رئيس «تويوتا» يخرج عن صمته.. ويعتذر عن مشكلات سيارات الشركة اليابانية

بينما أعلنت «فورد» الأميركية عن مشكلة مكابح في سيارتها الهجين

TT

في المؤتمر الصحافي الذي أعد على عجل ليلة أمس الجمعة قدم رئيس شركة «تويوتا» اعتذارا لمستخدمي «تويوتا» بسبب مشكلات الجودة التي أدت إلى سحب أكثر من 9 ملايين سيارة خلال الأشهر الأخيرة، وقال إن الشركة المصنعة ستعلن قريبا عن الخطوات التي ستتخذها للتعامل مع مشكلات المكابح في موديل سيارتها «بيريوس 2010». وقال رئيس الشركة أكيو تويودا، أيضا إن الشركة ستنشئ قوة عمل عالمية لتطوير الجودة. وأضاف تويودا: «أنا آسف بشدة على أنني أثرت القلق لكثير من الأفراد. وسوف نبذل قصارى جهدنا لاستعادة ثقة عملائنا». تويودا، حفيد مؤسس الشركة، كان غائبا عن الأضواء خلال الأسابيع القليلة الماضية، عندما بدأت الشركة حملة إعلامية في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم لشرح تفاصيل عن خطط لإصلاح ملايين السيارات التي تلتصق دواسات البنزين بها. وحتى يوم الجمعة، كانت التصريحات الوحيدة لتويودا حول المشكلات المتزايدة التي تواجهها الشركة قد جاءت ضمن مقابلة قصيرة مع هيئة الإذاعة اليابانية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا. تتمثل المشكلات في طراز «بيريوس 2010» في نظام المكابح المانعة للانزلاق. وقال مسؤولو الشركة يوم الجمعة إنهم يراجعون موديلين آخرين من السيارات الهجين يعملان بنظام المكابح نفسه: «لكزس HS250h» و«ذا ساي» الذي يباع في اليابان. وقد باعت «تويوتا» نحو 130.000 من أحدث موديلات «بيريوس» في الولايات المتحدة و176.000 في اليابان و32.000 في أوروبا. وقد بدأ موزعو «تويوتا» بالفعل في إصلاح دواسات الوقود في ملايين السيارات الأخرى التي تم سحبها من الأسواق، ولكن الطراز «بيريوس 2010» لم تكن به تلك المشكلة.

وقالت الشركة أول من أمس إنها حددت مكان الخلل في نظام المكابح المانعة للانزلاق في «بيريوس 2010»، وإنها عدلتها في السيارات التي تم تصنيعها منذ أواخر يناير (كانون الثاني). وأعيد تصميم السيارة وفقا لموديل عام 2010 وقد طرحت النسخة الأولى منها ذهبا للبيع في مايو (أيار) الماضي في اليابان. وكان بعض سائقي السيارة «بيريوس 2010» قد اشتكوا من أن سياراتهم تفقد للحظات القدرة على الكبح لدى القيادة على الطرق الوعرة أو غيرها من الأسطح غير المستوية. وقالت «تويوتا» إن المشكلة كانت نتيجة للمكابح المضادة للانزلاق التي تحاول الحفاظ على قوة جر الإطارات.

وتضيف هذه التطورات المسائل المتعلقة بشأن مصداقية «تويوتا» خاصة أن الشركة قالت يوم الأربعاء الماضي إنها تدرس التقارير بشأن مشكلات المكابح بالنسبة لـ«بيريوس» لكنها لم تكن متأكدة من السبب. وقال سيجي مايهارا، وزير المواصلات الياباني للصحافيين يوم الجمعة: «لاحظ مستخدمو السيارات بعض الأخطاء، وكانت هناك بعض الحوادث. وهو ما دعاني إلى الاعتقاد بأن (تويوتا) لم تضع المستهلك في المقام الأول». وقد أمرت الحكومة اليابانية الشركة بالتحقيق في قضية المكابح بالنسبة للسيارة «بيريوس» كما فعلت إدارة أمن المواصلات على الطرق السريعة الأميركية. وقال خبراء السلامة في واشنطن يوم الخميس الماضي إنهم فتحوا تحقيقا في موضوع مكابح السيارات. وقالت «تويوتا» إنها «ستتعاون بصورة كلية مع التحقيق». ويشير ديفيد تشامبيون، مدير اختبارات السيارات في مجلة «تقارير المستهلك»، المطبوعة غير الربحية في الولايات المتحدة، إلى أنه وفق الظروف العادية لن تمثل مشكلة المكابح في سيارات «بيريوس» مشكلة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى سحبها من الأسواق. ولكن نظرا لحجم الاهتمام السلبي المحيط بـ«تويوتا»، وقيام اثنين من لجان مجلس النواب بتحديد موعد لعقد جلستي استماع هذا الشهر حول سحب السيارات من الأسواق تحتاج شركة صناعة السيارات إلى إظهار أنها تبذل كل ما بوسعها للتخفيف من حدة المخاوف من سياراتها. وقال تشامبيون قبل المؤتمر الصحافي الذي عقدته «تويوتا» أمس: «تتلقى (تويوتا) صدمة كبيرة في الوقت الحالي بشأن سمعة الشركة التي بنيت على أساس الأمن والتحمل». كان الدافع إلى إجراء التحقيق بشأن «تويوتا بيريوس»، ما ذكرته وكالة السلامة الأميركية من أنها تلقت 124 شكوى حول الفرامل الخاصة بهذه السيارة. وبحلول ظهر يوم الخميس الماضي كانت قاعدة بيانات الوكالة قد تلقت نحو 300 شكوى بشأن تلك المسألة؛ 8 منها تتناول تحطم السيارة، ومعظمها في الجزء الخلفي من سيارة أخرى على سرعة منخفضة، واثنان من السائقين قالا إنهما أصيبا في عنقيهما. وقال أحد المشتكين: «إنها تصحح نفسها بنفسها على الفور تقريبا، ولكن هناك هذه الثانية التي تجعلك تشعر أنها لن تتوقف». وكتب آخر: «إنها أمر مرعب وتحتاج إلى فحصها مرة أخرى». في الوقت نفسه، قالت شركة «فورد موتور» أول من أمس إن هناك مشكلة مع المكابح من النسخة الهجين من السيارة «فورد فيوجن». وقالت «فورد» يمكن للعملاء الحصول على برمجيات تحديث مجانية، لكنها لم تبدأ في سحب السيارة بصورة رسمية. وقالت «فورد» إن المشكلة في سيارة «فيوجن» الهجين سببها تبديل السيارة غير الضروري بين المكابح التقليدية وفرامل استعادة الطاقة، التي تمتص الطاقة أثناء الفرملة لشحن البطارية. الطراز يستخدم أيضا مكابح استعادة الطاقة.

وقالت «فورد» في بيانها: «على الرغم من احتفاظ المركبات بكامل قدرتها على الكبح، فإنه ربما يعتقد بعض العملاء بفقدان المكابح». وقد تلقت قاعدة بيانات الحكومة شكوى في مايو (أيار) 2009، عن عطل في الفرامل في «فيوجن». وأعلنت شركة «فورد» برامج تحديث أول من أمس بعد أن واجه سائق التجارب في مطبوعة «تقارير المستهلك» المشكلة وأخطر الشركة. وقالت «تويوتا» إن المشكلة التي وجدتها في «بيريوس» لا تمت بصلة إلى العيوب التي وجدت في السيارات التي تم سحبها في يناير (كانون الثاني) من ثمانية نماذج أخرى بلغت نحو 4.5 مليون سيارة، من أجل دواسات السرعة التي يمكن أن تلتصق، وكان عدد السيارات التي قامت الشركة بسحبها في نوفمبر (تشرين الثاني) قد وصل إلى 5.5 مليون سيارة بسبب دواسات الوقود التي يمكن أن تلتصق بأسفل غطاء أرضية السيارة. بعض الطرازات من السيارة «بيريوس» التي أنتجت في الفترة من عام 2004 حتى نهاية سنة 2009 كانت تعاني من المشكلة نفسها وقد تم سحب بعض الطرازات الأخرى من «تويوتا». وقد بدأ إصلاح دواسات الوقود في السيارات التي تم سحبها أول من أمس في كثير من مقار موزعي «تويوتا» في الولايات المتحدة بعد تلقي شحنات من الأجزاء اللازمة. وفي «بيدج تويوتا» في ساوثزفيلد بولاية ميشيغين ينهي العمال إصلاح الأعطال في توقيت يستغرق ما بين 20 إلى 25 دقيقة. بحسب رئيس فريق الصيانة دافا ديفيس. وقال ديفيس إن الدواسات الموجودة بالسيارة يمكن أن تصبح صعبة التشغيل أو أن تلتصق جزئيا بغطاء أرضية السيارة، وإن العلاج يتمثل في تركيب رقيقة صغيرة مستطيلة الشكل من الصلب يتراوح سمكها بين 0.056 إلى 0.116 بوصة، أو 1.4 ملم ليصل إلى 2.9 ملم في علبة تجميع الدواسة. ويقوم العاملون في الوكالة بإزالة علبة الدواسة، وأخذ القياسات لتحديد سمك الرقيقة، وتثبيتها، وإعادة تركيبها ثم اختبارها لمسافة ميلين أو ثلاثة.

وقال ديفيس: «حصلنا على عدد كاف من قطع الغيار تكفينا لعدة أيام نتمكن خلالها من إصلاح 40 إلى 50 سيارة في اليوم الواحد. ونتوقع الحصول على الشحنة نفسها كل يوم. ستكون هناك فوضى لكننا نبذل قصارى جهدنا».

ويأمل موزعو «تويوتا» في إصلاح عدد كبير السيارات بصورة تدريجية. وقد أوقفت «تويوتا» من جانبها بيع 8 طرازات في الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) الماضي حتى تتمكن من إيجاد حل لها. ومن المقرر أن يتم استئناف الإنتاج في مصانع أميركا الشمالية، الذي تم تعليقه الأسبوع الماضي، باستخدام دواسات وقود بديلة.

* خدمة «نيويورك تايمز»