المغرب يختار فرنسا لاستيراد القطارات فائقة السرعة

يرتقب أن تربط بين الدار البيضاء وطنجة بحلول 2015

TT

قال كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل المغربي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المغرب اختار فرنسا لاستيراد حاجته من القطارات فائقة السرعة، التي يرتقب أن تبدأ العمل في نهاية سنة 2015 وتربط بين الدار البيضاء وطنجة.

وأوضح غلاب أن اختيار فرنسا ارتكز على التزام الحكومة الفرنسية بتقديم الدعم المالي للمغرب من أجل إنجاز هذا المشروع الكبير، بالإضافة إلى التزامها بنقل التكنولوجيا الفرنسية إلى المغرب في مجال القطارات فائقة السرعة.

وأشار غلاب إلى أن المخطط المغربي للنقل بالقطارات فائقة السرعة يهدف إلى إنشاء شبكة سككية جديدة متخصصة بطول 1500 كيلومتر، وتتكون من محورين كبيرين: محور شمال/جنوب، ويربط مدينتي أكادير بطنجة مرورا بالرباط والدار البيضاء، ومحور شرق/غرب، ويربط الدار البيضاء بوجدة مرورا بفاس.

وأوضح غلاب أن الاتفاقية التي وقعتها الحكومة أول من أمس بمدينة طنجة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية بالمغرب، في حضور العاهل المغربي الملك محمد السادس، تهم إنجاز الشطر الأول من هذا المخطط، الذي يربط الرباط بمدينة طنجة على طول 200 كيلومتر. وسيكلف هذا الشطر 20 مليار درهم (2.64 مليار دولار). وقال غلاب: «إطلاق هذا الشطر سيمكن من تقليص مدة الرحلة بين الرباط وطنجة من نحو 4 ساعات حاليا، بالقطارات العادية، إلى ساعة واحدة و20 دقيقة بالقطار فائق السرعة، الشيء الذي سيكون له وقع اقتصادي كبير».

وأضاف غلاب أن القطارات فائقة السرعة ستصل إلى الدار البيضاء كذلك بعد انتهاء هذا الشطر عبر استعمال السكة الحديدية المزدوجة التي تربط حاليا بين الرباط والدار البيضاء.

وحول مدى تقدم إنجاز هذا المشروع، قال غلاب: «نحن الآن بصدد استكمال الدراسات التفصيلية للمشروع وإطلاق طلبات عروض لإنجاز الأشغال التمهيدية. ونترقب أن تنطلق الأشغال خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل، وأن نشرع في استغلال القطارات فائقة السرعة مع نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2015».

وأضاف غلاب أن الحكومة المغربية تولي أهمية خاصة للنقل عبر القطارات لكونه يستقطب أعدادا متزايدة من المستعملين. وقال: «ارتفع عدد مستعملي القطارات في المغرب من 14 مليون مسافر خلال سنة 2003 إلى 30 مليون مسافر في سنة 2009. وهذا الإقبال الكبير دفع الحكومة إلى إيلاء اهتمام خاص بقطاع النقل السككي لجعله في مستوى متطلبات المواطنين».

وأشار غلاب إلى أن الحكومة، بالموازاة مع مخطط إنشاء الشبكة الجديدة للنقل بالقطارات فائقة السرعة، خصصت 13 مليار درهم (1.7 مليار دولار) لتطوير وترقية الشبكة الحالية للسكك الحديدية. وأوضح أن من أبرز المشاريع المبرمجة في هذا الإطار إنشاء خط ثالث بين الرباط والدار البيضاء، وكهربة خط السكة الحديدية بين فاس ووجدة، وبناء خط ثانٍ بين سطات ومراكش، بالإضافة إلى إنشاء عدد من محطات القطار الجديدة.