أعلن أمس في دبي عن إطلاق نواة للتعاون بين «الجمعية العالمية للصحف» (WAN IFRA) من جهة، و«جمعية ناشري الشرق الأوسط» (MEPA) من جهة أخرى، وذلك من خلال تأسيس مقر إقليمي لمنظمة «افرا»، في الشرق الأوسط تكون مكاتب «الجمعية العالمية للصحف» في دبي مقر له.
وجاء الإعلان في كلمة ألقاها الدكتور عزام الدخيل الرئيس التنفيذي لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» في افتتاح مؤتمر «WAN IFRA» الدولي الذي بدأ فعالياته صباح أمس في دبي واضعا هذا التعاون في إطار تسهيل وتسريع الدور الفاعل لـ«افرا» في الشرق الأوسط، العرض الذي قابله رينر ميتلباش الرئيس التنفيذي لـ«افرا» بالقبول مباشرة.
واعتبر عزام الدخيل الهدف من وراء هذه المبادرة هو الدمج بين شبكة الاتصالات والبنية التحتية لدى «MEPA»، وقدرات «WAN IFRA» في التكنولوجيا وتطوير الأعمال.
مشيرا إلى أن أنشطة اتحاد ناشري الشرق الأوسط تغطي خمسة عشر بلدا في منطقة الشرق الأوسط، من اليمن إلى تركيا، ومن مصر إلى إيران، وأن هذا الاتحاد يضم ثلاثة وثلاثين عضوا، ولديه فريق عمل إداري مركزي على صلة بجميع الناشرين الكبار، بالإضافة إلى حضوره القوى في مدينة دبي للإعلام.
وأعرب عزام الدخيل في مستهل كلمته التي افتتح بها المؤتمر بحضور المدير التنفيذي لمدينة الإنتاج الإعلامي في دبي عن شكره لمنظمة «افرا» ومدينة دبي للإعلام مشيدا بما بذلوه من جهود متميزة، ودعمهم للمجال الإعلامي في منطقة الشرق الأوسط. وتطرق الدخيل في كلمته إلى التغييرات الرئيسية التي تمر بها صناعة النشر مؤخرا، والعقبات التي تواجهها في مختلف دول العالم، وفسر قلة تضرر دول الشرق الأوسط بهذه المتغيرات لكون الاقتصاد المحلي لكثير من هذه البلدان على ما يرام، وأيضا لكون التحول إلى قنوات الإعلام الجديد لا يزال في مرحلة التطوير، «كما تعلمون فإنه وعلى مدى العامين الماضيين قد بدأنا نشهد تدفقا للاستثمارات في مجال الإعلام في منطقة الشرق الأوسط من كبرى شركات ووسائل الإعلام العالمية (مثل «غوغل»، «وياهو»، و«سي إن إن» و«NewsCorp» على سبيل المثال لا الحصر)، وكذلك من رجال الأعمال ومقدمي الخدمات، وأيضا من المنظمات الإعلامية مثل (WAN IFRA)» مستطردا بالقول: «ستستمر التحديات التي تواجه وسائل الإعلام مع تغيير سلوك المستهلك، حتى بعد مرور الأزمة الاقتصادية الحالية... فقط التعاون، والنظرة الإيجابية من خلال التعلم من بعضنا بعضا، سيكون الحل الوحيد، وهذا المؤتمر هو خطوة في هذا الاتجاه، وأؤمن أن مكتبا قويا لـ(افرا) بالشرق الأوسط سوف يكمل الرحلة».
واعتبر الدخيل أن عملية الدمج الأخيرة بين الجمعية العالمية للصحف و«افرا» هي أيضا خطوة كبيرة نحو هذا النوع من التعاون، «ففي بيئة النشر الحديثة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، فإن العمل التحريري والنشاط التجاري واللوجستي للنشر دائما ما يسيران جنبا إلى جنب، وبالدعم الواسع من (WAN IFRA) فإن احتياجات الناشرين المحليين ستكون متوفرة بطريقة أكثر شمولا».
من جهته، رحب رينر ميتلباش الرئيس التنفيذي لـ« WAN IFRA- ألمانيا» بمبادرة اتحاد ناشري الشرق الأوسط معتبرا أنه عرض سخي يمنح منظمته الفرصة للوصول إلى المنطقة لتوسيع نشاطها من خلال التعاون مع مؤسسات ذات صيت واسع في المنطقة والعالم، وقال ميتلباش في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد فاجئني السيد عزام الدخيل بعرضه بإقامة هذا التعاون مع جمعية الناشرين في الشرق الأوسط وكان من عدم الذكاء أن لا أقبل هذا العرض السخي الذي سيمنح منظمتنا بموجبه فرصة للتوسع باتجاه المنطقة وامتلاك مكاتب في دبي، وهذا أمر مفيد جدا بالإضافة إلى تفعيل تواصلنا مع المنطقة».
بدوره أثنى محمد عبد الله المدير التنفيذي لمدينة دبي للإعلام على الخطوة معتبرا أنها تعزز التعاون عالميا بين المؤسسات الصحافية لمواجهة تحديات عديدة قائلا: «هذه فرصة لتعزيز وجود (WAN IFRA) في المنطقة وكان هناك دائما بحث عن منصة إقليمية للتعاون مع المؤسسات العالمية»، واعتبر عبد الله أن «هذا عرض كريم جدا من قبل جمعية ناشري الشرق الأوسط ويفترض أن يستغل من جانب المؤسسات الصحافية الموجودة في المنطقة»، مؤكدا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن دور مدينة دبي للإعلام هو تأمين كل الدعم اللازم لهذه المبادرة لكي تنجح.