«سابك» السعودية: 3 عوامل ستساعد على استمرار تحسن النتائج في العام الحالي

الماضي: مفاوضات مع «ساينوبك» الصينية للدخول في قطاع خدمة صناعة السيارات

محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» (تصوير: أحمد فتحي)
TT

توقع مسؤول رفيع المستوى في الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» استمرار تحقيق النتائج الإيجابية للشركة في العام الحالي، بناء على 3 عوامل، أسهمت في تحقيق النتائج الإيجابية العام الماضي، التي تتمثل في ارتفاع أسعار النفط، والنمو الاقتصادي، وتحسن الإنتاج والمبيعات.

وقال المهندس محمد الماضي، الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» إن الأسعار في الربع الرابع ارتفعت بفضل ارتفاع أسعار النفط والنمو الاقتصادي الذي شهدته في عام 2009، مشيرا إلى أن هناك تحسنا كبيرا في استهلاك البلاستيكيات الهندسية، خصوصا في صناعة السيارات والإلكترونيات والتشييد. وأضاف الماضي، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في مقر الشركة بالرياض، أن جميع تلك التحسينات انعكست على نتائج الربع الرابع، وتوقع أن تستمر في التحسن بفضل استمرار زيادة الأسعار والنمو وزيادة أسعار النفط تنعكس على نتائج الشركة.

وكانت «سابك» قد أعلنت عن تحقيق أرباح صافية خلال العام الماضي بلغ 9.1 مليار ريال (2.4 مليار دولار)، مقابل 22 مليار ريال (5.8 مليار دولار) للفترة المماثلة من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 59 في المائة.

وسجلت الشركة نموا واضحا في عملياتها وذلك من خلال بلوغ صافي أرباحها خلال الربع الرابع نحو 4.58 مليار ريال (1.221 مليار دولار)، مقابل 0.31 مليار ريال (83 مليون دولار) للربع المماثل من العام السابق، وذلك بارتفاع قدره 1377 في المائة، ومقابل 3.65 مليار ريال (973 مليون دولار) للربع السابق، وذلك بارتفاع قدره 26 في المائة.

وبين الماضي أن إعادة هيكلة الشركة انعكست على التكاليف، خصوصا في ما يتعلق بالبلاستيكيات المبتكرة، وهي التي استفادت كثيرا من إعادة الهيكلة، الأمر الذي انعكس على «سابك»، مشيرا إلى أن أغلب التوسعات والمصانع ستدخل في نتائج سابك في النصف الأول من العام الحالي، وكشف عن وجود نحو 16 مصنعا ستدخل في الإنتاج خلال الأعوام 2010، 2011، 2012.

وبين أن مصانع الأسمدة شهدت توقفات خلال الفترة الماضية، التي لن تتكرر في 2010، حيث إن تلك التوقفات كانت مجدولة، مشيرا إلى أن الشركة حافظت على مركزها المالي القوي عن طريق التوازن في الإنفاق والتدفقات النقدية انعكس إيجابا على التصنيف الائتماني من قبل الشركات التي تصنف الشركات، وكانت «سابك» الأولى في التصنيف الائتماني ما بين الشركات العاملة في القطاع نفسه. ولفت إلى أن الأسواق التي شهدت النمو الأكبر كانت في شرق آسيا، وتحديدا الصين، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، وهي دول تأثرت كثيرا في التغيرات المالية، موضحا أنهم لمسوا تحسنا في تلك الاقتصاديات.

وعن «سابك» الواحدة قال: «شركة (سابك) قامت بعدد من الاستحواذات في الفترة الماضية بعدد من أنحاء العالم، وهناك عدة أمور مشتركة بينهم، أسهمنا في توحيدها كالقيام بالمشتريات جماعيا عن طريق جهاز مشتريات مركزي، إضافة إلى التسويق الذي تم توحيده، وسينتج عنها قوة تفاوضية وخفض في التكاليف».

وعن الشهرة أشار الماضي إلى أنها شيء ينظر إليه من قبل المراجع الخارجي، وهو لم يتحدث عن شهرة الشركة، وأكد أن «(سابك) تنظر إيجابا لعام 2010 لعدة أسباب، الأول منها تحسن الأسعار وزيادة الطاقة الإنتاجية، الأمر الذي سيزيد من صافي الدخل مستقبلا، وهو ما يتطلب استمرار عمل المصانع، مبينا أنها معدات معرضه للتوقف لأسباب فنية وغيرها، وإذا افترض أن تعمل بنفس المعدل، فيتوقع أن ينعكس ذلك إيجابا».

وعن انخفاض ربحية السهم أوضح الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» أن الشركة في موقع قوي في الداخل والخارج، في الوقت الذي يبلغ عدد أسهم سابك 3 مليارات سهم، وهي لا تقارن بأي من الشركات.

وأكد أن قضايا الإغراق لم تؤثر على سابك، وأن محامي الشركة يتابعون القضية، متمنيا أن تنتهي تلك القضايا لصالح «سابك»، ومتوقعا أن تستمر النتائج وأسعار البتروكيماويات في النمو، إضافة إلى المشاريع التي ستدخل في التشغيل التجاري قريبا.

وذكر أن الشركة لديها تعاون تجاري مع شركة «ساينوبك» الصينية، قبل الدخول في اتفاق معها، وذلك عن طريق تسويق المنتجات، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن أكبر شركة في السعودية تتشارك مع أكبر شركة في الصين، وهما يمثلان دولتين بينهما تعامل تجاري كبير.

وقال: «السعودية الشريك الأول مع الصين، ونمت أكثر من الضعف وذلك لحسن العلاقة بين المملكة والصين، والمشروع الأخير بين الشركتين هو لثقتنا في (ساينوبك) لإنتاج الكثير من المواد للسوق البتروكيماوية، ونطمح لاستمرار التعاون مع الشركات الصينية وخصوصا (ساينوبك)، وفي المجالات الأخرى».

وبين أن السوق الصينية تعد أكبر سوق للبتروكيماويات. وهي سوق تنمو وتحتاج إلى مواد متنوعة، ولدى «سابك» رغبة في الاستثمار بالصين لأكثر من مشروع وبحكم أن «سابك» و«أرامكو» السعودية تعملان معا خارج المملكة، فإنهما يطمحان في إقامة علاقة مع «ساينوبك».

وفي ما يتعلق بصناعة السيارات هناك نمو في الصين، وهناك طلب على البولي بروبلين، وشركة «سابك» من أوائل الشركات التي لديها تقنيات عالية، ونحن نناقش مع «ساينوبك» إطلاق مشاريع في الصين وفي المستقبل في السعودية.

وأوضح أن شركة سابك شركة تجارية، تنظر إلى الأوضاع الاقتصادية، وتنظر إلى الوضع المالي للشركة، لافتا أن الجميع لم يكن يتنبأ بمستقبل الأزمة المالية في أواخر 2008، التي اتضح أن الأزمة المالية والاقتصادية ليست بنفس القوة التي كان يتوقع، حيث كانت التوقعات أن الأزمة المالية أقوى تأثيرا من أزمات الثلاثينات بالنسبة لأميركا، والعالم. وكشف عن تعويضات لموظفي الشركة بعد إيقاف العلاوت خلال العام الماضي، من خلال المكافآت، متمنيا أن تستمر الأوضاع من دون أي تأثير.

وأكد أن المصانع التي شهدت توقفا في غرب السعودية، كانت بسبب الأحوال الجوية، حيث توقفت المصانع لأقل من نصف الساعة.

إلى ذلك، اعتبر تقرير «كريديه سويس»، تقييم سعر سهم «سابك»، وفقا لقراءتها الفنية خلال 12 شهر الماضية، بأنه ارتفاع من 95 ريال إلى 120 ريال للشهر الواحد، وهو ما يمثل قفزة في الأسعار الحالية، كما رفعت التوقعات مكاسب الشركة تقديره للعام في 34 في المائة، ووضعوا في الاعتبار الظروف الصعبة والعوامل المؤثرة.

وأضاف التقرير أن «سابك» حققت نتائج قوية متفوقة على معظم تقديرات المحليين، في الوقت الذي تشكل النتائج الربعية الأخيرة مستقبلا قويا للشركة، فضلا عن أن «سابك» ستلعب دورا أساسيا في الاقتصاد العالمي، خصوصا أن أسعار البتروكماويات العالمية بدأت في الارتفاع بقوة، لا سيما منتجات البولي بروبلين.

ويرى التقرير أن قطاع البتروكماويات أصبح قطاعا استثماريا جاذبا في أسواق المال، ومنافسا لقطاع البنوك والمصارف، وذلك لتأثيره على المستثمرين في أسواق المال.