو الدرهم أو حتى القرش أو الفلس. والذين يرون أن في هذا ربطا بقوة تمثيل دولة دون أخرى، قد لا يعلمون أن جميع عملات دول مجلس التعاون الخليجية مستوحاة من أسماء دخيلة على العربية وليس لها تأصيل عربي. فكلمة «الدينار» أصلها روماني من «ديناريوس»، وهي نقود فضية كانت تستخدم قبل أكثر من مائتي عام قبل الميلاد. كما أن كلمة «الريال» مستقاة من اللغة الإسبانية بمعنى ملكي وهو الذي كانت تسمى به العملة الإسبانية الحالية «البيزو». أما «الدرهم» فالمعنى مستقى من اللغة اليونانية من كلمة «دراخمة». وحتى بالنسبة لـ «القرش»، فهي كلمة ألمانية من «غروشن». أما «الفلس» فهي كلمة يونانية أصلها «فوليس»... الشاهد أن العملات الخليجية ليس فيها من التأصيل التاريخي أو اللغوي العربي والخليجي ما يستدعي الخلاف عليه بما يخدم تسمية العملة الخليجية الموحدة. بل إن اسما مثل «عملة» أو «نقد» أو «قصد» أو «مال» إلى غير ذلك من المفردات العربية التي تربط معنى العملة بدول الخليج العربية أو تربط بين اللغة أو الديانة، أقرب إلى التأصيل وأدعى إلى توحيد القناعة بالاتفاق عليه. مع التحفظ على من يرغب في تسمية العملة الخليجية بـ «خليج». لأن هذا الأمر محسوم بأن الخليج ليس لدول مجلس التعاون وحدها. ولذلك جاءت تسمية الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. والمجال والمساحة لا يتسعان للحديث عن الأمور التاريخية لتوضيح هذه النقطة.

* كاتب ومحلل مالي