قادة دوليون يجددون من أبوظبي الدعوة إلى التزامات بيئية

الإمارات و«دويتشه بنك» يؤسسان صندوقا للتكنولوجيا النظيفة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي يتوسط مجموعة من كبار الشخصيات الذين حضروا مؤتمر «مستقبل الطاقة» في أبوظبي أمس (إ.ب.أ)
TT

وجه قادة دوليون أمس من أبوظبي تحذيرات جديدة من مخاطر التغير المناخي داعين إلى تكثيف التحرك الدولي من أجل استخدام الطاقات النظيفة والمتجددة، وذلك في افتتاح مؤتمر حول الطاقات المتجددة.

وقال رئيس جزر المالديف محمد نشيد «إذا لم نتحرك اليوم، ستموت شعابنا المرجانية وغاباتنا الاستوائية، وستتحول الدول الصحراوية إلى دول حارة بشكل لا يحتمل، فيما ستغرق دول ارتفاعها عن سطح المياه ضئيل».

وأضاف رئيس الدولة الأرخبيل التي هي من أبرز الدول المهددة بالغرق بسبب ارتفاع مستوى البحر نتيجة التغير المناخي، أن «التعامل مع التغير المناخي لا يشبه التعامل مع المسائل الدولية الأخرى مثل التجارة والتسلح، نحن لا نملك الوقت الكافي لكي نلتقي سنة بعد سنة في إطار مفاوضات لا تنتهي».

وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية أن نشيد كان يشير في كلمته التي ألقاها في افتتاح «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، إلى محادثات كوبنهاغن حول التغير المناخي، والتي توصلت إلى اتفاق غير ملزم من أجل الحد من ارتفاع حرارة الأرض.

واعتبر نشيد أن «اتفاق كوبنهاغن في شكله الحالي لن يحول دون وقوع كارثة التغير المناخي، التحدي الذي نواجهه هذه السنة والسنة المقبلة هو أن نعزز هذا الاتفاق ليتحول إلى مسودة لتحرك ينقذ كوكبنا».

من جهته أطلق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دعوات مماثلة، مشددا على خطورة التحديات البيئية.

وقال أردوغان في افتتاح المؤتمر «إن الحد من الانبعاثات الكربونية خطوة من أهم المصاعب أمامنا».

وألقى أردوغان الضوء على الجهود التي تبذلها بلاده من أجل الحد من استخدام الوقود الأحفوري، مؤكدا أن الطاقة المتجددة تمثل 20 في المائة من الطاقة التي تنتج في تركيا وأن أنقرة تسعى إلى رفع هذه النسبة إلى 30 في المائة بحلول عام 2023.

كما ذكر أردوغان أن تركيا تريد أن تسهم في ضمان أمن الطاقة في أوروبا عبر تصدير الغاز الذي يعد مصدرا للطاقة أنظف من النفط والفحم.

وقال أردوغان «إن بلدنا يسعى إلى المشاركة في أمن الطاقة الأوروبي» في إشارة إلى اتفاق «أنبوب نابوكو» للغاز الذي وقعته تركيا في يوليو (تموز) الماضي مع أربع دول أوروبية ويهدف إلى الحد من اعتماد أوروبا على روسيا في ما يتعلق بالغاز.

من جهته سجل وزير الطاقة القطري عبد الله بن حمد العطية، الذي تعد بلاده أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، اعتراضا على مصطلح«الطاقات البدلية».

وقال العطية أمام المشاركين في المؤتمر «أنا لست ضد الطاقات المتجددة، وإنما لا أستحب كلمة بديلة».

وأضاف «نحن بحاجة إلى تنويع مصادر الطاقة ولكن لسنا بحاجة إلى إلغاء بعضنا البعض».

وتقدر احتياطات قطر من الغاز بأكثر من 25 ترليون متر مكعب، أي نحو 15 في المائة من الاحتياطات العالمية. والثروة الغازية القطرية هي الثالثة في العالم بعد روسيا وإيران.

وأيضا وجه كل من الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس ورئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق، وولي عهد إسبانيا ونظيره الدنماركي، دعوات لتكثيف العمل الدولي لمكافحة التغير المناخي والاحتباس الحراري.

ونظم على هامش المؤتمر معرضا حول أحدث التقنيات في مجال الطاقات المتجددة.

وكانت أبوظبي اختيرت العام الماضي لتكون مقرا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

وتملك أبوظبي 95 في المائة من النفط الإماراتي الذي يقدر بعشر الاحتياطي النفطي العالمي تقريبا، إلا أنها أطلقت مدينة (مصدر)، التي ستكون أول مدينة في العالم خالية من الانبعاثات الكربونية.

وستكون مدينة (مصدر) مقرا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا).

وعلى صعيد آخر قالت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) المملوكة لحكومة أبوظبي و«دويتشه بنك» إنهما أسسا صندوقا للتكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة بقيمة 265 مليون دولار. وقال «دويتشه بنك» إن الصندوق سيستثمر في شركات تعمل في توليد الطاقة وإدارة المياه والصرف وفي شركات تطور تقنيات لكفاءة الطاقة.

وشركة مصدر مبادرة حكومية تهدف إلى إعداد أبوظبي لمستقبل الطاقة بعد النفط والغاز الطبيعي.

ومن ناحية أخرى قال مسؤول تنفيذي كبير بشركة تبني محطة توليد كهرباء ومشروعا لاحتجاز الكربون وتخزينه بتكلفة 2.2 مليار دولار، إن المشروعين سيستكملان في عام 2014 مصدر وبي. بي، وقد يكون المشروع هو أول مشروع لاحتجاز الكربون وتخزينه على نطاق واسع في العالم.

وأوضحت وكالة «رويترز» للأنباء أن المحطة ستفصل ألغاز الطبيعي إلى هيدروجين وغاز ثاني أكسيد الكربون. وسيستخدم الهيدروجين كوقود لتشغيل محطة لتوليد الكهرباء بطاقة تبلغ 500 ميجاوات، بينما سيجري ضخ ثاني أكسيد الكربون في حقول نفطية، وستستهلك المحطة نفسها نحو 100 ميجاوات في حين ستباع الطاقة المتبقية البالغة 400 ميجاوات إلى شبكة الطاقة في الإمارات.